سبب الشعور بالتعب أثناء الصيام المتقطّع

لا ريب أن اتباع الصيام المتقطّع يعود على الجسم بمنافع لا حصر لها. إلا أن بعض من يتبعون الصيام المتقطّع قد يعانون عند البدء من الشعور بالتعب والوهن، فما سبب الشعور بالتعب أثناء الصيام المتقطّع؟ وكيف يمكن زيادة مستويات الطاقة في الجسم أثناء الصيام المتقطّع؟ وما هي مرحلة التكيّف مع الكيتو؟

الصيام المتقطّع

يعتمد الصيام المتقطّع اعتماداً أساسياً على الامتناع عن تناول الطعام لساعاتٍ معيّنةٍ خلال اليوم. ما يؤدي إلى تقليل كميات الطعام المستهلكة وبالتالي خسارة الوزن. كما أنه يساعد على تحسين عمليات الاستقلاب (الحرق) ويبطئ مظاهر التقدم في العمر.

ويساعد الصيام المتقطع كذلك على تحسين مستويات الأنسولين والسكر في الدم. لذا فقد يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري.

مرحلة التكيّف مع الكيتو

عند البدء بحمية الكيتو والانتقال من نظام غذائي عالي الكربوهيدرات إلى آخر منخفض الكربوهيدرات، فإن هذا التغيير يمرّ بمرحلةٍ انتقاليةٍ اسمها “مرحلة التكيّف مع الكيتو”.

وخلال هذه المرحلة، يتحول الجسم من اعتماد الغلوكوز مصدراً أساسياً للوقود، إلى استخدام الكيتونات لإنتاج الطاقة بدلاً من ذلك.

حمية الكيتو

وقد تظهر بعض الأعراض خلال هذه المرحلة. وأحد الأعراض الشائعة لمرحلة التكيّف مع الكيتو هو الإرهاق الناتج عن الكيتو. فحينها لا يقتصر التعب على فترة الأكل فحسب، بل يتعدى ذلك إلى فترات الصيام بين الوجبات كذلك. وقد يُعزى ذلك إلى عدة أسباب:

١- عدم تكيّف الجسم مع الدهون

وقد تكمن المشكلة في عدم انخفاض نسبة الكربوهيدرات بما يكفي. فكلما ارتفعت نسبة الكربوهيدرات يصبح التكيّف مع الدهون أكثر صعوبةً. فحرق الدهون في جوهره هو الاستغناء عن حرق الكربوهيدرات. وهو ما يتمخّض عنه الحالة الكيتوزية. إذًا فالحالة الكيتوزية هي إحدى نواتج حرق الدهون.

وقد يبدأ العديد من المبتدئين في حمية الكيتو والصيام المتقطّع بإضافة المزيد من الكربوهيدرات إلى نظامهم لاعتقادهم أنها ستساعد في عملية التكيف. إلا أنها في الواقع لا تزيد الأمر إلا صعوبة. أما في حال الامتناع عن تناول الكربوهيدرات، فإن التكيّف لن يستغرق وقتًا طويلاً. وسيتلاشى الشعور بالتعب والإرهاق بعد مدّةٍ قصيرةٍ.

وعادةً ما يستغرق التكيّف على حرق الدهون مدةً تتراوح بين ثلاثة أيام وأسبوع. وقد يحتاج لوقتٍ أطول لدى من يعانون من السكري أو تفاقم مقاومة الإنسولين.

٢- نقص بعض المعادن مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم

هناك المليارات من المضخات الصغيرة في الجسم والتي تدعى “مضخات الصوديوم-بوتاسيوم”. تدفع هذه المضخات الصوديوم إلى خارج الخلية وتقوم بإدخال البوتاسيوم إلى داخلها. فهي تقوّي نقل الإشارة العصبية وتساعد في إنتاج الطاقة وزيادة قوة انقباض العضلات. وتعزّز كذلك عمل الجهاز العصبي.

كما أن المغنيسيوم ضروريٌّ جداً لإنتاج مركّب الأدينوسين ثلاثيّ الفوسفات (ATP) الذي يعمل على تزويد الجسم بالطاقة لأداء الوظائف المختلفة.

فإذا لم يكن النظام الغذائي يحتوي على ما يكفي من البوتاسيوم – بسبب غياب الخضروات منه – فإن ذلك سيحول دون إنتاج الطاقة.

٣- نقص مستوى فيتامين B1

يعدّ فيتامين B1 أساسياً لإنتاج الطاقة في الجسم إذ أنه يُسهم في إنتاج مركّب (ATP).

ولدى اتباع نظامٍ غذائيٍ عالي الكربوهيدرات، يحتاج الجسم إلى كمياتٍ كبيرةٍ جداً من فيتامين B1. فكلما زاد استهلاك الكربوهيدرات زادت الحاجة إلى فيتامين B1. وإذا لم يتناول الجسم قدراً كافياً من هذا الفيتامين، فقد يصاب بنقص فيتامين B1.

إلا أن اتباع حمية الكيتو كذلك قد يقود إلى نقص فيتامين B1 في الجسم. فنظام الكيتو هو نظام غذائي عالي الدهون، والدهون لا تحوي على فيتامين B1. لذا ينبغي تعويض غياب فيتامين B1 في حمية الكيتو لئلا تحدث الإصابة بنقص فيتامين B1. والذي تشمل أعراضه التعب والتوتر وعدم القدرة على الاسترخاء.

شاهد أيضاً: فوائد الصيام ١٤ ساعة

عادات ينبغي تجنّبها في حمية الكيتو

يجب تجنب العادات الآتية لدى اتباع حمية الكيتو:

الإكثار من تناول القهوة والشاي

فالقهوة والشاي من المشروبات التي تستنفد كميات فيتامين B1 من الجسم. ما يؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق.

شرب الكحول

يؤدي تناول الكحول كذلك إلى استنفاد مخزون الجسم من فيتامين B1 لذا ينصح باجتنابه.

الاعتماد على الأطعمة المطهوة

فاعتماد الأطعمة المطبوخة والاستغناء عن تناول الخضار النيئة قد يؤدي إلى انخفاض مستوى المغذّيات في الجسم، بما فيها فيتامين B1. لذا يجب الإكثار من تناول الخضروات النيئة.

لكن ضعوا في حسبانكم أن تناول الأسماك النيئة مثل السوشي قد يسبب أيضاً نقص فيتامين B1. فالأسماك النيئة تستنزف مستويات فيتامين B1 في الجسم.

تناول ميتفورمين (Metformin)

وهو دواء يتناوله مرضى السكري، إلا أنه يستنزف مخزون B1 من الجسم. وهذا ما يفسّر إصابة من يتناولون هذا الدواء بالحماض اللاكتيكي (Lactic acidosis). إذ يُعزى ذلك إلى نقص فيتامين B1 في الجسم.

الخلاصة:

قد يعاني من يبدأ باتباع الصيام المتقطع من الإرهاق والتعب. ويعود ذلك إلى أسبابٍ عديدةٍ منها عدم تكيّف الجسم على حرق الدهون، ونقص معادنٍ هامةٍ في الجسم خاصةً البوتاسيوم والمغنيسيوم. لكن أهم سبب للشعور بالتعب أثناء الصيام المتقطّع هو نقص فيتامين B1 الذي قد يرتبط باتباع حمية الكيتو. وذلك لعدم احتواء الدهون – التي تركّز عليها حمية الكيتو – على فيتامين B1. لذا يجب تعويض نقصه من خلال تناول المكمّلات لتجنّب الإصابة بالوهن والتعب أثناء اتباع الصيام المتقطع.

شاهد الفيديو من هنا: https://youtu.be/c3yIYSBz_FU

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد