طرد السموم من الدماغ

عادةً ما يعود الفضل إلى الكبد والكليتين عندما يتعلق الأمر بإزالة السموم من الجسم، ولكن هل تعلمون أن الجسم لديه أيضاً نظام شامل آخر يساعد في إزالة السموم من الدماغ؟ فكيف يتم طرد السموم من الدماغ؟

ما هو الجهاز الجليمفاوي؟

يشير الجهاز الجليمفاوي إلى نظام الأوعية الدموية في الجسم الذي يزيل الفضلات من المخ والجهاز العصبي المركزي. ويكون الجهاز الجليمفاوي أكثر نشاطاً أثناء النوم، وهذا هو السبب في أن الحصول على قسطٍ جيدٍ من النوم ليلاً أمرٌ ضروريٌ للشعور بالحيوية والتوقّد الذهني.

كيف يعمل الجهاز الجليمفاوي؟

يعتمد الجهاز الجليمفاوي على السائل الدماغي النخاعي (CSF) الذي يدخل الفراغات المجاورة للأوعية الدموية الأصغر التي توصل إلى الدماغ.

ويتبادل السائل الدماغي النخاعي مع السائل الخلالي، وهو السائل المحيط بخلايا الدماغ. ويساعد هذا في تكوين الأوعية الدموية الجليمفاوية التي “تزيل السموم” من الدماغ عن طريق جمع النفايات، مثل البروتينات (بما في ذلك البروتين المسمى بيتا أميلويد، والذي قد يساهم في مرض الزهايمر)، والمَئيضات والسموم وغيرها.

الجهاز الجليمفاوي

يقوم هذا النظام بعد ذلك بنقل هذه النفايات بعيداً عن الدماغ وعبر الجسم حتى يتم طردها. ويزداد نشاط الجهاز الجليمفاوي أثناء النوم بسبب توفر مساحة أكبر بين السائل الخلالي والسائل النخاعي. ووفقاً لبعض الدراسات، يمكن أن تؤدي التمارين الرياضية أيضاً إلى تعزيز النشاط الجليمفاوي.

وفي حال تعطُّل الجهاز الجليمفاوي، قد يزداد خطر الإصابة ببعض أمراض الدماغ، بالإضافة إلى حدوث أعراض مثل تشوّش الدماغ وضعف الذاكرة. ويعتقد الباحثون أن وجود “نظام تصفية للسموم” يعمل بشكل جيد في الجهاز العصبي أمر بالغ الأهمية للوقاية من الاضطرابات التنكسية العصبية، مثل مرض الزهايمر وباركنسون ومرض هنتنغتون والتصلب الجانبي الضموري (ALS).

كما يعتقد العديد من الخبراء أن الجهاز الجليمفاوي في الدماغ قد يحتاج إلى العمل بجدية أكبر في حال التعرّض للكثير من السموم، خاصةً على مدى فترة طويلة من الزمن.

ويمكن أن ينتج التعرض للسموم التي تؤثر على الدماغ عن:

  • تناول أطعمة معالجة مع أطعمةٍ أخرى تثير الالتهابات.
  • استهلاك كميات كبيرة من الكحول.
  • تعاطي المخدرات والتبغ.
  • استخدام بعض الأدوية.
  • التعرض لمواد غريبة مثل المعادن الثقيلة والملوّثات البيئية.

يرتبط الحرمان من النوم كذلك بضعف القدرات العقلية، كما يؤدي التقدّم في العمر أيضاً إلى اضطراب الوظيفة الجليمفاوية، مثل تقليل السائل النخاعي وتدفق الدم إلى المخ / نبض الشرايين، ومع ذلك فإنّ العادات الصحية يمكن أن تساعد في إبطاء ذلك.

ماذا يعني تخليص الدماغ من السموم؟

يهدف تطهير الدماغ أو طرد السموم من الدماغ إلى المساعدة في الحماية من الأمراض التنكسية العصبية، وتقليل الأعراض المرتبطة بضعف وظائف الدماغ.

ويساعد تطهير الدماغ من السموم على التحكّم في العديد من الأعراض مثل:

وعادةً ما تتطلّب عملية إزالة السموم من الدماغ اتباع خطوات معيّنة، مثل الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، وتناول بعض المكملات الغذائية التي قد تساعد في دعم وظائف الدماغ، وتناول نظام غذائي مضاد للالتهابات، وممارسة الرياضة واتباع الصيام إن أمكن.

كيفية إزالة السموم من الدماغ

إليكم كيفية طرد السموم من الدماغ :

١- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم

يعد النوم الجيد كل ليلة أحد أفضل الطرق لتعزيز عمليات إزالة السموم الطبيعية في الدماغ، ويحتاج معظم البالغين من سبع إلى تسع ساعات من النوم كل ليلة.

٢- تناول نظام غذائي مضاد للالتهابات

نظراً لاتصال القناة الهضمية بالدماغ، يلعب النظام الغذائي دوراً أساسياً في صحة الدماغ وقدرته على أداء مختلف الوظائف المعرفية، ويمكن أن تزيد المشكلات المعوية والمرتبطة بالأمعاء – مثل متلازمة الأمعاء المتسربة – من تفاقم الالتهاب الذي يؤثّر على عمل الأعضاء بكفاءة بما في ذلك الدماغ، ويمكن أن يساهم في حدوث مشكلات أخرى مثل الاكتئاب والتعب والقلق وقلة التركيز.

ويحتاج الدماغ إلى إمدادٍ بالعناصر الغذائية بشكل منتظم، بما في ذلك البروتين والدهون الصحية ومضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن الأساسية.

وينبغي التركيز على الأطعمة المفيدة للدماغ وتضمينها في النظام الغذائي لمحاربة ضرر الجذور الحرة وذلك مثل: الخضار والفواكه الطازجة والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من النحاس وفيتامين سي والمنغنيز، إضافةً إلى الدهون الصحية مثل الأفوكادو وزيت الزيتون وزيت جوز الهند والزبدة العشبية.

كما يجب الحرص على تناول نظام غذائي يحتوي على الكثير من الأطعمة ذات التأثيرات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة والمضادة للسرطان، وتجنّب الأطعمة التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الالتهاب وتفاعلات المناعة الذاتية والإجهاد التأكسدي، وتشمل هذه الأطعمة اللحوم المعالجة والأطعمة التي تحتوي على زيوت نباتية ودهون متحولة، والسكر المضاف والأطعمة المعالجة بشكل كبير.

٣- ممارسة التمرينات الرياضية

تشير الدراسات إلى أن المواظبة على التمرينات الرياضية قد تزيد من نشاط الجهاز الجليمفاوي، وتحسّن أيضاً من مرونة الدماغ التي تلعب دوراً في التعلم والذاكرة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد التمارين في التغلب على التوتر والنوم بشكل أعمق وإمداد الجسم بالمزيد من الطاقة.

وقد تفيد التمارين عالية الكثافة (تمارين HIIT) أيضاً في تعزيز صحة الدماغ بطرق مختلفة. مثل زيادة تدفق الدم إلى الدماغ ودعم وظيفة الميتوكوندريا وتجنّب الخرف.

٤- اتباع الصيام المتقطّع

يساعد الصيام في حماية الدماغ من الأمراض العصبية. من خلال التأثير على بروتينات معينة تساهم في شيخوخة الدماغ وتقليل الإجهاد التأكسدي والالتهاب.

كما أظهرت بعض الأبحاث أن الصيام قد يساعد في تعزيز الذاكرة واليقظة والقدرة على التعلم. وتحسين الأداء البدني وإمداد الجسم بالطاقة.

٥- التقليل من التعرض للسموم

على الرغم من أن تجنب جميع المواد الكيميائية والسموم قد لا يكون ممكناً. إلا أنه ينبغي تقليل التعرض لها قدر الإمكان، مثل تجنب التدخين وتعاطي المخدرات والأدوية غير الضرورية.

ويمكن التقليل كذلك من التعرض للملوثات عن طريق اختيار منتجات التجميل العضوية والمنتجات المنزلية وتناول الأطعمة العضوية. فهذا يساعد على الحدّ من كمية المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب والمواد الكيميائية الأخرى الموجودة في الأطعمة المختلفة.

المقالات ذات الصلة

زيادة فوائد الكركم

مخاطر البوتوكس

علاج الشفاه المتشققة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد