هل يمكن تعافي الرئتين من الضرر الناتج عن كورونا؟

قد يتسبّب المرض الناجم عن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، شأنه كشأن جميع أمراض الجهاز التنفسي الأخرى، في حدوث تلفٍ في الرئتين. ولكن هل يمكن تعافي الرئتين من الضرر الناتج عن كورونا؟ أم إنه تلفٌ دائمٌ لا يمكن التعافي منه؟

ما نوع الضرر الذي قد يُلحِقه فيروس كورونا بالرئتين؟

قد تنجم الكثير من المضاعفات الخطيرة عن الإصابة بمرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا، ومنها:

1- فشل الجهاز التنفسي الحاد (الفشل الرئوي)

وهو عدم قدرة الرئتين على ضخّ كميةٍ كافيةٍ من الأكسجين في الدّم، أو إخراج ثاني أكسيد الكربون، فيصبح مستوى الأكسجين في الدّم منخفضًا بشكلٍ خطيرٍ، أو مستوى ثاني أكسيد الكربون مرتفعاً على نحوٍ خطيٍر. وقد كشفت إحدى الدراسات أن مضاعفات المرض التي تتمثّل في فشل الجهاز التنفسي تعدّ السبب الرئيسي للوفاة بالفيروس.

2- الالتهاب الرئوي

وهي حالة تُصبح فيها الأكياس الهوائية في الرئتين ملتهبة، ما يجعل عملية التنفس أكثر صعوبة.

3- متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS)

وهي نوع من أنواع فشل الجهاز التنفسي، تتضرّر فيه الرئتان بشدّة لدرجة أن السائل يبدأ بالتسرب إليها، فيعاني الجسم من صعوبةٍ في إدخال الأكسجين إلى مجرى الدم. 

4- الصدمة الإنتانية

يحدث الإنتان عندما تخفق استجابة الجسم تجاه العدوى، فيؤدي ذلك إلى تلف الأعضاء. وإذا لم تتوقف هذه العملية، قد يصاب المريض بما يعرف باسم الصدمة الإنتانية. وفي حال انخفاض ضغط الدم كثيراً، قد تكون الصدمة الإنتانية قاتلة.

كيف يحدث تلف الرئتين الناجم عن فيروس كورونا؟

عندما يغزو فيروس كورونا الجسم ويخترق الرئتين، فإنه يسبب تفاعلاً كيميائياً، وهذا التفاعل المناعي، لا الفيروس، هو ما يسبب حدوث الالتهاب. أي أنَّ الالتهاب يحدث نتيجةً لهجوم الجهاز المناعي على الفيروس، وهو ما يؤدي لاحقاً إلى تندُّب الأنسجة، إلى الحد الذي لا يمكن التعافي منه في حال كانت العدوى من درجةٍ متقدّمةٍ.

هل يمكن تعافي الرئتين بعد الإصابة بفيروس كورونا؟

أظهرت إحدى الدراسات المهمّة أنَّ 50% من الأشخاص الذين كانوا يعانون من الخلل الرئوي بفعل تعرّضهم للإصابة بكورونا، لم يظهر عليهم أيّ أثر لوجود خللٍ أو تلفٍ رئوي بعد ثلاثة أشهر من الإصابة. وبهذا نجد أنَّ نسبةً كبيرةً من مرضى كورونا الذين عانوا تضرراً في الرئتين شهدوا تعافياً تلقائياً لها.

كيف يمكن تسريع تعافي الرئتين من التلف؟

هناك بعض الأمور التي من شأنها تسريع عملية التعافي وإصلاح بعض الأضرار التي لحقت بالرئتين، نتيجةً للإصابة بعدوى فيروس كورونا، وذلك إذا ما تم اكتشافها مبكراً بما يكفي، وتشمل:

1- التوكوترينالات

وهي أحد قسمي فيتامين E وأحد مضادات الأكسدة الفعّالة، وتعدّ أقوى من التوكوفرينالات بخمسين مرّة، لذا يجب إيجاد منتج يوفّر وجودها منفردةً بدون وجود عناصر أخرى. وينصح بتناول ثلاث حبّات منه يومياً، موزَّعةً على مدار اليوم.

ويتمتّع فيتامين E بتأثيرٍ مذهلٍ للحدّ من أضرار الجذور الحرّة والالتهاب، كما يفيد الجهاز المناعي بشكلٍ مباشرٍ.

2- فيتامين د3

قد يكون فيتامين د أهم العناصر الغذائية لمحاربة الفيروسات وعدوى الرئة والالتهاب، فهو مضادٌ طبيعيٌ للالتهاب. وهو ليس فيتاميناً بالمعنى الحقيقي، وإنّما هرمون يتم إنتاجه في الجسم نتيجة التعرّض لأشعة الشمس، كما يمكن الحصول عليه من بعض الأطعمة بكمياتٍ محدودةٍ، وهو من الفيتامينات الذوّابة في الدهون.

وينصح بتناول 40 ألف وحدة دولية يومياً، ورغم أنَّ هذا قد يبدو كثيراً في نظر البعض، إلا أنّه ضروري للحدّ من الالتهاب الذي يُعدّ السبب في تندّب الأنسجة.

3- بنيوموتروفين (Pneumotrophin PMG)

  وهو أحد منتجات شركة Standard Process، ويفيد في دعم الجهاز المناعي إلى حدٍّ كبيرٍ، وله تأثيرٌ مذهلٌ على التعافي من مشكلات الرئتين. ويمكن أخذ ست حبّات منه موزَّعة على أوقات اليوم.

4- الزنك

وهو عنصرٌ ضروريٌ جداً لحالات العدوى الفيروسية والالتهاب. ومشكلات الرئتين، لذا ينبغي تناول ما لا يقل عن 200 ملغ منه يومياً.

5- اتباع الصيام المتقطّع والصيام الدوريّ المطوّل

فللصيام دورٌ كبيرٌ في تعزيز الجهاز المناعي. إذ يبدأ الجسم عند الصيام بإنتاج كمياتٍ هائلةٍ من مضادات الأكسدة التي يحتاجها الجسم للحدّ من ضرر الجذور الحرة على الحمض النووي. كما يساعد الصيام على التخلّص من الأنسجة المتندّبة والبروتين التالف والمتضرّر في الجسم.

والصيام المطوّل هو الذي لا تقلّ مدّته عن 48-72 ساعة متواصلة. والمداومة عليه مرة كل أسبوعين على الأقل، تضمن تمتّع الجسم بصحةٍ جيدةٍ.