نقص تناول البوتاسيوم من الأطعمة يزيد تراكم الكالسيوم وانسداد الشرايين!

يحتاج الجسم إلى الكثير من العناصر الغذائية، للحفاظ على توازن عضويته، و تمام سير وظائفه الحيوية بسهولة و يُسر . تتضمن هذه العناصر الغذائية مجموعة كبيرة من و مختلفة من المعادن و الفيتامينات، و الأحماض الأمينية، و الألياف الغذائية،  و غيرها الكثير.. و التي عادةً ما تُستمد من الأطعمة الغذائية المختلفة، و المشروبات على اختلاف أنواعها، و تعدد مصادرها، في الحقيقة إن تأثير هذه العناصر الغذائية، بما فيها المعادن و الفيتامينات و الشوارد، لا يزال قيد البحث و الدراسة، و في كل يومٍ تطلُّ علينا دراسةٌ جديدةٌ تدهشنا بنتائج و اكتشافات جديدة، تتعلق بمدى التأثير الذي تمارسه هذه العناصر في تكامل أجسامنا، و الحفاظ على توازنها و صحتها، و سلامة أعضائها.

في حديثنا اليوم سوف نسلط الضوء على عنصر مهم و ذي دور حيوي داخل أجسامنا، إن ما سنذكره اليوم عن هذا المعدن سيركز بشكل خاص على دوره في عملية امتصاص الكالسيوم وتكامل دوره ، يُعد البوتاسيوم من أهم المعادن التي تحتاجها خلايا الجسم لإتمام عملياتها الاستقلابية، فهو يقوم بتوصيل النبضات الكهربائية في جميع أنحاء الجسم بما يساعد وظائف الجسم الأساسية. يقوم البوتاسيوم بدور فعّال في عدد من وظائف الجسم الرئيسية مثل:

  • الدورة الدموية وضغط الدم.
  • التوصيلات العصبية (النبضات العصبية).
  • الهضم والعمليات الاستقلابية.
  • تمدد العضلات وتقلصاتها.
  • توازن الماء الطبيعي.

لا يقوم الجسم بإنتاج البوتاسيوم، و إنما يتم الحصول عليه عن طريق الأطعمة الغذائية المختلفة، و تمتاز بعض المواد الغذائية بغناها بالبوتاسيوم فضلا ً عن أغذية أخرى.

البوتاسيوم

أهم مصادر البوتاسيوم:

تتركز نسبة البوتاسيوم في الخضار: كـ الخضراوات الورقية.

فوائد البوتاسيوم:

التقليل من التشنجات، الوقاية من الأمراض المتعلقة بضغط الدم والأوعية الدموية، ليستا أبرز الفوائد التي يقدمها البوتاسيوم للجسم فحسب، و إنما يُضاف إليهما أيضاً التأثير الكبير للبوتاسيوم على تنظيم امتصاص الكالسيوم داخل الجسم، إذ يؤدي نقص البوتاسيوم في الجسم داخل الخلايا، إلى تراكم الكالسيوم داخل الشرايين، و تكدسه داخل الخلايا، فيحدث ما يُسمى بـ تيبس الشرايين وزيادة سماكة الشريان التاجي، ما يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية.

أشارت بعض الدراسات إلى دور البوتاسيوم أيضاً في الوقاية من أخطار السكتة الدماغية، نظراً لدوره الكبير في الحفاظ على استقرار ضغط دم ، لأن أمراض ضغط الدم تشكل أحد أهم الأسباب للإصابة بالسكتة الدماغية. كما أن للبوتاسيوم دوراً هاماً جداً في وظائف الجسم. وجدت الأبحاث أن النساء غير المصابات بارتفاع ضغط الدم والذين يستهلكون كمية أكبر من البوتاسيوم (حوالي 3200 ملغ / يوم) يواجهن خطراً أقل للإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 21٪. علاوة على ذلك، كانت النساء اللائي تناولن كمية أكبر من البوتاسيوم أقل عرضة للإصابة بسكتة دماغية بنسبة 12%، و 12% أقل عرضة للوفاة خلال فترة الدراسة، مقارنة بالنساء اللائي تناولن نسباً أقل.

السكتة الدماغية

كيف يقوم البوتاسيوم بحمايتنا من تصلب الشرايين والنوبات القلبية:

إذا علمت أن السبب الأول للوفيات في العالم هو ” النوبات القلبية” فإنك ستنبري مسرعاً إلى السؤال والبحث والاستفسار عن سبب حدوث هذه النوبات، ستجد أن عدم التوازن في تناول كميات مناسبة من البوتاسيوم له دور بارز في حدوث مثل هذه النوبات، بالإضافة إلى عوز بعض الفيتامينات الأخرى كـ فيتامين “D” و فيتامين “C”.

إن حدوث التهاب يؤدي إلى  تراكم الكالسيوم داخل الشرايين بعد أن تتأكسد بفعل نقص مضادات الأكسدة كـ فيتامن “D” و فيتامين “C” نتيجة الإكثار من تناول السكريات والحبوب المكررة،  وهو ما يؤدي إلى تصلب هذه الشرايين، كما يساهم الإكثار من تناول منتجات الدقيق المكررة والسكريات في استهلاك البوتاسيوم وهو ما يؤثر على جودة امتصاص الكالسيوم، فيتراكم في الشرايين بفعل الأكسدة.

تصلب الشرايين

بعد هذا الشرح المفصل أصبحت القصة أكثر تعقيداً من كونها متعلقة بـ الكالسيوم أو البوتاسيوم:

دعنا نبسط الأمر أكثر عزيزي القارئ: تبدأ المشكلة بتناول الكثير من منتجات الدقيق المكررة. والكربوهيدرات. والسكريات. تسبب مثل هذه السلوكيات عوزاً في بعض الفيتامينات مثل فيتامين “D” وفيتامين “C”. بالإضافة إلى استنزافها لمخزون البوتاسيوم المساعد في امتصاص الكالسيوم فتتأكسد الشرايين. وتتراكم ذرات الكالسيوم داخلها، ما يجعلنا أكثر عرضةً للإصابة بالنوبات القلبية. يجدر بنا هنا الإشارة إلى دور الفيتامين “D” في مقاومة الالتهابات ومنع حدوثها.

لا شك بأن القارئ وبعد هذا السبر المفصل قد أصبح مهتماً بمعرفة المزيد عن هذا المعدن المهم و الحيوي، لذا كان لا بد من الإشارة إلى الكمية التي يلزم تناولها لسد حاجة الجسم من البوتاسيوم، تُقدر حاجة الجسم من البوتاسيوم بحوالي 4700 مل غرام، وهي كمية كبيرة نسبياً، تستلزم من الفرد التنويع في المصادر المختلفة التي تحوي على البوتاسيوم، لذا يُنصح بالإكثار من تناول الخضار والسلطة فهي غنية بالبوتاسيوم.

نقص تناول البوتاسيوم من الأطعمة يزيد تراكم الكالسيوم وانسداد الشرايين!

المصادر:

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد