الارتجاع و حرقة المعدة | العلاج بالكتيريا النافعة البروبيوتك

البكتيريا النافعة علاج فعال لارتجاع المريء

يعد مرض ارتجاع المريء من الأمراض الشائعة لدى الكثير من الأشخاص حول العالم الأمر الذي يؤثر على نوعية الحياة وجودتها بشكل عام. إذ ترتد محتويات المعدة الحامضية إلى المريء وصولاً للفم مسببةً شعوراً مزعجاً. قد يكون الحل غير متوقعاً كالعلاج بالبكتيريا النافعة التي تعيش في الجهاز الهضمي وتساعد في تنظيم عملية الهضم. إليكم هذا المقال للتعرف على كيفية علاج ارتجاع المريء بالبروبيوتك.

ما هو الارتجاع المريئي

الارتجاع المعدي المريئي (مرض الارتجاع المعدي المريئي أو الارتجاع المزمن للحمض). هو حالة تتسرب فيها المحتويات المحتوية على الأحماض من المعدة باستمرار إلى المريء، وهو الأنبوب الممتد من الحلق إلى المعدة.

عادةً ما يحدث الارتجاع الحمضي لأن الصمام الموجود في نهاية المريء. وهو العضلة العاصرة للمريء السفلية، لا ينغلق بشكل صحيح عند وصول الطعام إلى المعدة. ثم يتدفق السائل الحمضي المعدي بطريقة عكسية من خلال المريء إلى الحلق والفم. ما يمنحنا طعمًا حامضًا وشعوراً بالحرقة في الحلق.

يمكن أن يحدث ارتداد الحمض عند جميع الأشخاص تقريبًا في مرحلة ما من الحياة. إذ إن الإصابة بالارتجاع الحمضي وحرقة المعدة بين الحين والآخر أمر طبيعي تمامًا.  ولكن عند تكرار حالة ارتجاع المريء / حرقة الفؤاد أكثر من مرتين في الأسبوع على مدى عدة أسابيع. واستمرار الأعراض على الرغم من تناول أدوية حرقة المعدة ومضادات الحموضة، فربما تكون الإصابة بمرض الارتجاع المعدي المريئي مؤكدة. وهنا يجب المسارعة لعلاج مشكلة الارتجاع المريئي ليس فقط لتخفيف الأعراض. ولكن لأن ارتجاع المريء يمكن أن يؤدي إلى مشاكل أكثر خطورة.

كيف يحدث ارتجاع المريء

أعراض الارتجاع المريئي

يتمثل العَرَض الرئيسي للارتجاع المعدي المريئي في الحموضة المعوية.

والحموضة المعوية هي الشعور بعدم الراحة خلف عظم القص كإحساس حارق. وتميل إلى أن تزداد سوءاً عند الاستلقاء أو الانحناء، وتزداد أيضاً بعد تناول الطعام.

ومع ذلك، لا يعاني جميع الأشخاص الذين يعانون من ارتجاع المريء من حرقة المعدة، وهناك أعراض أخرى محتملة:

أسباب الإصابة بارتجاع المريء

قد تكون الأسباب وراء الإصابة بالارتجاع المريئي متعددة وهذا أهم ما أثبتته الدراسات:

أولاً: خلل في البكتيريا التي تعيش في الجهاز الهضمي وتساعد عملية الهضم

ثمة ارتباط وثيق وجدير بالاهتمام بين استخدام البروبيوتيك (البكتيريا الحميدة) وتحسن الأعراض الناتجة عن ارتجاع المريء أو حرقة المعدة. ولكن كيف يمكن للبروبيوتيك الذي يؤثر على بكتيريا الأمعاء أن يؤثر على المعدة؟ فقد بيّنت إحدى الدراسات، أن 79% ممن تعاطوا البروبيوتيك تعافوا من ارتجاع المريء. وتُعزى فائدة البروبيوتيك إلى عدة أسباب:

  1. ينبغي النظر إلى الجهاز الهضمي على أنه عضو واحد مرتبط ببعضه. وهذا يعني أن تأثر أحد أقسامه يؤثر على بقية الأقسام.
  2. يُطلق على أحد أنواع البكتيريا بكتيريا حمض اللبنيك (اللاكتيك) تساهم هذه البكتيريا في تعزيز حموضة القولون. وهناك أيضاً خميرة حمض اللبنيك التي تعزز حموضة القولون. أيضاً تساعد هذه الميكروبات في الهضم وكلما سارت عملية الهضم بشكل أفضل في القسم السفلي. تكون أفضل في الأعلى حيث المعدة. لذا فإن تعطل عملية الهضم. بسبب عدم وجود ما يكفي من الميكروبيوم في الأمعاء الغليظة قد يؤدي إلى فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (SIBO). وبالتالي ارتجاع السوائل وذلك كارتجاع حمض اللبنيك من الأمعاء الدقيقة إلى المعدة وارتجاع العصارة إلى المعدة وكذلك حمض الهيدروكلوريك الذي قد يتراكم في المريء بسبب عدم مساعدة الأمعاء الغليظة في القسم السفلي.
بكتيريا الأمعاء

ثانياً: قد تكون الأسباب وراء علاقة الدماغ بالأمعاء

أما النقطة الأخرى التي يجب التطرق إليها فهي العلاقة بين الأمعاء والدماغ. اللذين يربطهما أحد أكبر الأعصاب ويُسمى العصب الحائر وهو عصب ثنائي الاتجاه أي أنه ينقل الإشارات إلى أعلى وأسفل. ولهذا فإن جميع ما يحدث في الأمعاء يؤثر على الدماغ والعكس صحيح. إن ما يميز العصب الحائر هو أنه أحد أقسام الجهاز العصبي الذاتي وبالأخص الجهاز العصبي اللاودي. إذ يتحكم الجهاز العصبي الذاتي بجميع الصمامات الموجودة في الجسم. وهذا يشمل الصمامات الموجودة أعلى المعدة وأسفلها المسؤولة عن تنظيم كمية الطعام التي تعبر عبر المسارات المختلفة. لذا فإن إحدى مشكلات العصب الحائر تتمثل في اختلال الميكروبيوم. أو إحدى المشكلات في القسم السفلي من الأمعاء حيث الأمعاء الغليظة.

ثالثاً: الإفراط في تناول المضادات الحيوية قد يكون سبباً في حدوث ارتجاع المريء

تتمثل أحد أكبر الآثار الجانبية لتعاطي المضادات الحيوية في الإصابة ب GERD وارتجاع المريء اللذان يعبّران عن نفس الحالة تقريباً وذلك لأن المضادات الحيوية تدمر الفلورا (البكتيريا الحميدة). لذا فإن نقص البكتيريا الحميدة قد يؤثر بشدة على المعدة حتى أنه قد يسبب التهاب المعدة أو عسر الهضم. إذ إن الميكروبات الموجودة في الأمعاء الغليظة تنتج العصارة الصفراوية. التي يسبب اختلالها مشكلة في إبطال مفعول الأحماض في الأمعاء الدقيقة. وذلك لأن العصارة الصفراوية قلوية وبالتالي يؤدي نقصها إلى اختلال درجة الحموضة. وهو ما يساهم في شدة مفعول الحمض الموجود في الأمعاء الدقيقة وهذا لا يتسبب في حدوث القرحة وحسب. بل تراكم الحمض وقرحة المعدة أيضاً ويؤدي إلى ارتجاع المريء.

إن جميع الأسباب آنفة الذكر تدور حول الخلل الحاصل في عمل البكتيريا الحميدة الموجودة في الجهاز الهضمي. سواءً كان ذلك بسبب الدماغ أو بسبب تعاطي الأدوية أو تعطل عمل هذه البكتيريا في أي جزء من أجزاء الجهاز الهضمي ما ينعكس على عملية الهضم ككل.

علاج الارتجاع المريئي

وهذا ما ينصح به لمن يعانون من ارتجاع المريء أو حرقة المعدة:

  • ينصح بتناول خل التفاح وبيتين هيدروكلوريد وكلاهما محمّضان يعملان على دعم المعدة.
  • تناول البروبيوتيك وهذه بعض أنواعه الطبيعية:
  • الكيفر ويجب الحرص على اختيار النوع الخالي من السكر وأن يكون مصنوعاً من الحليب كامل الدسم
  • مخلل الملفوف
  • الكيمتشي وهو عبارة عن ملفوف مخمّر يُعد شائعاً بين الكوريين وشعوب أخرى.
الكيمتشي

ن الجدير بالذكر أن احتمالية الإصابة بارتجاع المريء تزداد عند وجود فتق في الحجاب الحاجز أو عند من يعانون من الوزن الزائد أو عند المدخنين بالإضافة إلى بعض العوامل الأخرى العارضة كالحمل. لذا وجب التنبيه وأخذ الحيطة والحذر والإسراع لعلاج مثل هذا الشعور لأن تطور الأعراض قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لا تحمد عقباها كتآكل مينا الأسنان والربو وحدوث بحة في الصوت وغيرها…… 

الارتجاع و حرقة المعدة | العلاج بالكتيريا النافعة البروبيوتك

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد