قد لا نعير اهتمامنا لبعض المؤشرات التي تظهر على البول. في الحقيقة قد تكون هذه المؤشرات والعلامات من الأشياء الضرورية التي يجب ملاحظتها لأنها ببساطة قد تخبرنا بالكثير عما يحدث داخل جسمنا وفيما إذا كنا نعاني من مشكلة ما أو نقص في أحد المغذيات أو العناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم. أحد هذه المؤشرات الهامة هو لون البول فغالباً ما يكون لون البول أصفر باهتاً وقد يميل إلى اللون الذهبي. لكنه قد يتغير في بعض الأحيان ليصبح أصفر غامقاً أو وردياً وقد يظهر بحالات أخرى غير عادية. إليكم هذا المقال للتعرف على دلالات لون البول.
ما هو لون البول الطبيعي؟
البول عبارة عن مزيج من الماء والإلكتروليت والفضلات التي تصفيها الكلى من الدم. عندما يكون الجسم بصحة جيدة وتتوفر فيه كمية مناسبة من الرطوبة والسوائل، يجب أن يكون البول عديم اللون أو بلون القش الخفيف ولون العسل. أما عندما لا نستهلك كمية كافية من السوائل، يصبح البول أكثر تركيزًا ويتحول إلى اللون الأصفر الداكن أو الكهرماني.
يمكن لأشياء كثيرة أن تؤثر في لون البول. معظمها غير ضار، لكن تغيير اللون قد يشير أحيانًا إلى مشكلة صحية.
ما الذي يعطي البول لونه الأصفر الصحي؟
يأتي اللون الأصفر في البول الطبيعي من الـ (الأوركروم)، وهي نفايات ناتجة عن تفكك الهيموغلوبين. والهيموغلوبين هو البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء والذي يمكّن الأكسجين من الوصول إلى جميع أنحاء الجسم.
يتم تجديد خلايا الدم الحمراء بالملايين كل يوم، لذلك يحتاج الجسم إلى تكسير الخلايا القديمة. لينتهي الـ (الأوركروم) في نهاية هذه العملية في البول ويعطيه لوناً أصفر.
غالباً ما تشير الدرجات الداكنة من اللون الأصفر إلى احتمال الإصابة بالجفاف والحاجة إلى الماء.
في حين أن اللون الأصفر الفاتح لا يشير بالضرورة إلى مشاكل صحية خطيرة، فمن الضروري مراقبة لون البول عن كثب لتفادي أي مشكلات أو أمراض قد تحدث داخل الجسم.
علامَ تدل ألوان البول المختلفة؟
تتعدد الأسباب التي قد تؤثر في لون البول مثل نسبة السوائل في الجسم ونسبة المواد المنحلة فيه. بالإضافة إلى بعض الأسباب الأخرى:
بول واضح وصافي
يشير البول الصافي إلى توفر كمية من السوائل أكثر من الكمية اليومية الموصى بها من الماء. في حين أن الترطيب أمر جيد، إلا أن شرب الكثير من الماء يمكن أن يسلب الشوارد من الجسم. فالبول الذي يبدو نقيًا في بعض الأحيان لا يعد سبباً للقلق، لكن البول الصافي دائمًا قد يشير إلى أن الجسم بحاجة إلى تقليل كمية المياه المستهلكة.
يمكن أن يشير البول الصافي أيضًا إلى مشاكل في الكبد مثل تليف الكبد والتهاب الكبد الفيروسي. لذا في حال عدم استهلاك كميات كبيرة من الماء وملاحظة بول صاف باستمرار يُفضّل المسارعة باستشارة الطبيب.
البول الداكن
عادة ما يكون البول الداكن علامة على الجفاف الذي يحدث عندما لا يتوفر ما يكفي من الماء في الجسم. ولا يؤثر الجفاف فقط على لون البول وإنما يتعدى ذلك ليظهر على شكل أعراض أخرى مثل:
ينبغي الانتباه إلى الأطفال وكبار السن والأشخاص المصابين بأمراض خطيرة، مثل السرطان، لأنهم أكثر عرضة للإصابة بالجفاف.
في معظم الحالات، يمكن علاج الجفاف عن طريق شرب المزيد من السوائل الصافية، مثل الماء وشاي الأعشاب.
يجب طلب المشورة الطبية عند ملاحظة أي من الأعراض الآتية أو بعضها أو جميعها:
- الخمول
- جفاف شديد في الفم واللسان
- بطء في عودة الجلد لوضعه الطبيعي بعد قرصه
- ضعف النبض
- انخفاض شديد في ضغط الدم
- قلة البول أو انعدامه
وفي حال كنتم من متبعي حمية الكيتو فإن لون البول الغامق قد يشير إلى وجود الكيتونات.
لون البول القاتم أو البني الداكن
من الممكن أن ينتج هذا اللون عن أحد هذه الأسباب:
تناول أطعمة معينة: يمكن أن يسبب تناول كميات كبيرة من الفول أو الصبار لونًا بنيًا داكنًا.
تعاطي بعض الأدوية: يمكن لعدد من الأدوية أن يمنح البول لوناً غامقاً، بما في ذلك الأدوية المضادة للملاريا، كلوروكين وبريماكين، والمضادات الحيوية ميترونيدازول (فلاجيل) ونتروفورانتوين (فورادانتين)، والملينات التي تحتوي على كاسكارا أو سينا ، وميثوكاربامول – المرخيات العضلية.
حالات طبيه معينة: يمكن لاضطرابات الكبد والكلى وبعض التهابات المسالك البولية أن تحول لون البول إلى اللون البني الداكن.
التمارين القاسية: يمكن أن تؤدي إصابة العضلات بفعل التمارين الشديدة إلى بول وردي أو بلون الكولا وإلى تلف الكلى.
البول الأحمر
إذا كان البول أحمر أو بلون الصدأ فقد يكون سببه الدم أو الشمندر أو حبات التوت. أما إذا كان سببه الدم فهذا يعني وجود حصى في الكلى أو التهاب المسالك البولية أو مشكلة في البروستاتا.
عند خوض سباق في الجري قد يتسبب ذلك في بعض الاحتكاك خصوصا عند وجود حصى في الكلى ولكن حتى إن لم يكن هناك أي حصى يمكن طرح بعض الدم مع البول.
البول البرتقالي
من الممكن أن يكون لون البول برتقالياً بفعل:
- الأدوية: يمكن لبعض الأدوية أن تحول لون البول إلى اللون البرتقالي وتشمل هذه الأدوية عقار سلفاسالازين المضاد للالتهابات (أزولفدين). فينازوبيريدين (بيريديوم). بالإضافة إلى بعض المسهلات وبعض أدوية العلاج الكيميائي.
- حالات طبية: في بعض الحالات، يمكن أن يشير البول البرتقالي إلى وجود مشكلة في الكبد أو القناة الصفراوية، خاصة إذا كان هناك براز فاتح اللون أيضًا. كما يمكن أن يؤدي الجفاف إلى تلوّن البول باللون البرتقالي.
البول الأزرق
إذا كان للبول لون أزرق فعلى الأرجح أنه فرط الكالسيوم أي أن هناك الكثير من الكالسيوم في الدم وقد يحصل هذا جراء تعاطي نسبة كبيرة من فيتامين D.
البول الرغوي
إذا كان البول رغوياً فهذا يدل على وجود البروتين في البول ما يعني أن البروتين يتسرب من الكلى بدون أن يتم تصفيته وهذا يعني أن هناك قصوراً في الكلى.
البول الفوسفوري
إذا كان البول أصفر فلوريا (فوسفوري) فإن ذلك يُعزى إلى تناول فيتامين B بصيغته الصناعية التي يحاول الجسم أن يطرحها.
قد تبدو بعض ألوان البول عادية في حين أن بعضها قد يحتمل دلالات ومعاني خطيرة كوجود أمراض أو اضطرابات. لذا ينبغي الحذر واستشارة الطبيب عند وجود أي من الأعراض المذكورة آنفاً التي قد تنذر بوجود خطر. وبخاصة عند وجود عوامل خطر أخرى كوجود تاريخ عائلي بالإصابة ببعض الأمراض أو ممارسة التمرينات القاسية أو عند التقدم في العمر.
لون البول | ماذا يخبرك لون البول عن جسمك – التهاب الكبد أو حصى الكلى