نقص الفيتامينات عند مرضى المصحّات النفسية

ترتبط الصحة النفسية بالصحة الجسدية ارتباطاً وثيقاً، حتى أنّ نقص بعض الفيتامينات قد يتسبب في الاضطرابات النفسية والعقلية. فكثيراً ما يراجع المرضى عيادات نفسية للبحث عما يهدّئ أعراضاً واضطرابات طرأت عليهم بلا سببٍ واضحٍ، ليفاجأوا أن السبب نقصٌ في الفيتامينات. ورغم شيوع نقص الفيتامينات بين مرضى المصحّات العقلية والنفسية، إلا أنهم غالباً ما يتلقّون جرعات دوائية بدلاً من الاهتمام بتعويض ما ينقصهم من فيتامينات وعناصر غذائية.

الاضطرابات النفسية والعقلية.

تأثير الغذاء على الصحة العقلية

أجرت الدكتورة جورجيا إيد، وهي طبيبة نفسية من جامعة هارفارد الأمريكية وخبيرة في التغذية والصحة العقلية، دراسةً عن تأثير حمية الكيتو الصحية والصيام المتقطع على الصحة العقلية، وتوصّلت الدكتورة إيد إلى وجود علاقةٍ قويةٍ بين الغذاء والحالة العقلية والنفسية للفرد، فقالت إن ما يُدخله الفرد إلى جسمه من طعامٍ وشرابٍ لا يحدّد مدى نشاطه العقلي على المدى القصير فحسب، بل إن ذلك ينعكس أيضاً على حالته العقلية والنفسية في المستقبل.

الدكتورة جورجيا إيد، طبيبة نفسية من جامعة هارفارد الأمريكية وخبيرة في التغذية والصحة العقلية

ووجدت إيد أن الدماغ، شأنه كشأن بقية أعضاء الجسم، يتضرّر نتيجةً لسوء النظام الغذائي المتّبع إلى حدٍ كبيرٍ. فعند اعتماد نظامٍ غذائيٍ عالي الكربوهيدرات، تعمل الكربوهيدرات المعالَجة والسكر كمصدرٍ غذائيٍ أساسيٍ للدماغ، وبالتالي فإن المسارات العصبية تغمرها الجذور الحرة والغلوكوز. الأمر الذي يؤدي إلى استنفاد مضادات الأكسدة الداخلية الطبيعية في الجسم، وينجم عن ذلك زيادة الأكسدة والكثير من الالتهابات في الدماغ.

أما في حال اتباع حمية الكيتو منخفضة الكربوهيدرات، فإن الدماغ يستمدّ طاقته من الكيتونات، وبالتالي يتم إنتاج عددٍ أقلٍ من الجذور الحرة، ما يسمح لمضادات الأكسدة الطبيعية في الجسم بإبطال مفعولها بسهولةٍ دون أن تنضب، وبفضل النظام الغذائي الكيتوني، يمكن أن تعمل الميتوكوندريا –مولّدات الطاقة في الخلايا– بشكلٍ أكثر فاعلية، وقد تسهل حركة الناقلات العصبية عبر المشابك العصبية، كما وجدت إيد أن اتباع الحمية الكيتونية يساعد على تقليل مخاطر الإصابة بالالتهاب، ومن المعروف أن التهابات الدماغ وفرط الإجهاد التأكسدي يمكن أن يؤثّر على مختلف أعضاء الجسم، وعلى الحالة المزاجية والنفسية تأثيراً كبيراً.

العلاقة بين نقص الفيتامينات والاضطرابات النفسية

لنقص الفيتامينات تأثيرٌ مباشرٌ على الحالة النفسية، وقد ينجم عنها الكثير من الاضطرابات والأمراض، ومنها:

1- الفُصام

وهو اضطرابٌ نفسيٌّ حادٌّ في الدماغ، يتّسم بسلوكٍ اجتماعيٍّ غير طبيعي وفشلٍ في تمييز الواقع. ويُشوِّه طريقة الشخص المصاب به في التفكير والتصرّف والتعبير عن مشاعره، والعلاقات المتبادلة بينه وبين من يحيط به.

وقد شهد كثيرٌ ممن يعانون من الفُصام تحسّناً ملحوظاً بعد تناولهم:

  •  فيتامين B3 (بجرعاتٍ كبيرةٍ تصل إلى 3000-18000 ميكروغرام يومياً)
  •  فيتامين د
  • الفولات (حمض الفوليك)
فيتامين B3

2- الاكتئاب

وهو اضطرابٌ مزاجيٌّ يسبّب شعوراً دائماً بالحزن وفقدان الاهتمام، ويؤثّر على طريقة التفكير والسلوك، وقد يؤدي إلى العديد من المشكلات العاطفية والجسدية.

وأثبتت الدراسات أن تناول العناصر الغذائية التالية قد يساعد على التخلّص من الاكتئاب:

  • فيتامين د :لنقص فيتامين د علاقة مباشرة بالإصابة بالاكتئاب، وهذا ما يفسّر معاناة كثير من الناس من الاكتئاب في فصل الشتاء لعدم تعرّضهم لأشعة الشمس على نحوٍ كافٍ.
  • أحماض أوميغا 3 الدهنية
  • فيتامين B12 (في حال الإصابة بفقر الدم)
اوميغا 3

3- اضطراب ثنائي القطب

 وهو حالةٌ صحيةٌ عقليةٌ تتسبّب في تقلباتٍ مزاجيةٍ مفرطةٍ. وقد أثبتت الأبحاث تأثير حمية الكيتو في تحسين أعراض هذا الاضطراب إلى حدٍ كبيرٍ.

4- اللامبالاة

وتُعزى هذه الحالة إلى نقصٍ حادٍ في فيتامين B1، كما يرتبط نقص هذا الفيتامين بالعديد من المشكلات النفسيةولهذا فإن تناوله قد يؤدي إلى التخفيف من هذه الحالة.

5- نوبات الهلع

شهد بعض من يعانون منها نتائج مذهلة بعد تناولهم  فيتامين B1.

6-اضطرابي نقص الانتباه وتشتّت الانتباه مع فرط الحركة 

قد يؤثّر نقص فيتامين B1 أحماض أوميغا 3 الدهنية على التركيز والدماغ.

7- اضطراب الوسواس القهري

توصّل الباحثون إلى وجود ارتباطٍ وثيقٍ بين اضطراب الوسواس القهري ونقص الزنك ونقص التاورين (أحد الأحماض الدهنية)، ولهذا فإنّ تناول الزنك والتاورين يخفّف من أعراض الاضطراب.

8- الذُّهان

يؤدي نقص فيتامين B1 إلى حدوث اضطرابات في أجزاء معيّنة من الدماغ، ما قد يسبّب الإصابة بالذهان.

التغذية الجيدة لتعزيز الصحة النفسية

إن اتباع حمية الكيتو الصحية والصيام المتقطّع من أنجع السبل للحفاظ على صحة الفرد النفسية، فعندما يعتاد الجسم على الامتناع عن تناول الطعام لفتراتٍ معينةٍ وعلى حرق الدهون بدلاً من الغلوكوز، تطرأ على الدماغ الكثير من الأمور المذهلة، فتبدأ خلاياه بالنمو وتتعزز وظائفه، كما ترتفع الروح المعنوية وتتحسّن الحالة المزاجية تحسناً كبيراً.

شاهد الفيديو من هنا : هل تعلم أن نقص هذه الفيتامينات مرتبط بتدهور الصحة النفسية لحد الاكتئاب والهلوسة والجنون؟!

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد