هل يجب على مرضى السكري حقاً الإكثار من الكربوهيدرات؟

لطالما نصح الأطباء مرضى السكري أنهم بحاجة إلى الكربوهيدرات وأنهم بحاجة إلى تناول كمياتٍ مرتفعةٍ من الكربوهيدرات لتجنّب ارتفاع نسبة السكر في الدم أو انخفاض نسبته، والحماية من مضاعفات مرض السكري، حتى أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) صرّحت أن نسبة 45-60% من إجمالي السعرات الحرارية التي يتناولها الأشخاص المصابين بداء السكري (من النمطين الأول والثاني) يومياً يجب أن تكون من الكربوهيدرات، فإذا كان مريض السكري يستهلك 1800 سعرة حرارية في اليوم، فهذا يعني أن الكمية الموصى بها من الكربوهيدرات تُقدّر بـ 225 جم يومياً.

كما يقول “الخبراء” إنه لا معيار واحد ينطبق على الجميع، وإن عدد الكربوهيدرات التي ينبغي لمرضى السكري تناولها يومياً يختلف اعتماداً على عوامل عدّة، مثل الشهية والجوع، والوزن والعمر، ومستوى النشاط البدني وأدوية السكري التي يمكن أن يكون لها تأثير على مستويات السكر في الدم.

فهل صحيحٌ أن مرضى السكري بحاجةٍ إلى الكثير من الكربوهيدرات، وما كمية الكربوهيدرات التي يجب أن يستهلكها مريض السكري يومياً؟

نصيحة الاطباء

ما هي الكربوهيدرات؟

الكربوهيدرات (النشويات) هي إحدى المجموعات الغذائية الرئيسية الثلاثة، التي تشمل أيضاً الدهون والبروتينات.

وتنقسم الكربوهيدرات إلى:

  • البسيطة: مثل السكر الأبيض وسكر الفاكهة والسكر الأسمر، والسكريات الموجودة بشكل طبيعي في الأطعمة، مثل الفواكه والخضار والحليب ومنتجات الألبان والسكريات المضافة والمكررة.
  • المعقدة: مثل خبز الحبوب الكاملة والحبوب والخضار النشوية مثل البطاطا والبقوليات، والخبز والأرز والمعكرونة.

ويقوم الجهاز الهضمي بهضم الكربوهيدرات وتحويلها إلى غلوكوز يستخدمه الجسم لتزويد الخلايا والأنسجة بالطاقة، ويخزّن أي سكرٍ زائدٍ بالكبد والعضلات، كما يخزن الفائض أيضاً على هيئة دهونٍ بالجسم.

ما هي كمية الكربوهيدرات التي يجب على مرضى السكري تناولها يومياً؟

إن التوصيات التي تقضي بتناول مرضى السكري نسبة من الكربوهيدرات تصل إلى 45-60% من إجمالي السعرات الحرارية المستهلكة يومياً غير منطقية على الإطلاق، بل إن نتائجها كارثية. فهل يُعقَل أن يتم وصف المزيد من الكربوهيدرات لمن يعانون أصلاً من كثرتها في الدم؟ هذا أشبه بتأجيج نارٍ مشتعلةٍ.

في الواقع، ينبغي ألا تتعدّى كمية الكربوهيدرات التي يستهلكها مرضى السكري يومياً 20-50 جم. إلا أنه من الضروري استشارة الطبيب قبل إجراء أي تغييرٍ في النظام الغذائي.

ما هو النظام الغذائي الأمثل لمرضى السكر؟

عند تناول الكربوهيدرات، ينتج الجسم إنزيمات تُكسّر هذه الكربوهيدرات إلى جزيئات سكر صغيرة، ثم يتم نقل هذه السكريات من خلال هرمون الإنسولين من مجرى الدم إلى الخلايا حيث يمكن استخدامها كمصدرٍ للطاقة.

ومرض السكري هو حالةٌ تضعف فيها قدرة الجسم على معالجة العناصر الغذائية بشكلٍ صحيحٍ، مما يؤدي إلى مستوياتٍ غير طبيعيةٍ من الغلوكوز -السكر- في الدم. إذ أن عملية تكسير الكربوهيدرات ونقلها إلى الخلايا لا تتم على النحو المطلوب لدى مرضى السكري، ما قد يؤدي إلى حدوث ارتفاعٍ وهبوطٍ في مستويات السكر في الدم.

وغالباً ما يتم علاج مرض السكري بالأدوية التي تقلل مستويات السكر في الدم وتساعد الجسم على استخدام الأنسولين بشكل أكثر فعالية،إلا أن اتباع حمية منخفضة الكربوهيدرات قد يساعد على ثبات مستويات السكر في الدم والتحكّم في مرض السكري، وبالتالي تقلّ الحاجة إلى أدوية السكري شيئاً فشيئاً.

يجب أن يشتمل النظام الغذائي لمرضى السكري على مزيجٍ من المكونات الغنيّة بالمغذّيات ومنخفضة الكربوهيدرات.بما في ذلك الخضار غير النشوية والأطعمة البروتينية والدهون الصحية للقلب،ويمكن أيضاً تضمين الأطعمة الأخرى الغنية بالألياف، والتي تحتوي على كميةٍ معتدلةٍ من الكربوهيدرات، مثل المكسرات والبذور بكمياتٍ محدودةٍ.

نصائح لنظام غذائي مثالي

إليكم بعض ما يمكن فعله للحفاظ على صحة الجسم والوقاية من الأمراض المختلفة:

1- الحدّ من الكربوهيدرات

يجب خفض كمية الكربوهيدرات إلى أقل من 50 جم يومياً. ويفضل ألا تتجاوز 20 جم، وبهذا تقلّ الحاجة إلى الإنسولين. كما يتلاشى الشعور بالجوع والرغبة الملحّة في الأكل باستمرار.

الانسولين

2- الامتناع عن تناول الوجبات الخفيفة

وليست الغاية من ذلك تقليل السعرات الحرارية، بل الامتناع عن تناول الطعام لأطول فترةٍ ممكنةٍ. فالأكل يحفّز الإنسولين ويرفع من مستوياته.

الامتناع عن تناول الوجبات الخفيفة

3- اتباع الصيام المتقطع

وذلك بالاقتصار على وجبتين في اليوم فحسب، ويمكن زيادة نسبة الدهون في الوجبة لزيادة القدرة على الصيام لفتراتٍ أطول.

الصيام المتقطع

4- زيادة كمية الدهون الصحية

5- تجنّب تناول ما يسمى بـ “الكربوهيدرات الصحية”

وذلك مثل الفاكهة والحبوب الكاملة والأرز البني.

6- تناول ملح الهيمالايا البحري

فالحدّ من تناول الصوديوم يؤدي إلى زيادة خطر حدوث مقاومة الإنسولين، وهذا يؤدي إلى اضطرابات في مستوى السكر بالدم. لذا ينصح بتناول بعض ملح الهيمالايا، فهو خالٍ تماماً من الجزيئات البلاستيكية الدقيقة التي يحتوي عليها الملح العادي.

7- تجنّب أحماض أوميغا 6 الدهنية

وذلك بالامتناع عن تناول زيت الصويا والكانولا وزيت الذرة الذي يحفّز الالتهاب، ولذلك قد يؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بالسكري.

8- زيادة أحماض أوميغا 3 الدهنية

وتعدّ الأسماك الدهنية مثل السلمون مصدراً جيداً لأحماض أوميغا 3 الدهنية.

شاهد الفيديو من هنا : نصيحة الدكتور بيرج لمرضى السكري

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد