يُعدّ المغنيسيوم أحد أهم المعادن في الجسم، فهو ينظّم مستويات الكالسيوم في الجسم ويساعد على الوقاية من التكلّس، ويحتاجه الجسم أكثر من غيره من المعادن، لذا من الضروري جداً تناول كمياتٍ كافيةٍ منه، ولا تظهر عادةً أعراض نقص المغنيسيوم على الشخص إلى أن يصبح النقص لديه حاداً، الأمر الذي قد يؤدي إلى مضاعفاتٍ بعضها خطير، فما أولى دلالات نقص المغنيسيوم في الجسم؟
أول أعراض نقص المغنيسيوم
تُعدّ الميتوكوندريا بمثابة مولّدات الطاقة في الخلايا، لذلك هي تحتاج إلى المغنيسيوم لإنتاج جزيئات ثلاثي فوسفات الأدينوسين (ATP) التي تُعدّ عملة الطاقة، وتتحكّم في جميع عمليات الطاقة في الجسم، وهذا يعني أنه بدون نسبةٍ كافيةٍ من المغنيسيوم يفتقر الجسم إلى الطاقة، مما يؤدي إلى سرعة الشعور بالتعب والإرهاق.
وبهذا فإنّ الدلالة الأولى لنقص المغنيسيوم هي الشعور بالإرهاق والوَهَن، وضعف القدرة على التحمّل أثناء ممارسة التمرينات الرياضية.
ومن الجدير بالذكر، أن الإرهاق وحده لا يعدّ عَرَضاً دالاً على مشكلةٍ صحيةٍ بعينها، إلا إذا رافقه أعراضٌ أخرى، وفي حالة نقص المغنيسيوم يترافق الإرهاق العام عادةً مع ضعفٍ في العضلات، فيما يسمى بالوهن العضلي (Myasthenia). ويعزو الباحثون سبب ما يحدث إلى أن نقص المغنيسيوم يؤدي إلى انخفاض مستويات البوتاسيوم في الخلايا العضلية، ما قد يتسبب في إصابة العضلات بوهنٍ وضعفٍ عام.
أعراض أخرى لنقص المغنيسيوم
وتشمل دلالات نقص المغنيسيوم أيضاً:
– ضعف الذاكرة
– ارتفاع ضغط الدم
– ارتفاع خطر الإصابة بتكلّس الأنسجة اللينة
وهي حالة يزيد فيها تركيز الكالسيوم في الدم، فيترسّب في بعض الأنسجة اللينة كالشرايين، ما قد يؤدي إلى تصلّب الشرايين.
– قلة النوم
– سرعة التهيّج والانفعال
–اضطراب نظم القلب
ويعود سبب ذلك إلى اختلال توازن الشوارد الكهربائية في الدم أو اضطرابات توصيل في النظام الكهربائي في القلب.
• التَكَزّز والتشنّج
التشنّج هو تقلص مؤلم ومفاجئ ولاإرادي في عضلةٍ أو مجموعة من العضلات، وعادةً ما تحدث هذه التشنجات المؤلمة في عضلات الربلة والقدم، ما يجعل أصابع القدم تلتفُّ نحو الأسفل. أما التكزز فهو تشنجات مستمرة أو دوريَّة للعضلات في جميع أنحاء الجسم، وتستمرّ هذه التشنجات مدةً أطول بكثير من تشنجات العضلات، وتكون أكثر انتشاراً.
• الرُّعَاش
وهو حركة اهتزازية لا إرادية متواترة إلى حدٍّ ما، تحدث نتيجةً لتقلص العضلات وارتخائها بشكل متكرر، وتحدث في جزءٍ واحدٍ من الجسم أو أكثر.
شاهد أيضاً : مدة بقاء المغنيسيوم في الجسم
أهمية المغنيسيوم
يعتمد ما يزيد على 300 إنزيم في جسم الإنسان على عنصر المغنيسيوم، ويعمل هذا العنصر المهم على تطهير الجسم من العديد من المواد السامة، ورغم أهمية هذا المعدن، إلا أنّ التقديرات تشير إلى أن أكثر من نصف سكان العالم لا يحصلون على كفايتهم اليومية منه، كما أن 65٪ من المرضى في العناية المركزة، إلى جانب 80٪ من مدمني الكحول، يعانون من نقص المغنيسيوم، وقد تتفاقم أعراض نقص المغنيسيوم في حال ممارسة الصيام المتقطع، ولهذا يُنصح بتناول الشوارد أثناء الصيام.
ما الذي يسبب نقص المغنيسيوم؟
تشمل الأسباب الأكثر شيوعاً لنقص المغنيسيوم ما يلي:
- سوء التغذية.
- تناول الأطعمة المكررة : فأحد الأسباب الرئيسية لنقص المغنيسيوم هو الإكثار من تناول الأطعمة والكربوهيدرات المعالَجة، مثل الخبز والمعكرونة والحبوب والبسكويت والوافل والبان كيك والعصير والسكر وغيرها.
- التوتر (الضغط النفسي): فكلما زادت حدّة التوتر، انخفض مستوى المغنيسيوم في الجسم.
- نقص في مستويات فيتامين د :لأن المغنيسيوم يساعد على امتصاص فيتامين د في الجسم.
- الكحول : يؤدي شرب الكحول إلى استنفاد مستويات المغنيسيوم.
- داء السكري.
- مدرّات البول.
- الإسهال.
- مضادات الحموضة.
- المضادات الحيوية.
- سوء الامتصاص.
- الفيتات (حمض الفيتيك) : تحوي البقول والحبوب ونخالة الشوفان والقمح نسبةً عاليةً من مادة الفيتات التي تُعيق عملية امتصاص المغنيسيوم في الجسم.
- مقاومة الإنسولين : وقد تكون مقاومة الإنسولين السبب الأول لنقص المغنيسيوم، لأن الجسم بحاجةٍ إلى مستقبل الإنسولين لامتصاص المغنيسيوم.
أفضل مصدر للمغنيسيوم
تُعدّ الخضار الورقية أفضل مصدرٍ للمغنيسيوم، إذ تحتوي على الكلوروفيل. والكلوروفيل هي المادة التي تمنح النباتات لونها الأخضر، وهي صبغة غنية بالمغنيسيوم. لذلك ينبغي الإكثار من تناول الأطعمة التي تحتوي على الكلوروفيل مثل الخضار والسلطات المختلفة لتجنّب نقص المغنيسيوم في الجسم، ويحتاج الجسم ما لا يقل عن 6-7 أكواب من الخضار يومياً.
مشاهدة الفيديو: انتبهوا لأعراض نقص المغنيسيوم هذه وأولها التعب