براعم الخضار الكرنبية المذهلة

تتمتّع براعم الخضار الكرنبية بفوائد مذهلة تجعل من إضافتها إلى النظام الغذائي أمراً ضرورياً، بل إنّ نفعها يفوق ما تحمله الخضار الكرنبية الناضجة من منافع. وتنتشر ثقافة أكل البراعم الصغيرة في أغلب دول العالم، وخاصةً في أوروبا، نظراً لسرعة إنباتها وقيمتها الغذائية العالية. ويمكن زراعة هذه البراعم منزلياً في وعاءٍ صغيرٍ، وتنمو في غضون ثلاثة أيامٍ دون الحاجة إلى التراب أو التعرّض لأشعة الشمس. فما هي فوائد هذه البراعم؟ وما الخصائص المذهلة التي تتمتّع بها؟

براعم الخضار الكرنبية

خصائص براعم الخضار الكرنبية

إن سبب فائدة هذه البراعم لا يعود إلى احتوائها على الفيتامينات ولا المعادن، ولا الأحماض الدهنية أو الأمينية، ولا المعادن النادرة. بل تُعزى فائدتها إلى احتوائها على المغذّيات النباتية، إذ يحوي بعض هذه المركّبات الكيميائية على فوائد صحية مذهلة. وقد أشارت بعض الدراسات إلى أنّها تحدّ من خطر الإصابة بجرثومة المعدة والتهاب المعدة. كما أثبتت دراسات أخرى تم إجراؤها على الحيوانات أنّ لتلك البراعم أثراً فعّالاً في الوقاية من السرطان.

ونخصّ بالذكر هنا براعم البروكلي (القرنبيط الأخضر) والقرنبيط التي تحوي نسبةً عاليةً من السولفورافين تفوق ما تحويه الثمرة الناضجة لنبات البروكلي والقرنبيط بأكثر من مئة مرة. والسولفورافين أحد المغذّيات النباتية، وهو مركّب طبيعي يحوي خصائص مضادة للأكسدة، ومنبّه قوي للإنزيمات الطاردة للسموم من الجسم، ما يجعله مفيداً في الحدّ من خطر الإصابة بالسرطان.

وقد تم إجراء دراسات علمية على نبات البروكلي أثبتت أن براعمه تحتوي على مستوى عالٍ من الحمض الأميني جلوكورافانين (glucoraphanin)، أي ما يعادل 20-50 ضعفاً مقارنةً بثمار البروكلي الناضجة.

ويعدّ الحمض الأميني جلوكورافانين المكوِّن الرئيسي لمادة الجليوكوزينات، والتي يقوم الجسم بتحويلها إلى مركّب السولفورافين أثناء المضغ.

البروكلي

براعم الخضار الكرنبية تقي من السرطان

في عام 1997، توصّل البروفيسور تللاي إلى أنّ مركّب السولفورافين الموجود في براعم الخضار الكرنبية يوفّر حمايةً عاليةً ضدّ السرطان. وقد تعاون في إجراء هذه الدراسة مع جامعة جونز هوبكنز، وحاولوا في ذلك الوقت الحصول على براءة اكتشاف براعم البروكلي، لأنهم عرفوا ما بها من فوائد. إلا أنهم واجهوا المقاضاة واحتدام النزاع في المحكمة العليا، وخسروا القضية أمام جهات تصنيع براعم البروكلي أو المزارعين. ثم اختفت تلك الضجة التي أحدثوها عن براعم البروكلي بأكملها. إلا أنّ انخراط جامعة جونز هوبكنز في هذا المشروع يدلّ على أهميته.

وتتمتّع براعم بعض أنواع الفصيلة الكرنبية بفعاليةٍ هائلةٍ في الحدّ من خطر تشكّل الخلايا السرطانية في نسيج الثدي. كما تحتوي براعم البروكلي على نسبةٍ عاليةٍ من الإنزيمات المضادة للأكسدة، مثل إنزيم الميروسينيز الذي يوفر وقاية من السرطانات المختلفة.

وأروع ما في الأمر أنّ مركّب السولفورافين الموجود في البراعم يسبّب استماتة الخلايا بشكلٍ انتقائي، أي أنّه يستهدف الخلايا السرطانية فقط دون السليمة، لتقتل هذه الخلايا نفسها ذاتياً.

قدرة براعم الخضار الكرنبية على تطهير الجسم من السموم

تحوي البيئة المحيطة بنا آلاف المواد الكيميائية التي تعدّ نسبة كبيرة منها من العوامل المسرطنة. ونتعرّض يومياً لأكثر من ثمانين ألفاً من أنواع السموم المختلفة، وتعرف هذه السموم بالدخيلات الحيوية.

لكن لحسن الحظ، فإنّ الجسم مزوّدٌ بنظامٍ خاصٍ للدفاع والتصدي لهذه السموم. وذلك من خلال عددٍ من الأعضاء التي يتخصّص كلُّ واحدٍ منها بنوعٍ معيّن من السموم. فالكبد هو المسؤول الأول عن التخلّص من السموم في الجسم، إذ إنه يعمل على تغيير الطبيعة الكيميائية للعديد من السموم. فهو يحتوي على إنزيماتٍ خاصةٍ هي سيتوكروم بي 450 (cytochrome P450)، مهمتها تفكيك المواد السامة المنحلّة في الدهون، وتحويلها إلى جزيئاتٍ آمنةٍ منحلّةٍ في الماء، ليتم التخلّص منها عن طريق البول. ونسمي هذه العملية “التحوّل البيولوجي”.

وتتمتّع بعض العناصر الغذائية الطبيعية بالقدرة على تطهير الجسم من المركّبات السامة. فقد وجدت دراساتٌ أجرتها وكالةٌ تابعةٌ لمنظمة الصحة العالمية أنّ الخضار الكرنبية، ولا سيما البراعم، أفضل ما يمكن تناوله لإزالة السموم من الجسم. وذلك لما لها من قدرةٍ على تحفيز عملية التحوّل البيولوجي، وتحفيز الإنزيمات المطهّرة للعوامل المسرطنة.

كيف يمكن تناول براعم الخضار الكرنبية؟

يمكن إضافة بعض هذه البراعم إلى السلطة أو العصير، ولا داعي لإضافة الكثير منها فهي مركّزة جداً. كما يمكن تناولها على شكل حبوب أو مساحيق مركّزة.

أقوى طعام مضاد للسرطان يمكن عمله بالمنزل

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد