ارتفاع الكورتيزول ونقص فيتامين D| لا تهملوا العلاقة بينهما!

لطالما كثر الحديث عن العلاقة بين الصحة النفسية و الصحة الجسدية و اشتد الجدل الحائر بين السبب والمسبب منهما؟ و هل الصحة النفسية تسبق السلامة الجسدية أم أن سلامة الجسد و توازنه هي السبب في صحة نفسية جيدة و ممتازة. و هل اضطراب الهومونات يؤدي إلى اضطرابات المزاج أم أن الضغوط النفسية و التوتر المزمن يؤدي إلى اختلال هذه الهرمونات و اضطرابها؟ هذا ما سيجيب عنه هذا المقال الذي يناقش العلاقة بين ارتفاع الكورتيزول ونقص فيتامين د و كيف أن التعرض للشدات النفسية و التوتر الانفعالي و الاجتماعي الذي يزيد من إفراز الكورتيزول  يمكن أن يكون السبب باستنزاف مخزون الجسم من “فيتامين D “

و يمكننا أن نعبر عن ذلك بالمثل القائل “من يأتي أولاً البيضة أم الدجاجة”  لتقريب المعنى المراد شرحه  هنا.

فيتامين D

وظائف الفيتامين D:

يقوم فيتامين D بالعديد من المهام و الوظائف للحفاظ على صحة الجسم و استقراره و منها:

  • صحة العظام : ففيتامين D  ضروري للمساعدة في الحفاظ على توازن الكالسيوم والفوسفور في الجسم. إذ يمكن أن يساهم انخفاض مستويات فيتامين D  في هشاشة العظام.
  • تنظيم الجهاز المناعي : تؤثر المستويات المنخفضة من فيتامين D على قدرة الجهاز المناعي على محاربة العدوى. فهي مرتبطة بالالتهاب المستمر والأمراض المزمنة.
  • صحة الدم : تم ربط نقص فيتامين D  بفقر الدم.
  • صحة القلب: تشير البيانات إلى أن المستويات المنخفضة من فيتامين D عامل خطر للإصابة بأمراض القلب.
  • إنتاج الهرمونات: تشير الدراسات المعملية إلى أن انخفاض مستويات فيتامين D  قد يؤثر على قدرة الغدة الكظرية على إنتاج هرموناتها.

ما هو الكورتيزول

الكورتيزول هو هرمون ستيرويدي طبيعي يلعب دورًا رئيسيًا في استجابة الجسم للتوتر. بينما يطلق عليه غالبًا “هرمون التوتر” لدوره الأكثر شهرة ، إلا أنه يساهم أيضًا في العديد من عمليات الجسم. و تفرزه الغدد الكظرية و يشارك في تنظيم الوظائف التالية:

  • تنظيم ضغط الدم.
  • استقلاب الجلوكوز.
  • تعزيز المناعة.
  • الاستجابة الالتهابية.
  • إفراز الإنسولين.

تفرز الغدد الكظرية الكورتيزول استجابةً للتوتر أو الخوف كجزء من استجابة الجسم للقتال أو الهروب . عندما نواجه نوعًا من التهديد في البيئة المحيطة ، يمر الجسم بسلسلة من ردود الفعل شبه الفورية التي تهيئ الفرد إما للبقاء والتعامل مع المشكلة أو الهروب إلى بر الأمان. تقوم إحدى أجزاء الدماغ المعروفة باسم اللوزة بتنبيه منطقة ما تحت المهاد ، والتي تحرض بعد ذلك مجموعة من الاستجابات بما في ذلك إفراز الهرمونات مثل الأدرينالين و الكورتيزول.

العلاقة بين الكورتيزول و فيتامين D

ثمة علاقة مثيرة للاهتمام بين الكورتيزول وفيتامين D و هي بالأحرى علاقة بين التوتر (الضغط النفسي) و فيتامين D  والسؤال هنا:

هل يسبب فيتامين D نقص الكورتيزول؟

أم أن ارتفاع الكورتيزول أو انخفاضه هو السبب في نقص فيتامين D؟

في الواقع إن كلاهما يؤثر بالآخر، نظراً لضرورة فيتامين D في إنتاج هرمونات الغدة الكظرية ليس فقط الكورتيزول بل باقي هرمونات الغدة الكظرية أيضاً. إذ تعاني الأغلبية الساحقة من نقص في بعض هرمونات الغدة الكظرية وهذا يجعلهم عرضة لمشكلات عدة بسبب نقص تلك الهرمونات التي تدعم قدرتهم على مواجهة التوتر و ذلك لأن وظيفة هذه الهرمونات تعزيز قدرة أجسامنا على التكيف مع الأوساط المسببة للتوتر و بالتالي فإن انعدام القدرة على التكيف مع التوتر يؤدي إلى مواجهة مشكلات كثيرة وهذا يفسر كثرة الأمراض التي تُعزى إلى التوتر كالقرحة والسكري وازدياد قابلية الإصابة بالسرطان و أمراض المناعة الذاتية و أمراض القلب و الإصابة بالعدوى ذات المنشأ الفيروسي أو البكتيري التي كثيراً ما تحدث الإصابة بها إثر المرور بفترة من التوتر.

كيف يؤثر التوتر على الجسم

  • يؤثر التوتر على نحو كبير في كافة أنحاء الجسم ونذكر بعض هذه التأثيرات:
  • يكبح الجهاز المناعي.
  • يجعل الجسم عرضة للإصابة بالعدوى والأرق و انقطاع النفس أثناء النوم.
  • يؤثر على المزاج و يتسبب بحالة قلق.
  • يسبب زيادة الوزن و ذلك بسبب تأثير الكورتيزول على سكر الدم إذ يتأثر مستوى السكر بالدم بالكورتيزول أيضاً.

 كما يُلاحظ، تنطوي الكثير من المشكلات الصحية على الالتهاب فجميع الأمراض المزمنة لا بد ترتبط بعوامل التهابية، فمثلاً تُعد متلازمة كوشينغ إحدى المشكلات الصحية التي تتميز بارتفاع الكورتيزول في حين يتميز مرض أديسون بانخفاض الكورتيزول وكلاهما يرتبط بنقص فيتامين D .

التوتر

كيف يؤثر الكورتيزول  و فيتامين D على جهاز المناعة

أما فيما يتعلق بالجهاز المناعي فإن الكورتيزول عادةً ما يكبح الكريات البيض في حين يتحكم فيتامين D بالجهاز المناعي وفي حالات فرط نشاط الجهاز المناعي كالحساسية وفرط التحسس أو في الحالات الأشد كالعاصفة الالتهابية (سايتوكين) إذ يمكن لفيتامين D  أن يتدخل ويكبح فرط نشاط الجهاز المناعي.

 كما يحمل هذا الفيتامين على عاتقه إحدى الوظائف الهامة وهي الوقاية من أمراض المناعة الذاتية وكذلك الكورتيزول لأن حدوث أي خلل في إنتاج الكورتيزول قد يجعل الشخص عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية.

كيف تؤثر المادة الأولية للكورتيزول و فيتامين D.

والآن ننتقل إلى المادة الأولية لكلا الكورتيزول وفيتامين D وهي الكوليسترول. فبالنسبة للمرضى المداومين على أدوية الستاتينات أو عند اتباع حمية منخفضة الدهون وفي حال نقص الكوليسترول اللازم لإنتاج فيتامين D والكورتيزول وكذلك العصارة التي يُعد منشؤها الأساسي من الكوليسترول لكم أن تتخيلا ضرر ذلك على الجهاز المناعي والالتهاب إذ أن هذه العلاقة التي تجمع بين فيتامين D والكورتيزول هي علاقة هامة وإن أياً من المشكلات الصحية التي تتميز بارتفاع الكورتيزول أو انخفاضه تتأثر بمستوى فيتامين D بطريقة أو بأخرى، لذا يُنصح بشدة بتناول فيتامين D عندها لضبط مستوى الكورتيزول وهذا سيخفف من المشكلة إذ يُعتبر فيتامين D بمثابة صيغة طبيعية من البريدنيزون ولكن بدون آثاره الجانبية.

في الحقيقة هناك العديد من الأسباب التي تسبب نقص الفيتامين D كعدم التعرض الكافي لأشعة الشمس و الإصابة ببعض الأمراض كأمراض القلب و الكبد وغيرها الكثير إلا أننا اليوم سنضيف إليها بعد دراسة العلاقة بين الكورتيزول و فيتامين D: كثرة التعرّض للتوتر كسبب إضافي يؤدي إلى تفاقم نقص فيتامين D.  إن العلاقة التي تربط فيتامين D بهرمون الكورتيزول أقل ما يقال عنها أنها علاقة جدلية ذات تأثير و تأثر إذ أن التعرّض للتوتر  يسبب نقص فيتامين D وكذلك يسبب نقص فيتامين D ارتفاع مستوى التوتر (الضغط النفسي) وبالتالي اضطراب مستوى الكورتيزول. فإذا كنتم من الأشخاص المعرضين للضغط و التوتر بشكل يومي فلا بد من زيادة جرعتكم من فيتامين D و مراقبة مستويات هذا الفيتامين في أجسامكم.

ارتفاع الكورتيزول ونقص فيتامين د | لا تهملوا العلاقة بينهما!

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد