تعد مشكلة ارتجاع المريء من المشكلات الشائعة التي تسبب إزعاجاً كبيراً للمصابين بها. إذ يعاني منها الكثيرون وتتجلى بارتجاع محتويات المعدة عبر المريء الأمر الذي يسبب شعوراً بالحرقة بسبب هذه المحتويات الحامضية. فيما يلي سنقدم حل جذري لارتجاع المريء وحرقة المعدة.
ارتجاع المريء
إليكم أهم الأشياء التي ينبغي معرفتها إن كنتم تعانون من ارتجاع المريء. يتصل بالمعدة صمامان، أحدهما في الجزء الأعلى منها والآخر في أسفلها يمنع الصمام في الجزء الأعلى الحمض والطعام من القلس عبر المريء. بينما يتحكم الصمام السفلي بتدفق الطعام الموجود في المعدة إلى الأمعاء الدقيقة وكذلك يمنع الطعام والعصارة الصفراوية من الرجوع إلى المعدة. ويعد هذان الصمامان عبارة عن عضلتين عاصرتين يأخذان شكل اسطوانتين يتحكم بهما الجهاز العصبي الذاتي. وتعملان في انقباض وانبساط تدريجي حتى تنفتحا تماماً.
العوامل المؤثرة في ارتجاع المريء
تحدث المشكلة عندما ينفتح الصمام أو ينغلق في الوقت الخطأ وهو ما يؤدي لاستقرار الحمض والعصارة الصفراوية في غير مكانهما الصحيح وبما أن الجهاز العصبي الذاتي يتحكم بهذين الصمامين. فإن هناك عدداً من العوامل التي تؤثر بهما:
أولاً: التوتر
إذ نجدهما يتأثران كثيراً بالتوتر. لذلك ثمة العديد من المشكلات الهضمية التي تتأثر بالتوتر مثل ارتجاع المريء وحرقة المعدة وغيرها الكثير. لذا فإن التعرض للكثير من التوتر حال الإصابة بارتجاع المريء يستلزم القيام بما من شأنه خفض التوتر قبل أن تسوء الحالة أكثر.
ثانياً: الكالسيوم
هناك شيء آخر يتحكم بهاتين العضلتين العاصرتين وهو الكالسيوم فالكالسيوم مسؤول عن وظيفة الانقباض العضلي. لذا فإنه يساعد في غلق هاتين العضلتين.
ثالثاً: فيتامين (D)
وثمة الكثير من الأشخاص يعانون نقص الفيتامين الذي يتحكم بالكالسيوم ألا وهو فيتامين (D). الذي يسبب نقصه عدم توفر الكالسيوم الكافي وبالتالي عدم انغلاق الصمام تماماً أيضاً. إذ يعمل فيتامين (D) كما الكورتيزول في الجسم ويرتبط بضبط التوتر لذا فتناوله يساعد في خفض التوتر. كما يساعد بشكل مباشر في غلق الصمام بفعل وظيفته التي يقوم بها.
رابعاً: حمض الهيدروكلوريك
قد يُعزى السبب الآخر لفتح صمام الجزء الأعلى من المعدة في الوقت الخطأ إلى عدم توفر حمض الهيدروكلوريك الكافي فيها. إذ إن هناك مستقبلات أو مستشعرات لحمض الهيدروكلوريك في الصمام. وتتم المزامنة بين دخول الطعام وانغلاق الصمام وزيادة الحمض حتى يتم الهضم الكامل. لذا فعدم وجود حمض الهيدروكلوريك الكافي أو إذا كان حمض المعدة غير حامضي بما يكفي فقد لا ينغلق الصمام وهو ما يؤدي للقلس. ولكن ما الذي يسبب نقص حمض الهيدروكلوريك؟
ما الذي يسبب نقص حمض الهيدروكلوريك؟
من الأسباب التي تؤثر في حمض الهيدروكلوريك:
1- انخفاض الكلوريد الذي يحدث عند نقص الملح فاتباع حمية قليلة الملح أو عدم تناول ما يكفي من الملح البحري قد يؤدي إلى نقص حمض الهيدروكلوريك. أيضا يحتاج الجسم للبوتاسيوم لإنتاج حمض الهيدروكلوريك. لذا تُعد الكهارل عناصر أساسية لإنتاج حمض الهيدروكلوريك وتعد أحد الأسباب الكبرى لنقص حمض الهيدروكلوريك.
2- نقص الهيدروكلورية (حمض المعدة) الناتج عن الأدوية الذي تسببه مضادات الحموضة خاصة مثبطات مضخة البروتون.
3- هناك أطعمة تفاقم مشكلة نقص حمض الهيدروكلوريك مثل الغلوتين والحبوب والسكر والكحول. وأحماض أوميغا-6 الدهنية الموجودة في زيت الصويا والكانولا والذرة وبذور القطن وجميع الأطعمة المعالَجة والوجبات السريعة. إذ تسبب هذه الأطعمة خللاً في فتح الصمام وغلقه وتعطيل إنتاج حمض الهيدروكلوريك.
أهمية حمض الهيدروكلوريك
بدايةً سنتعرف على أهمية حمض الهيدروكلوريك
- دوره في الهرمونات المعوية
ترتبط كثير من الهرمونات بعملية الهضم والأمعاء الدقيقة ويفرزها البنكرياس والأمعاء الدقيقة ذاتها لا يمكن لهذه الهرمونات تأدية وظيفتها بدون حمض الهيدروكلوريك. كما تنشط كثير من إنزيمات الجزء العلوي من الجهاز الهضمي بفعل درجة حموضة معينة. إذ يقوم حمض الهيدروكلوريك بتنشيطها لتتمكن من أداء وظيفتها
2- يحضّر حمض الهيدروكلوريك الفولات وفيتامين (B12) للامتصاص.
3- يساعد في امتصاص المعادن كالكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم والزنك والحديد.
4- ضرورته للعامل الداخلي اللازم لامتصاص فيتامين (B12) الذي يمثل آلية أخرى لامتصاص (B12). إذ يسبب نقص (B12) الكثير من المشكلات العصبية والألم الناتج عن تضرر الأعصاب.
5- عنصر أساسي لمنع فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة SIBO أي منع البكتيريا من النمو في الأمعاء الدقيقة. لأنه المكان الخطأ لذلك إذ ينبغي لنمو للبكتيريا أن يكون في الأمعاء الغليظة وليس الدقيقة. وقد يسبب نقص حمض الهيدروكلوريك فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة. كما أن هذا الحمض أساسي في منع مسببات المرض، أي الميكروبات الضارة التي تمر عبر المعدة وتغزو الجسم. لذا فهو يقتل البكتيريا الضارة والفطريات والفيروسات الموجودة في طعامنا.
6- ضروري لمنع حساسية الأطعمة فعند تناول البروتين ينبغي أن يتفكك بشكل كامل إلى أحماض أمينية. أما عدم تفككه بشكل كامل فقد يؤدي بالجهاز المناعي إلى ردة فعل تصيبنا بالحساسية.
كيف يتسبب الصمام السفلي للمعدة بارتجاع المريء
دعونا الآن نتحدث باختصار عن صمام الجزء السفلي من المعدة الذي يلعب دوراً هاماً لمنع العصارة الصفراوية من الرجوع إلى المعدة ومنها إلى المريء. يمكن للعصارة الصفراوية أن تهيّج المريء كما حمض الهيدروكلوريك تماماً لأنها مادة منظفة تسبب تفكيك الطبقة المخاطية وهو ما يسبب الكثير من الألم والتهيج.
يُعزى رجوع العصارة الصفراوية إلى المعدة إلى 3 أسباب:
- دهون البطن الزائدة. فتراكم الدهون الحشوية يشكل ضغطاً على أسفل المعدة ويؤدي لرجوع العصارة الصفراوية إلى المعدة.
- الفتق الحجابي
- وجود مشكلة في المرارة أو الكدارة الصفراوية أو حصوات المرارة التي تعيق تدفق العصارة الصفراوية فقد يؤدي ذلك لرجوع العصارة إلى المعدة والحل لهذه المشكلة هو تناول أملاح الصفراء المنقّاة.
ما هي الأمور الهامة التي ينبغي فعلها عند الإصابة بارتجاع المريء؟
هناك عدد من الإجراءات الواجب اتخاذها عندما نصاب بارتجاع المريء:
بيتين هيدروكلوريد
ينصح بتناول بيتين هيدروكلوريد فهو علاج جيد جداً لارتجاع المريء لأنه يزيد تركيز الحمض في المعدة. ويعتقد الكثيرون ممَّن يتناولون بيتين هيدروكلوريد أن حبة أو اثنتين منه مع الوجبة ستحل المشكلة. لكنهم عادةً ما يكونون بحاجة لأكثر من هذا بكثير كخمس إلى ثماني حبات مع الوجبة. خاصة في البداية ينبغي تناول هذه الحبات قبل الوجبة وسيلاحظ مَن يتناولها تحسناً كبيراً في هضم الطعام وتراجعاً في ارتداد الحمض إلى المريء.
خل التفاح
من الضروري أيضاً تناول خل التفاح إلى جانب بيتين هيدروكلوريد إذ أنكم ستشعرون براحة كبيرة عند تناولهما معاً لكن إن سبب لكم تناولهما تدهور الحالة وتفاقم المشكلة فقد يدل هذا على وجود قرحة أو التهاب في المعدة وعندها ينصح بإيقافهما والبدء بتناول الكلوروفيل (اليخضور) أو مسحوق عصير عشبة القمح الطازج العضوي للمساعدة في علاج التهيج في المريء والمعدة.
الملفوف كحل جذري لارتجاع المريء
فهو أفضل الخضار والأطعمة لارتجاع المريء ويقصد هنا الملفوف بكل أشكاله حتى مخلل الملفوف (الساوركراوت).
خفض التوتر
هذا ضروري جداً إذ يجب فعل كل ما يجب لتخفيض التعرض للتوتر.
الصيام المتقطع من الحلول الجذرية لارتجاع المريء
فتناول 6 وجبات صغيرة أو حتى تناول الطعام بشكل متكرر يسبب إجهاد الجهاز الهضمي بأكمله. أيضاً ينصح بالصيام المتقطع وتقليل عدد الوجبات خاصة إن كان من الممكن الاكتفاء بوجبتين أو واحدة في اليوم فهذا سيحسن من حال ارتجاع المريء كثيرا.ً لأنه يمنح الجهاز الهضمي الفرصة للتعافي ويريحه من العمل المجهد.
تناول فيتامين (D)
فهو هام جداً لمنع ارتجاع المريء كما سبق شرحه.
كارنوسين الزنك
فهو جيد للقرحة والتهاب المعدة وداء الارتداد المعدي المريئي GERD وارتجاع المريء. كما يعد مفيداً لأي من حالات الالتهاب التي تطرأ على أجزاء السبيل الهضمي.
تناول البروبيوتيك الجيد كحل جذري لارتجاع المريء
لأن وجود الميكروبات يساعد في الهضم في الجزء السفلي من الجهاز الهضمي. وهو ما يخفف الضغط بشكل كبير عن الجزء العلوي لأن عملهما مترابط معاً.
قد تساعد بعض الخطوات البسيطة كتناول خل التفاح وفيتامين (D) في التخلص من مشاكل مزمنة لطالما اعتقدنا أنها مستحيلة الحل. الأمر الذي يجعلنا نتخلى عن الأدوية التي قد تسبب بعض الآثار الجانبية التي لا تحمد عقباها.
علاج نهائي لارتجاع المريء وحموضة المعدة