بالدراسات: سرعة أو بطئ ضربات القلب تدل على صحة الانسان

يمكن لمعدل ضربات القلب أن يخبرنا عن صحة الإنسان وسلامة جسده

لطالما بحث الإنسان منذ القدم عن العلاجات والأدوية والأعشاب التي تضمن له العيش طويلاً لسنوات عديدة. ولربما استبد به الأمر أكثر حتى بحث عن ترياقات الخلود التي تمنعه من الموت وتضمن له الحياة الأبدية. لكن هل كان ذلك ممكناً؟ لا شك أنه وفي السنوات الأخيرة الماضية قد لوحظ ارتفاع بمتوسط الأعمار الأمر الذي يعزى للتطور في المجال الصحي والاكتشافات الطبية المذهلة التي أوجدت العديد من العلاجات للأمراض التي لم يكن لها علاج سابقاً.

لربما كان الخلود أمراً صعب المنال ولكن إطالة معدل سنوات الحياة لم يكن أمراً مستحيلاً. ولكن هل يمكن لمعدل ضربات القلب أن يتنبأ بصحة الإنسان وهل يمكن للإنسان العادي التنبؤ بعدد السنوات التي سيعيشها؟ في الواقع قد الجواب نعم! إذ يمكن لعدد ضربات القلب أن يعطينا مؤشرات عن عدد السنوات التي ممن الممكن أن نعيشها. إليكم التفاصيل

معدل ضربات القلب

كيف يمكن التنبؤ بأعمارنا من خلال معدل ضربات القلب؟

يمكن لمعدل ضربات القلب أثناء الراحة أن يكون مؤشراً لعدد السنوات التي سيعيشها الانسان. قد يكون هناك مؤشرات أفضل للتنبّؤ بالوفاة مثل فحص التكلس في الشريان التاجي. لكن يمكن أيضاً لمعدل ضربات القلب أثناء الراحة أن يمنح إلى حد ما بعض المعطيات الجيدة للتنبؤ بالوفاة. ولا يقصد هنا الوفيات بأمراض القلب والأوعية وحسب. بل الوفيات الناتجة عن جميع الأسباب بالاستناد إلى التحليل التلوي. إذ يزداد احتمال الوفاة بنسبة 9% مقابل كل عشر نبضات أثناء الراحة في الدقيقة. ماذا يعني هذا؟

هذا يعني أنه إن كان معدل ضربات القلب منخفضاً كأن يكون 45 نبضة في الدقيقة كان خطر بالوفاة منخفضاً. وإن كان معدل نبضات القلب أعلى كأن يكون 90 نبضة في الدقيقة كان خطر الموت عالياً.

إذاً علينا مراقبة معدل ضربات القلب أثناء الراحة لتكوين فكرة عن وضعنا ولنفعل شيئاً لخفض هذا المعدل.

 يُلاحظ لدى الرياضيين المهرة معدل ضربات منخفض جداً. إذ يكون بين الـ 40 و45 والـ 50 وهو معدل منخفض جداً. أما مَن يعانون الأمراض القلبية الوعائية ومرض الشريان التاجي واضطراب نظم القلب وارتفاع ضغط الدم فعادة ما يكون معدل ضربات القلب أثناء الراحة لديهم أعلى وهو ما يجعلهم أكثر عرضة لخطر الوفاة.

 وهنا تجدر الإشارة إلى أمرٍ هام إذ إن قياس معدل ضربات القلب ينبغي ألا يتم بعد تناول الأدوية التي تخفضه بل يجب أن يتم قياسه أثناء الراحة بدون حدوث أي شيء قد يؤثر عليه فهذا ما سيخبرنا بالمعدل الصحيح.

 خلصت دراسة أخرى إلى أن السيدات في سن ما بعد انقطاع الطمث اللواتي يبلغ معدل ضربات القلب لديهن 76 في الدقيقة يزداد خطر إصابتهن بالنوبات القلبية 26% مقارنة بمن يكون معدل ضربات القلب لديهن أخفض. لذلك فإن معدل ضربات القلب أثناء الراحة هو أحد المؤشرات ولا يعكس الصورة كاملة لكن علينا أخذه بالحسبان وهو غير مكلف، لأنه قياس لنبضات القلب فقط ويمكننا إجراؤه بالإصبع مع النظر إلى الساعة وملاحظة عدد الضربات في الدقيقة الواحدة.

 ما الذي يتحكم بمعدل ضربات القلب؟

إنه التواتر المبهمي الذي يشير إلى نشاط العصب المبهم (الحائر): وهو عصب طويل جداً ينشأ من جذع الدماغ ويمر على العديد من الأعضاء المختلفة بما فيها القلب وأوعيته الدموية وجميع ما يتحكم بنظمه.

ويخضع العصب المبهم لتحكم الجهاز العصبي اللاودي الذي يرتبط بالراحة والهضم وهو موجة نشطة في الجسم تخفض الأشياء وتساعد في تعافيها. فمثلاً عند التمرّن بشدة كبيرة مدة دقيقة والقيام بقياس معدل ضربات القلب قبل التمرّن وبعده مباشرة يكون معدل ضربات القلب بعد التمرن مرتفعاً. لذا فإن الاستمرار في قياسه بعد دقيقة واثنتين وثلاث يبين لنا مدى قوة العصب المبهمي (الحائر) فكلما كان انخفاض معدل ضربات القلب أسرع وكذلك تعافيه كان التواتر المبهمي والعصب المبهم أقوى وكذلك الجهاز العصبي اللاودي الذي يخفض معدل ضربات القلب.

أثناء الراحة يُعد الجهاز العصبي اللاودي مسؤولاً عن إبقاء معدل ضربات القلب منخفضاً وهذا هو نظام التعافي المطلوب.

نصائح لتقوية الجهاز العصبي اللاودي والعصب الحائر

العصب الحائر

هناك العديد من الأشياء التي تقوي التواتر المبهمي والجهاز العصبي اللاودي:

التمرّن المستمر والمنتظم

ولكن يجب الانتباه إلى مدى قدرتنا على التعافي وهنا بيت القصيد لأن الإفراط في التمرّن يسبب تراجعاً في القدرة على التعافي لذلك يجي التأكد من عدم المبالغة في التمرّن

 النوم

فزيادة النوم تساعد على التعافي خاصة تعافي القلب. كما يساعد النوم لمدة تسع ساعات على زيادة القدرة العقلية ويسهم في زيادة نشاط الجسم وقدرته على التحمل.

الصيام

لا شك بأن الصيام لديه ما لديه من الفوائد التي تدهشنا في كل مرة. سواء في مقاومة الأمراض المختلفة بما فيها السرطانات والوقاية منها. كذلك يمكن للصيام أن يزيد في قدرة الجسم على التعافي وبخاصة تعافي القلب وكذلك التعافي من تيبس وتصلب الشرايين التي تؤدي إلى تباطؤ عمل القلب وبالتالي الإصابة بالجلطات المختلفة.

التقليل من الكربوهيدرات

 إن الجمع بين حمية منخفضة الكربوهيدرات والصيام يقوي الجهاز العصبي اللاودي وينقل الشخص من تأثير الجهاز العصبي الودي بالقتال أو الهرب إلى حالة من الهدوء والتعافي.

فعند اتباع حمية منخفضة الكربوهيدرات يقل تناولنا للسكر. إذ أن تناول السكر المكرر يستنفد عنصرين غذائيين هامين يعملان على إبقاء معدل نبضات القلب مضبوطاً هما:

الأول، البوتاسيوم: قد يسبب نقص البوتاسيوم ارتفاع معدل ضربات القلب. في الحقيقة إن أحد أسباب نقص البوتاسيوم هي تناول السكر والحبوب المكررة بكثرة.  فالبوتاسيوم معدن أساسي يساعد على خفض معدل ضربات القلب. لذا علينا الحصول على البوتاسيوم من الغذاء أو من المكملات أو من خلال الإكثار من السلطات.

الثاني، فيتامين (B1): الذي قد يؤدي عدم وجوده الكافي في الجسم إلى ارتفاع معدل نبضات القلب. إن تناول السكريات المكررة يستنفد فيتامين (B1) كما أن الإكثار من الكربوهيدرات يزيد الحاجة إلى فيتامين (B1) وكذلك تزداد الحاجة إلى فيتامين (B1) عند المصابين بالسكري وارتفاع سكر الدم وإلا فسيصابون بتضرر في العين والكلى والقلب والدماغ.

الكربوهيدرات تضعف الجهاز العصبي و المناعي

فيتامين (D)

فهو رائع في المساعدة على خفض معدل ضربات القلب وضغط الدم. إذ أن نقص الفيتامين (D) قد يكون السبب في ارتفاع معدل نبضات القلب وضغط الدم أيضاً.

الحد من التعرض للتوتر

 قدر الممكن قد لا يكون الأمر سهلاً كما يبدو. لكن لابد من محاولة تخفيف الضغط والتوتر ما أمكن حفاظاً على صحة الجسم عامة والقلب والجهاز العصبي اللاودي خاصة.

قد يكون اتخاذ بعض هذه الإجراءات كفيلا بتخفيض معدل نبضات القلب. وبالتالي الحفاظ على صحة أفضل لحياة أطول.

بالدراسات: سرعة أو بطئ ضربات القلب تدل على صحة الانسان

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد