سبع علامات مبكرة لمرض الغدّة يجب أن تنتبه لها (قصور الغدة الدرقية)

عند الشعور بأعراض قصور الغدة الدرقية التي يتبعها تلقي وصفة علاجية تشمل السينثرويد أو غيره من أدوية الهرمونات. وبعد سنة من المداومة عليها فإنها قد لا تمنح أي تحسن يذكر. فقد يلاحظ بأن طاقة الجسم ما تزال منخفضة وأن زيادة الوزن مستمرة. فما هي المشكلة؟  عند السؤال عن سبب انخفاض هرمونات الغدة الدرقية فقد لا نتلقى أي إجابة إطلاقاً. أو قد يقال لنا بأنه متعلق بالعوامل الوراثية وأنه موضوع قيد البحث وهذا محبط جداً. وهنا قد يكون السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان: هل هذه هي المشكلة حقاً؟ أم أن ما خفي أعظم؟ إليكم سبع علامات مبكرة لمرض الغدة الدرقية.

سبعة علامات مبكرة لمرض الغدة الدرقية

إخلاء مسؤولية

إن ما سيأتي لا يعني بحالٍ ما الاستغناء عن الرعاية الطبية. بل يجب استشارة الطبيب قبل الأخذ بأي من هذه الاقتراحات. والهدف هنا من سرد هذه الحقائق هو لفت الانتباه إلى بعض الأسئلة الجوهرية. ذلك أن الوصول إلى السبب الجذري لأي مشكلة من شأنه أن يحلّها. أما التركيز على علاج الأعراض دون السبب الجذري فقد يقود إلى مشكلة مستقبلية. فأحد الآثار الجانبية لتناول هرمونات الغدة الدرقية على مدار مدة زمنية طويلة يلغي الحاجة لعمل هذه الغدة. ويسبب كسلها ويؤثر على قدرتها على إنتاج هرموناتها ويجعلها تعتمد على الهرمونات البديلة.

هرمونات الغدة الدرقية

تفرز الغدة الدرقية هرمونات T4, T3. بالإضافة إلى هرمون الكالسيتونين الذي لا يوصف غالباً ضمن أدوية الهرمونات لمن يعانون من قصور لغدة الدرقية.

بعض العوامل المؤثرة على الغدة الدرقية

مما تقدم يجب الانتباه إلى بعض الأمور التي قد تؤثر على الغدة الدرقية:

أولاً: صحة الكبد والكلى

إن الهرمون الرئيسي الذي تفرزه الغدة الدرقية وهو T4 ليس هو الصيغة النشطة. ولكنه بمثابة طليعة للصيغة النشطة وهي هرمون T3.  إذ يرمز عدد كل منهما إلى جزيئات اليود المرتبطة بالبروتين الهرموني لكليهما. لذا فإن انسحاب جزيء يود من هرمون T4 يجعله نشطاً وتحدث عملية التحول هذه في الكبد بنسبة 80% . لذا فإن أي مشكلة تطرأ على الكبد سواءً تشحمها أو تشمّعها أو التهابها قد تؤثر على عملية التحول. وغالباً ما يحدث أن يتجه بالعلاج إلى الغدة الدرقية عوضاً عن الكبد وهذا أحد الأخطاء. في حين تحمل الكلى على عاتقها مهمة 20% من عملية التحول. لذا فإن اختلال الكلى بأي شكل خصوصاً الإصابة بالسكري أو مقدماته أو مقاومة الإنسولين يحتمل أنه يخلف مشكلة في الكلى وهذا يؤثر على عملية التحول.

ثانياً: تأثير هرموني الإستروجين والكورتيزول

 ثمة هرمونان قويان جداً قد يسببان تثبيط عملية التحول والتأثير على إنتاج هرمونات الغدة الدرقية. وأولهما الإستروجين ولهذا تعاني الكثير من النساء من مشكلات الغدة الدرقية بعد فترة الحمل. سواءً قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاطها على حد سواء.  إلا أن أغلب مشكلات الغدة الدرقية تندرج تحت أمراض المناعة الذاتية. وذلك بأن المشكلة لا تكون في الغدة نفسها ولكن بسبب المناعة الذاتية وهو ما يحصل بعد التعرض لفترة ضغط نفسي أو ارتفاع الإستروجين. فالإستروجين يساعد على تنظيم الخلايا التائية.

أما فيما يتعلق بالكورتيزول فإن ارتفاعه يشل نشاط الجهاز المناعي. وهذا يزيد من قابلية الإصابة بأمراض المناعة الذاتية بما في ذلك هاشيموتو الذي تُعزى إليه 90% من مشكلات الغدة الدرقية.

قد يصاب بقصور الغدة الدرقية كلا الرجال والنساء على حد سواء. ولكنه أكثر شيوعاً عند النساء بثماني مرات بسبب عامل الإستروجين. إذ ينظم الإستروجين الخلايا التائية وهو ما يجعل النساء عرضة لأمراض المناعة الذاتية. كذلك يساهم الكورتيزول في تعطيل الخلايا التائية لذا يجب أن نسأل عن بداية ظهور أعراض قصور الغدة الدرقية هل كان ذلك بعد التعرّض لفترة ضغط نفسي أم لا وهذا السؤال لاستبعاد عامل الكورتيزول.

ثالثاً: تأثير السيلينيوم والزنك على الغدة الدرقية

 يعد السيلينيوم أيضاً هاماً في هذا التحول وكذلك الزنك. فكلاهما عنصران أساسيان حال الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية بشكل عام بالإضافة الى فيتامين D.

رابعاً: تأثير مشاكل الأمعاء على الغدة الدرقية

 قد تؤثر صحة الأمعاء على عمل الغدة الدرقية. إذ يتوضع 80% من الجهاز الهضمي في الأمعاء وعند حدوث أي من مشكلات التسرّب في الأمعاء تتسرب بعض البروتينات إلى النسيج الذي يلي القولون وتسبب مشكلة مناعية وتشكل أجسام مضادة لعناصر معينة فهناك ارتباط وثيق بين الغلوتين وحساسية الغلوتين وعدم تحمّله وبين مشكلات قصور الغدة الدرقية وخصوصاً هاشيموتو. ويلاحظ الكثيرون أنهم حالما يمتنعون عن الغلوتين في نظامهم الغذائي فإنهم يشعرون بتحسن من هاشيموتو وهذا عامل هام بالفعل. وينصح ليس فقط بالابتعاد عن الغلوتين بل عن كافة الحبوب بشكل عام.

خامساً: تأثير الالتهاب على الغدة الدرقية

 أحد الأمور المرتبطة بأمراض المناعة الذاتية وخصوصاً هاشيموتو أنها دائماً ما يصاحبها التهاب. فالالتهاب هو ما يسبب المشكلة الحقيقية والضرر الحاصل ولو أمكن التخلص من الالتهاب بغض النظر عن جميع الأمور الأخرى فإن ذلك كفيل بحدوث تحسن كبير في وظيفة الجسم.

إن أحد العناصر الطبيعية والفعالة جداً لذلك هو فيتامين D الذي لا يعد أحد الفيتامينات فعلياً بل هو أقرب للهرمون فهو يعمل عمل الكورتيزول ولكن بدون آثار جانبية. ويجب تناوله بكميات عالية تصل إلى 40 ألف وحدة دولية للتغلب على مشكلة الالتهاب التي تصاحب أمراض المناعة الذاتية وكذلك السيلينيوم بسبب أهميته الكبرى في التغلب على أمراض المناعة الذاتية.

أولى علامات قصور الغدة الدرقية:

هناك سبعة علامات مبكرة لمرض الغدة الدرقية هي:

1- تساقط الحاجبين وخصوصاً الجزء الخارجي منهما

2- ترقق الشعر وجفافه إذ يجف الشعر ويأخذ بالترقق والتساقط

3- عدم تحمل البرد

4- بطء الاستقلاب مهما كان الجهد المبذول لتسريعه.

5- زيادة الوزن في كافة أنحاء الجسم التي لا تعتمد بالضرورة على النسيج الدهني. بل ما يطلق عليه الوذمة المخاطية التي تُعد نوعاً مختلفاً من الدهون. وتكون ذات قوام إسفنجي

6- الشعور بالتعب وقد يعزى التعب إلى عدة أسباب ولكن قصور الغدة الدرقية هو حتماً أحد الأسباب

7- الاكتئاب والشعور بالحزن وانعدام الشعور بالشغف والحماس نظراً لتأثير الغدة الدرقية.

تساقط الشعر بسبب الغدة الدرقية

 فما العمل؟ إليكم الخطة

  1. محاولة إيجاد السبب الجذري والاستقصاء عنه بشكل شخصي. والتي تتضمن عدة أسئلة ومراحل:

a- التساؤل حول مدى دور الهرمونات البديلة في تخفيف الأعراض التي يعاني منها المريض

وفقاً لوصفة الطبيب في تناول السينثرويد هل يساهم ذلك في تحسن الأعراض؟

إذا لم يكن كذلك فيجب البدء بالتقصّي إذ يحتمل عندها أن السينثرويد ليس هو الحل الصحيح للمشكلة. وقد تسمعون من الآخرين بأن سنة واحدة غير كافية وأن المفعول قد يتطلب تناولها عدة سنوات ولكن لا. لا داعي لذلك فالحل الفعال حقاً قد يحل المشكلة في وقت قصير نسبياً ولا يحتاج لسنوات. ولكن في الحقيقة يداوم الكثيرون على هذه الهرمونات بدون أن يشعروا بأي تحسن بالرغم من أنها قد تساهم في ضبط هرمونات الغدة الدرقية ولكن هل تضمن تحول هرموناتها كما يجب؟ وهل تكمن المشكلة الحقيقية في الدم أم في مكان آخر في الجسم؟ هذا هو السؤال الأهم.

b- اختبار اليود

وذلك للكشف عن نقص اليود وذلك باستخدام كرة من القطن ويمكن الحصول على اليود من الصيدلية بتركيز 2% وذلك بأن يوضع القليل من اليود باستخدام القطن على الذراع من الداخل أو على الفخذ ويغطى موضع اليود بلصاقة صغيرة وتُترك لمدة 24 ساعة وبعد مرور 24 ساعة، إذا لم تظهر بقعة صفراء فهذا يشير إلى نقص اليود أما إذا ظهرت بقعة صفراء فهذا يعني توفر نسبة كافية من اليود يجب مراقبتها، وعند ملاحظة أنها بدأت تزول قليلاً فقد يشير ذلك إلى نقص طفيف ومع أنه ليس أفضل الاختبارات إلا أنه قد يمنح بعض المؤشرات في حال نقص اليود.

c-اختبار وتر أخيل

 أحد الاختبارات للكشف عن قصور الغدة الدرقية هو اختبار وتر أخيل. وذلك باستخدام مطرقة صغيرة وهي نفسها التي تستخدم لفحص الانعكاسات. إذ يمكن النقر بها على وتر أخيل أو الاستعانة بشخص آخر في ذلك في وضعية الاستلقاء وتدلي القدمين. ومع النقر على وتر أخيل فإن المفترض بالوتر أن يتحرك إلى الأمام ثم أن يعود إلى وضعه الطبيعي. لكن في حال قصور الغدة الدرقية فإنه سيتحرك عند النقر عليه ولكنه لن يعود لوضعه الطبيعي بالسرعة نفسها وهذا يعني بطئاً في العودة لوضعيته الطبيعية وهو اختبار جيد للكشف عن قصور الغدة الدرقية

وتر أخيل (وتر العرقوب)

d- العودة إلى بداية المشكلة هل حدثت بعد الحمل مباشرة؟

فهذا مؤشر على أنها مشكلة في الإستروجين وعندها نركز على ذلك أم أنها حدثت بعد التعرض لفترة ضغوط نفسية؟ وعندها يجب التركيز على تعزيز الغدة الكظرية

e-التقصي عن مشاكل الكبد

 وقد تعزى المشكلة إلى تشحّم الكبد وعندها يجب التركيز على تعزيز صحة الكبد لا الغدة الدرقية لحل المشكلة الجذرية

2- المعادن النادرة ضرورية جداً وتشمل اليود والسيلينيوم والزنك ويمكن الحصول على مصدر جيد للمعادن النادرة كطحلب الكِلب

3- الابتعاد عن تناول الغلوتين وينصح الامتناع عن كافة الحبوب فذلك وحده كفيل بمنح تحسن هائل

4- تناول فيتامين D بكميات كبيرة تصل إلى 40 ألف وحدة دولية. وذلك لأن غالبية حالات قصور الغدة الدرقية تعزى إلى أمراض المناعة الذاتية. كما يمكن تجربة علاج الـ ثيروتروفين PMG. إذ يمكن تناوله بمقدار كبسولة واحدة قبل النوم لمدة ثلاثة أشهر لأنه يمنح مفعولاً جيداً. فهو عبارة عن مستخلص حيواني للغدة الدرقية وعند تناوله قبل النوم ووصوله إلى المعدة. فإن ما يحدث نظرياً مع أنه غير مثبت علمياً هو أن الأجسام المضادة التي تهاجم الغدة الدرقية تبدأ بمهاجمة كبسولة هذا المستخلص. وهذا أشبه بفخ وهو ما يمنح الغدة الدرقية بعض الوقت لكي تتعافى. وهذه استراتيجية رائعة يحتمل أن تساعد في حالات كهذه.

من الضروري حقاً عند معالجة بعض الأمراض المستعصية (كأمراض الغدة الدرقية) البحث الدقيق جداً عن الأسباب الرئيسية التي سببت المرض. فلكل سبب علاج قد لا يحقق نفس الفائدة مع الأسباب الأخرى.   كما يجب إيلاء أهمية كبيرة للعوامل والأحداث الرئيسية التي رافقت ظهور المرض أو سبقته لأنها أيضاً قد تلعب دوراً جوهرياً في الوصول إلى السبب الرئيسي المسبب للمرض.

سبع علامات مبكرة لمرض الغدّة يجب أن تنتبه لها (قصور الغدة الدرقية)

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد