يشير اسم الهربس (Herpes) إلى قروح البرد المؤلمة التي تظهر حول الشفاه أو داخل الفم، أو على الأعضاء التناسلية والأرداف، وهي قروحٌ شائعةٌ تسبّبها الفيروسات. وقد كشفت إحصاءات تم إجراؤها في الولايات المتحدة أنّ أكثر من 95% من البالغين تعرّضوا لفيروس الهربس، ويتناوب هذا الفيروس في حالته بين الإخماد والنشاط اعتماداً على عوامل مختلفة. سنتعرف على الهِربِس: أنواعه وأعراضه وعلاقته ببعض الأطعمة.
والهربس حقيقةً هو اسم عائلةٍ مكوّنةٍ من ثمانية فيروسات، اثنان منها مسؤولة عن القروح، والأخرى قد تؤدّي لأمراضٍ مختلفةٍ، مثل داء كثرة الوحيدات العدوائية، وجدري الماء، والطفح لدى الرّضع، وبعض أنواع السرطان.
نوعا فيروس الهربس
ينقسم فيروس الهربس إلى نوعين اعتماداً على المنطقة المصابة، وهما:
1- فيروس الهربس الفموي
وغالباً ما تحدث الإصابة به بسبب الاتصال المباشر مثل التقبيل أو استخدام أواني الطعام غير المغسولة، وشفرات الحلاقة والمناشف المشتركة، لشخصٍ مصابٍ بقروحٍ نشطةٍ في الشفاه. وتصبح القروح معديةً أكثر في حالة الإصابة ببثورٍ نازّةٍ، لأن الفيروس ينتقل بسهولة من خلال ملامسة سوائل جسم الشخص المصاب. ومن الجدير بالذكر أنّ تلقي العدوى من شخصٍ لا يظهر لديه طفحٌ جلديٌ أو قروح أقلّ احتمالًا، إلا أنه ممكن.
2- فيروس الهربس التناسلي
يعدّ الهربس التناسلي مرضاً ينتقل بالاتصال الجنسي، بما في ذلك الجنس الفموي، مع شخصٍ لديه قروح في المنطقة التناسلية أو الفم. وفي حالة الهربس التناسلي، يعدّ احتمال انتقال العدوى من شخصٍ ليس لديه طفح جلدي أو قروح احتمالاً ضئيلاً ولكنه ممكن. ومن المحتمل أن تنقل النساء الحوامل اللاتي يعانين من مرض الهربس التناسلي العدوى للمولود عند الولادة. كما أنّ هناك حالات تحدث فيها العدوى خلال فترة الحمل.
مسبّبات الهربس
قد يتحفّر فيروس الهربس بسبب التعرّض للإرهاق أو التوتر الشديد (الضغط النفسي)، أو التعرّض المفرط لأشعة الشمس والرياح، أو نتيجةّ لضعف الجهاز المناعي أو التغيّرات الهرمونية، مثل تلك المتعلّقة بالدورة الشهرية.
شاهد أيضاً :مرض الهِربِس النّطاقي (الحزام الناري)
أعراض الهربس
تظهر أعراض الإصابة بالهربس بعد يومين إلى 12 يوماً من التعرّض للفيروس، وتشمل:
- الألم والحكّة: فقد يشعر المصاب بألمٍ وحكّةٍ في المناطق التناسلية إلى حين الشفاء من العدوى.
- حبوب حمراء صغيرة أو بثور بيضاء: وتظهر بعد يومين أو بضعة أسابيع من التعرّض للفيروس.
- القروح: وتظهر حين تنفجر البثور مخلّفةً وراءها الدماء، ومن مضاعفاتها أنها تسبّب صعوبةً وألماً في عملية التبوّل.
- القشب: إذ يتقشّر الجلد، ويكوّن قشوراً تشبه تلك التي تظهر عند التعافي من التقرّحات.
الهِربِس الفموي حبوب بيضاء
الأطعمة التي يجب تجنّبها عند الإصابة بالهربس
سواء في حال الإصابة بالنوع الأول أو الثاني من فيروس الهربس، يجب الابتعاد عن الأطعمة الغنيّة بإل-أرجينين –أحد الأحماض الأمينية– وتناول الأطعمة الغنيّة بإل-لايسين عوضاً عنها. فإل-أرجينين يعيق إل-لايسين الذي يتمتّع بالقدرة على إخماد هذا الفيروس.
وإليكم أهمّ ما يجب تجنّبه من الأطعمة في حال الإصابة بالهربس:
المكسرات البيض
ولكن إذا دعت الحاجة إلى تناول أطعمةٍ مثل المكسرات أو البذور أو التوتيّات، فيجب الحرص بالتزامن مع ذلك على تناول إل-لايسين، فهو جيدٌ جداً في هذه الحالة. ويعدّ إل-لايسين أحد الأحماض الأمينية، وينصح بتناوله بمقدار 3000 ملغ يومياً إذا كانت الحالة شديدة، وذلك للحصول على مفعولٍ فوريّ. أما كإجراءٍ وقائيّ، فيمكن الاكتفاء بكميةٍ أقلّ من ذلك بكثير.
الأطعمة التي يمكن تناولها في حال الإصابة بالهربس
إليكم ما يسمح بتناوله عند الإصابة بالهربس:
- السمك
- المأكولات البحرية
- الدجاج
- لحم البقر
- لحم الضأن
- الجبن
- الخضار
- البراعم مثل براعم بذور البروكلي
العلاجات المحتمَلة للهربس
هناك ثلاث طرقٍ علاجيةٍ ينصح بها تتّسم بتأثيرها القوي المضاد للفيروسات، ورغم أنها لا تقتل الفيروسات، إلا أنّها تضعها سريعاً في حالة خمول. وكلّها تتضمّن مادةً كيميائيةً من أصلٍ نباتيٍ تسمى “التانين” أو “البوليفينول”، وهي تتمتّع بالقدرة على إخماد الفيروسات. وتشمل هذه العلاجات:
- الشاي الأخضر
- الشاي الأسود، مثل نوع “إرل غري”
- مستخلص فاكهة الكاكا
وكلّ ما عليكم فعله هو وضع هذه العناصر في ماءٍ ساخنٍ لتنشيطها، ثم إخراجها وتركها تبرُد قليلاً، ثم وضعها على القرحة مباشرةً وتركها لمدةٍ تتراوح بين 20-30 دقيقة. ويمكن ملاحظة تحسّنٍ تدريجيٍّ في غضون ساعات، كما يمكن وضعها طوال اليوم، وهي فعّالةٌ للغاية في إخماد هذا الفيروس.
تجنب هذه الأطعمة اذا كنت تعاني من قرحة الشفاه أو الهربس ولماذا وضع الشاي عليها يساعد في الشفاء