سبع علامات تحذيرية لتشمّع الكبد (مرض الكبد المتقدم)

يُعد تشمّع الكبد مشكلة متقدّمة وهو المرحلة الأخيرة لمرض الكبد. ويحدث عندما يحل النسيج المتندّب محل الخلايا السليمة. إذ يتندّب النسيج في محاولة من الجسم لشفاء المنطقة المتضررة. ولكن تكمن المشكلة بأن ذلك يُفقدها فعاليتها. ومع أن هناك الكثير من الأعراض الأخرى إلا أن ثمة سبعة أعراض أساسية تحذيرية لتشمع الكبد. ينبغي التنبه لها ومعرفتها.

كيف يحدث تشمع الكبد؟

تتميز الكبد باحتوائها على خلايا ترميمية مذهلة. التي عادةً ما تبقى في حالة سكون إلى أن تطرأ إصابة ما على الجسم سواءً بفعل الكحول أو النيكوتين نتيجة التدخين. أو تعاطي المخدرات والأدوية أو تناول الأطعمة الضارة أو زيوت البذور كزيت الذرة وزيت الصويا وهي زيوت محرضة على الالتهاب أو السكر والكربوهيدرات المكررة وخصوصاً الفركتوز. إضافةً إلى الفيروسات. فقد يُصاب البعض بحالة مزمنة من التهاب الكبد أو قد يُصابون بتشحم الكبد الذي يسبب الالتهاب، والالتهاب هو ما يحفز تلك الخلايا الترميمية. لذا فإن تعرض تلك الخلايا للهياج المستمر يدفع بها لإنشاء نوع من الخلايا يُطلق عليه الأرومة الليفية العضلية. التي تجمع بين النسيج المقلص والكولاجين. وهذا مثير للاهتمام كونه محاولة ترميم الخلية للنسيج المقلص الشبيه بالعضلة ولكن المشكلة هي أنه يفقد فعاليته. لذا فإن تشمّع الكبد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد إلى حد كبير.

تشمع الكبد

كيف يؤثر تشمع الكبد على الجسم؟

1- عملية الهضم

 نظراً لمقدار العصارة التي تنتجه الكبد يومياً الذي يقارب اللتر فإن تشمعها يؤدي إلى نقص العصارة. وبالتالي يؤثر على الهضم وخصوصاً هضم الدهون مثل أوميغا 3 والفيتامينات المنحلة في الدهون.

2-التخلص من فائض الكولسترول

يؤثر نقص العصارة أيضاً على عملية التخلص من الكولسترول والسموم وذلك لدور العصارة في التخلص من السموم خارج الجسم.

3- امتصاص فيتامين A

يؤثر نقص العصارة على امتصاص فيتامين A إذ تختزن الكبد نسبة كبيرة من فيتامين A. لذا فإن انعدام فعالية الكبد يؤدي إلى نقص فيتامين A. وهذا يؤثر على النظر والجلد ويؤثر على الجهاز المناعي

4- الحديد

يؤثر نقص العصارة أيضاً على الحديد لأن الكبد تختزن الحديد لذا فإن اختلال وظيفتها قد يؤدي لفقر الدم الحاد. أو أنه قد يسبب تراكم فائض الحديد في الجسم، وهذا شائع جداً وهو ما يزيد من حدة تشمع الكبد. كذلك فإن تضرر الكبد يؤدي لتراجع قدرتها على الاحتفاظ بالحديد.

5- الغلوكوز

تختزن الكبد الغلايكوجين وهو الغلوكوز المختزن لتعين الجسم على الصمود ليلاً بدون طعام ولتساعده على الصمود حتى ميعاد الوجبة التالية.  وتحتاج بعض أجزاء الجسم إلى الغلايكوجين وذلك لعدم قدرتها على الاعتماد على الكيتونات بشكل كلي كعدسة العين وبعض أجزاء الكلى والدماغ. إذ تحتاج جميعها إلى الغلوكوز. لذا فإن انعدام قدرة الكبد على الاحتفاظ بالغلوكوز يؤثر على صحة الأنسجة المذكورة.

6- إنتاج البروتين

تنتج الكبد بروتينات الدم وعند نقص نسبة البروتين في الدم بفعل تشمّعها يتراكم السائل خارج الخلوي في الأنسجة على شكل وذمات أسفل الساقين. وتحتبس السوائل حول منطقة البطن بين الأنسجة فيما يطلق عليه الاستسقاء البطني. لذا فإن بروز البطن وظهور الكرش يشير إلى مشكلة في الكبد.

7- هرمون IGF

 تنتج الكبد هرمون IGF وهو عامل النمو الشبيه بالإنسولين الذي يتحفز بهرمون النمو ويعمل بشكل مشابه له. ولذلك فإن نقص هذا الهرمون يؤدي إلى عدة مشكلات منها بناء البروتين وتوزّع الوقود في الجسم.

8- هرمونات الغدة الدرقية

 تعد الكبد مسؤولة عن تحول نسبة كبيرة من هرمونات الغدة الدرقية T4 إلى T3 الذي يحدث بنسبة 80% في الكبد فهرمون T4 هو الصيغة غير النشطة من هرمونات الدرقية أما T3 فهو الصيغة النشطة. وفي حال تضرر الكبد وذلك كتشحّمها أو تشمّعها فهذا يؤثر بشكل كبير على الغدة الدرقية يتبع ذلك سلسلة من أعراض اضطراب الغدة الدرقية.

9- صحة الكلى وفيتامين D

تلعب الكبد دوراً في تفعيل فيتامين D وكذلك الكلى. ويؤثر تضرر الكبد على صحة الكلى وعندما يتضرر أحدهما فإنه يؤثر على الآخر لأنهما يعملان معاً.

10- ضبط هرمونات الاستروجين والكورتيزول

 تعادل الكبد نسب بعض الهرمونات كالإستروجين والكورتيزول الذي يعد هرمون التوتر. لذا فإن تضرر الكبد يؤثر على ضبط نسب تلك الهرمونات ويؤدي لارتفاع الكورتيزول وارتفاع الإستروجين وهذا سبب هيمنة الإستروجين لدى الكثير من الرجال وعدم قدرة الجسم على ضبط الهرمونات.

11- هرون التستوستيرون

يتأثر التستوستيرون بشدة بتضرر الكبد وذلك بتراجع نسبة التستوستيرون الحر التي تحتاجه الكبد وهو ما يؤدي إلى ضعف الانتصاب. ما يضطر الكثيرين للجوء إلى الفياغرا بدون أن يتوجهوا لعلاج المشكلة الحقيقة التي تكمن في الكبد.

12- تجلط الدم

للكبد أيضاً وظيفة أخرى وهي تجلط الدم. إذ يؤدي اختلال هذه الوظيفة إلى النزف بسهولة وظهور الكدمات بسرعة والبقع الحمراء وسرعان ما تظهر التورّمات الدموية نتيجة التعرض لأي رضة بسيطة.

العلامات السبع التي تنذر بتشمّع الكبد

1- البول الداكن

 إذ أن إحدى وظائف الكبد إعادة تدوير كريات الدم الحمراء ونواتجها وعند تعطّل هذه الوظيفة يصبح لون البول داكناً.

2- قلّبات في المزاج والشخصية

 فتضرر الكبد يؤثر على تفكك الأمونيوم ويؤدي إلى تراكمه وصولاً إلى الدماغ. فيؤثر على النواقل العصبية وقد تصل خطورته حد الدخول بغيبوبة وحدوث التهاب في الدماغ بسبب الأمونيوم. والعلاج المُعتمد في الطب في هذه الحالة هو اللاكتولوز الذي يساعد على تحويل الأمونيوم إلى أمونيا. التي تعد أقل سمّية للدماغ.

3- الاستسقاء البطني

كما ذكر سابقاً وهو ما يكون على شكل تجويف مليء بالسوائل حول البطن ليس بالدهون بل هي السوائل المتسربة من الكبد إلى البطن وهو مؤشر قوي على الإصابة بتشمّع الكبد.

الاستسقاء البطني

4- اليرقان

 وهو تصبّغ بياض العين باللون الأصفر وتحول لون الجلد إلى الأصفر بسبب تراكم بعض العناصر في الدم والجلد وذلك لارتباط الكبد بنظام القلب والأوعية وتسببها في تعطيل تدفق الدم بنسبة كبيرة وقد يترافق ذلك مع ارتفاع ضغط الدم أيضاً

5- الشعور بالتعب

وذلك مهما زادت ساعات النوم

6- الشعور المزمن ببعض الشد في الجزء الأيمن أعلى البطن

 في المكان الذي تتوضع فيه الكبد. وقد يمتد الشعور بالشد حتى الكتف اليمنى.

7- ارتفاع حرارة القدمين

ارتفاع حرارة القدمين والشعور بحكة فيهما مؤشر آخر على تشمع الكبد.

خطة العلاج

 وهذه هي المؤشرات السبعة والآن ماذا نفعل عند ظهور أحدها؟ فيما يلي خطة متكاملة لتخفيف الأعراض:

1-البحث عن السبب الجذري

يجب بدايةً إيقاف السبب الجذري للمشكلة. إذ يجب التوصل إلى السبب الجذري سواءً كان النظام الغذائي ككثرة الأطعمة الضارة والأطعمة المقلية بزيوت الصويا أو الذرة الذي يُعد أسوأ الزيوت. أو شرب الكحول أو تعاطي المخدرات. كما أن كثرة تعاطي الأدوية قد تُعد سبباً في تشمع الكبد. لذا يجب استشارة الطبيب في محاولة الاعتماد أكثر على العلاجات الطبيعية. وعلى سبيل المثال تنطوي عشبة حليب الشوك على الكثير من الفوائد فهي أحد أكثر العلاجات الطبيعية فعالية لصحة الكبد. لذا ففي بعض الحالات كالتهاب المفاصل أو احتباس السوائل يجب التعمّق في فوائد هذه العشبة لمختلف الحالات حتى أنه قد يكون بالإمكان الاستعاضة بها عن بعض الأدوية ولكن ينبغي أولاً استشارة الطبيب.

 ولنفرض أن إصابة الكبد كان سببها أحد أمراض المناعة الذاتية فيجب عندها اللجوء إلى الإجراءات التالية. إذ أن أحد هذه الإجراءات قد يكون مختلفاً ومثيراً للاهتمام وهو أشبه بطعم وذلك بتناول مكمّل الكبد مثل كبسولات الكبد البقرية بمعدل كبسولة واحدة قبل النوم وعندها فإن الأجسام المضادة التي تهاجم الكبد تهاجم الطعم -الكبسولة- الموجود في المعدة أثناء النوم وهو ما يخفف من حدة الالتهاب في الكبد ويمنحها فرصة كي تتعافى. لذا فإن المداومة على ذلك لمدة شهر قد يستنزف الأنسجة الطبيعية للأجسام المضادة ويخفف من شدة الحالة.

2- TUDCA

فما هو هذا المركب؟ إنه نوع خاص جداً من أملاح الصفراء المفيدة جداً لصحة الكبد. وتظهر بعض الدراسات الهامة دور هذه الأملاح في إظهار تحسنٍ هائلٍ في تشمع الكبد وتشحّمها وفي الحد من إنزيمات الكبد. وينصح بتناول TUDCA بمقدار 750 – 1500 ملغ كحد أدنى موزّعة بين أوقات النهار أو على معدة فارغة ويعتقد أنها تمنح شعوراً كبيراً بالتحسن لمن يعانون من تشمّع الكبد. لأنها تفسح المجال لتدفق العصارة إلى الكبد وتمنح المريض شعوراً كبيراً بالارتياح من الأعراض التي يعاني منها.

3- التوكوترينول

وهو أحد قسمي مركب فيتامين E الذي يتفوق بفعاليته على التوكوفيرول بخمسين مرة. وهو مفيد جداً لتفكيك النسيج المتليّف والمتندّب. وعند الاستقصاء عن أثر التوكوترينول على تشمّع الكبد نجد معطيات مثيرة للاهتمام. وينصح بمقدار 300 ملغ على الأقل في اليوم

4- الخضار الكرنبية

تناول الخضار الكرنبية وذلك لتراكم الإستروجين لدى من يصابون بتشمع الكبد فلا يعود بمقدورهم التخلص منه وهذا يجعلهم بحاجة لما من شأنه تعزيز الإنزيمات المسؤولة عن التخلص من فائض الإستروجين وغيره من السموم. وتحوي الخضار الكرنبية على الكثير من المغذيات النباتية كما تفضّل الكبد الخضار ذات المذاق اللاذع كالفجل والبروكلي والكرنب الأجعد فجميعها مفيدة جداً للكبد.

الخضار الكرنبية

5- حمية الكيتو

ينصح بشدة باتباع حمية الكيتو الصحية على الفور

6- الصيام المتقطع والمطول

وفي هذه الحالة ينصح بالصيام لما له من فوائد كثيرة ليس فقط المتقطع وإنما الصيام المطوّل بشكل دوري الذي يدوم 48 أو 72 ساعة لأنه يحفز الالتهام الذاتي وهي عملية إعادة تدوير البروتين المتضرر في الجسم تماماً كما يحدث في الكبد. لذا فإن التخلص من بعض البروتين القديم في الكبد قد يعود بفوائد كبيرة على العملية الالتهابية ككل.

ينصح بشدة باتباع هذه الإجراءات في حالة تشمع الكبد. لأنه ما من أدوية مخصصة لعلاج تشمّع الكبد فهذا غير ممكن بل إنها تشكل سموماً إضافية للجسم. لذا يضطر المصابون به للانتظار وفق قوائم لزراعة كبد جديدة. ففي الولايات المتحدة، ثمة 15 ألف شخص ينتظرون على قوائم زراعة كبد جديدة فما العمل ريثما يحين دورهم؟ يجب اتباع هذه الخطة وعدم الوقوف مكتوفي الأيدي والقيام بما من شأنه أن يطيل عمر الكبد على الأقل ويحد من المضاعفات التي تنهك الجسم وتفتك بأعضائه. وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الخطة ربما لن تتخلص من المشكلة بشكل تام فقد يكون ذلك بعيد المنال نظراً لشدة الحالة ولكن يمكن على الأقل تحسين الوضع ومنح الجسم مزيداً من الوقت.

سبع علامات تحذيرية لتشمّع الكبد (مرض الكبد المتقدم)

المقالات ذات الصلة

العيون ونقص التغذية

سبعة فوائد للخميرة الغذائية

فوائد البروبيوتيك

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد