غالباً ما يحذّر الخبراء من خطورة الأطعمة المقلية على الصحة، إلا أن استخدام الزيوت الصحية والاعتماد على طرق القلي الصحيحة يقلّل من خطورة هذه الأطعمة إلى حدٍ كبيرٍ. فقد تمثّل بعض الزيوت خطراً كبيراً على الصحة عند تسخينها واستخدامها للقلي العميق. فما هي أفضل الزيوت الصحيّة للقلي وأقلها خطورةً على الصحة؟
الزيوت التي يجب تجنبها عند القلي العميق
يجب الابتعاد عن استخدام الزيوت غير المشبعة للقلي العميق أو استخدامها في أي طعام يوضع على النار ويتعرض لدرجة حرارة، لأنها تَفسَد سريعاً وتتأكسد بسهولة، وخاصةً عند تعرّضها للحرارة. وتشمل بعض الأمثلة على الزيوت غير المشبعة:
- الصويا
- الذرة
- بذور دوار الشمس
- العصفر
- الفول السوداني
- الكانولا
- بذرة القطن
وتكمن خطورة هذه الزيوت في أن أحد المركّبات الكيميائية ينشأ عند تعرّض هذه الزيوت الخفيفة وغير المشبعة للحرارة أو القلي، وهي النواتج النهائية لأكسدة الدهون المتقدّمة (ALOEP). وتحمل هذه المركبات أثراً سلبياً على القلب، وقد تزيد من خطر الإصابة بأنواعٍ معيّنةٍ من السرطان. حتى أن بعض الآثار المحتملة لهذه المركبات قد تكون أكثر خطورةً من الآثار التي يسببها استهلاك السكر.
ووفقاً لإحدى الدراسات، فإنّ هذه المركبات من شأنها أيضاً إبطاء عملية الالتهام الذاتي، والتي تتمحور حول إعادة تدوير الميتوكوندريا والبروتين القديم التالف في الجسم. وإبطاء هذه العملية يعود على الجسم بالضرر.
أفضل أنواع الزيوت للقلي العميق
تشمل أفضل الزيوت التي يمكن استخدامها للقلي العميق:
1-زيت جوز الهند
يعدّ زيت جوز الهند ضمن الدهون المشبعة بنسبة 92%، ويعدّ مفيداً جداً للجهاز المناعي. فهو يحتوي على حمض اللوريك والعديد من المغذيات النباتية والعناصر الغذائية مثل أنزيم Q10 وفيتامين E، كما أنه مضاد للميكروبات. ويفيد زيت جوز الهند في رفع نسبة البروتينات الدهنية عالية الكثافة، أي الكوليسترول الجيد، وتقليل الكوليسترول الضار.
2-الوَدَك (دسم اللحم البقري، أو الدهون البقرية)
ويفضل استخدام دهون الأبقار المغذاة على الأعشاب بدلاً من تلك المغذاة على الحبوب، فهي صحية أكثر. ويُعدّ الوَدَك مادة قديمة الاستخدام، وغنية بفيتامينB3 (النياسين)، وهي خيار جيد للقلي العميق
3- السمن الحيواني
وهو الزبدة المصفّاة من الجزيئات الصلبة التي تمنحنا الدهن الصافي، ويعدّ أحد الخيارات الجيدة للقلي.
4- زيت الزيتون
رغم احتوائه على بعض الدهون غير المشبعة وأحماض أوميغا 6 الدهنية التي عادةً ما تحفّز الالتهاب، إلا أن زيت الزيتون هو أحد الزيوت التي لا تتسبب فيها هذه الأحماض بحدوث الالتهابات. لذا لا بأس باستخدامه للقلي شرط ألا تتجاوز حرارته 204 درجة مئوية.
ويعدّ زيت الزيتون مفيداً جداً، وهو مضاد للالتهاب. كما أنه أحادي اللاتشبّع بنسبة 78%. ويتكوّن بشكلٍ أساسيٍ من الأحماض الدهنية الأساسية التي لا يمكن للجسم صنعها ذاتياً. فهو يحتوي على حمض الأوليك بنسبة 83% وحمض اللينوليك بنسبة 21% وحمض البالمتيك بنسبة 20% وغيرها من الأحماض الضرورية للجسم.
ومن أكبر فوائد زيت الزيتون أنه يعزز صحة القلب، فهو يساعد على ضبط مستويات سكر الدم وتقليل مستويات الإنسولين الذي يسبب مشكلات القلب. ويسهم زيت الزيتون كذلك في معالجة بطانة الشرايين، كما يحوي نسبةً جيدةً من فيتامين E.
5- زيت الأوفوكادو
يشبه زيت الأفوكادو زيت الزيتون إلى حدٍ بعيدٍ، ويتكون في الغالب من الدهون المشبعة. ويمكن القلي باستخدام هذا الزيت، فهو أحد الزيوت التي لا تفسد سريعاً، ويحتوي على تركيبةٍ منخفضةٍ من الدهون غير المشبعة.
وهكذا فإن هذه الأنواع الخمس من الزيوت تعدّ صحية، فهي لا تتحوّل إلى مركباتٍ (ALOEP) مثل الزيوت غير المشبعة، ولا تفسد سريعاً. كما أنها مستقرة فلا تتأكسد بسهولة، ولا تُسهم في زيادة الكوليسترول الضار ولا تتسبّب في تجلّط الشرايين. كما أنها قد تكون آمنة أكثر من غيرها عند تعرّضها للحرارة. ورغم كونها دهوناً مشبعة، فإن هذه الزيوت لا تنطوي على آثار جانبية، فهي لا تندرج تحت الدهون التي تتسبب في نوبات قلبية أو مقاومة الإنسولين وغيرها.
شاهد الفيديو من هنا : استبدلوا زيوت القلي الضارة بهذه الآمنة