علاقة الالتهاب المزمن بفقر الدم

يعدّ فقر دم المصاحب للالتهاب، أو فقر دم الأمراض المزمنة، ثاني أنماط فقر الدم شيوعاً. وتشبه أعراضه فقر الدم (الأنيميا) في نقص الحديد. فكيف ينجم فقر الدم عن الالتهاب المزمن، وما العلاقة بينهما؟

دور الحديد في نمو البكتيريا

أحد خطوط الدفاع الأولى ضد مسبّبات الأمراض في الجسم هو حجب العناصر الغذائية عن الميكروبات الضارة وتجويعها. والحديد، وبعض العناصر الغذائية والمعادن النادرة الأخرى، ضروريٌ لنمو الميكروبات. أي أنّ كلاً من البكتيريا النافعة والبكتيريا الضارة (مسببات الأمراض) تحتاج إلى وجود الحديد في الجسم كي تنمو، فهو واحدٌ من مصادر غذائها. وهنا تجدر الإشارة إلى حالةٍ تحدث في الجسم تسمى الاحتجاز.   

حجب العناصر الغذائية عن الميكروبات الضارة

ما هو الاحتجاز؟

يُشير الاحتجاز إلى حالةٍ يحتجز فيها الجسم الحديد والمعادن النادرة الأخرى، لمنع مسبّبات الأمراض من التغذّي عليها. أي أنّ الحديد الحُر في الجسم يتم دمجه بسرعةٍ بفعل مركّباتٍ محددةٍ. والأمر أشبه بحربٍ بين الجسم ومسببات الأمراض، فعندما يستشعر الجسم العدوى أو الالتهاب أو الحمى، فإنه يحتجز الحديد بسرعة ليمنع مسببات الأمراض من النمو.

الاحتجاز

وتتّبع مسببات الأمراض استراتيجيةً مضادّةً لفتح الخلايا واستخراج الحديد الموجود داخلها، فكلاً من البكتيريا النافعة والبكتيريا الضارة تحاول البقاء. ولكن الجسم، إذا كان سليماً، يؤدي وظيفته ويمنع الميكروبات الضارة من النمو. ولهذا فإن المصابين بفرط الحديد، وعدم قدرة الجسم على التخلّص منه، معرّضون جداً للإصابة بالعدوى. وجديرٌ بالذكر أن البكتيريا المسببة لداء لايم طوّرت استراتيجيةً لاستخراج الطعام من المنغنيز، بدلاً من الحديد، وبهذا تستطيع البقاء.

العدوى

الالتهاب المزمن والعدوى

في الوضع الطبيعي عند الإصابة بالعدوى أو الالتهاب، يحتجز الجسم الحديد ويتغلّب على العدوى، فينتهي الالتهاب والحمى. وبعدها يصبح الحديد متاحاً للخلايا كي تنمو. ولكن عند حدوث التهابٍ مزمنٍ، كما في حالة أمراض المناعة الذاتية أو التهاب المفاصل الروماتويدي أو غير ذلك، يمكن أن يُصاب الجسم بنقصٍ شديدٍ في الحديد، ما قد يسبب للشخص المصاب فقر الدم وشعوراً بالضعف.

شاهد ايضاً : طرد السموم من الدماغ

فقر الدم المصاحب للالتهاب

وهو شكلٌ من أشكال فقر الدم، ويشابهه في كثيرٍ من الأعراض، مثل التعب والتعرّق والصداع. ويحدث مع الأمراض المزمنة مثل: العدوى المزمنة وتنشيط المناعة المزمن أوالسرطان. ويشير فقر الدم المرافق للأمراض المزمنة إلى مستوياتٍ منخفضةٍ من كريات الدم الحمراءنتيجةً لأمراض المناعة الذاتية –وهي الأمراض التي يهاجم فيها نظام مناعة الجسم المفاصل أو الأعضاء– أو نتيجةً لأمراضٍ مزمنةٍ أخرى.

وتشير الدراسات الحديثة أنّ هذا النوع من الأنيميا يحدث نتيجة إنتاج الجسم مادة الهيبسيدين (hepcidin)، وهو المتحكّم الرئيسي بعمليات أيض الحديد في جسم الإنسان.

الحديد

أسباب فقر الدم المصاحب للالتهاب

تشمل أكثر الأمراض التي تسبّب فقر الدم شيوعاً:

  •  أي نوع من العدوى.
  •  السرطان.
  •  مرض الكلية المزمن (المرض الكلوي المزمن)

وهو الفقدان التدريجي في وظائف الكلى على مدى شهور أو سنوات. ولا يوجد أعراض محددة لتدهور وظائف الكلى، إلا أنها قد تسبّب الشعور العام بالإعياء وضعف الشهية. ويصيب هذا المرض كل المصابين به تقريباً بفقر الدم، وذلك لأن الكلى هي التي تصنع الإريثروبيوتين (EPO)، وهو الهرمون المتحكّم بإنتاج كريات الدم الحمراء في نخاع العظم.

•  أمراض المناعة الذاتية ومن هذه الأمراض:

  • التهاب المفاصل الروماتويدي: وهو التهابٌ مزمنٌ في المفاصل.
  • -الذئبة الحمامية الجهازية: وهو تلفٌ نسيجيٌ ناتجٌ عن مهاجمة الجهاز المناعي للجسم.
  • التهاب الأوعية الدموية.
  • لساركويد: وهو مرضٌ التهابيٌ يؤثّر عادةً على الرئة والغدد اللمفية، ويحدث بسبب الاستجابات المناعية غير الطبيعية.
  •  –مرض التهاب الأمعاء: ويشمل مرض كرون والتهاب القولون القرحي اللذَين يصيبان الأمعاء.
التهاب المفاصل الروماتويدي

علاج الالتهاب المزمن وفقر الدم

قد يؤدي تناول المزيد من الحديد أو المعادن النادرة بهدف تغذية الجسم إلى تغذية مسببات الأمراض في الوقت ذاته. فالحلّ الأفضل هو القضاء على السبب الجذري للالتهاب، سواء أكان عدوى ميكروبية لا تبدي أعراضاً، أم أن الجسم قد فقد السيطرة وبدأ يهاجم أنسجته. وأفضل طريقة لعلاج هذه المشكلة هي الصيام المتقطع والصيام المطوّل الدوري (بين الحين والآخر). وبالإضافة إلى الصيام، يجب تناول كمياتٍ كبيرةٍ من فيتامين د. والحد الأدنى هو تناول جرعة 30 ألف أو 40 ألف وحدة دولية أو أكثر، فهذا ضروريٌّ لتخفيف الالتهاب، ما يسمح للجسم بإتاحة المعادن النادرة –والحديد بالأخص– للأنسجة كي تستفيد منها.

الصيام المتقطع

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد