علاقة تشحّم الكبد بالتهاب المفاصل

لماذا يصاب من يعانون من الكبد الدهنية بالتهاب المفاصل؟ وما العلاقة بين تشمّع الكبد والتهاب المفاصل؟

دعونا نتعرف أولاً إلى مراحل تضرّر الكبد وكيف يحدث التشمّع في المقام الأول.

مراحل تضرّر الكبد

يحدث تضرّر الكبد على مراحل مختلفة:

1- تشحّم الكبد (الكبد الدهنية)

والكبد الدهنية هي حالة مرضية شائعة تنجم عن تراكم الدهون في خلايا الكبد بنسبة تتجاوز المستوى الطبيعي. فعادةً ما تحتوي الكبد على كميةٍ صغيرةٍ من الدهون. وعندما يصل تخزين الدهون إلى ٥ أو ١٥ في المئة من الوزن الإجمالي للكبد تحدث الإصابة بمرض الكبد الدهنية. وهو مرضٌ صامتٌ إذ أنّ معظم المرضى قد يصابون به دون أن يعلموا بذلك.

2-تشحّم الكبد والتهابها

فتشحّم الكبد وتراكم الدهون في خلايا الكبد يؤدي إلى حدوث التهابات وتندّب أنسجة الكبد. فتتراكم مواد كيميائية سامة في الدورة الدموية نتيجةً لتضرر الكبد وعدم قدرته على تصفية الدم بشكل فعال. وتشكّل هذه الحالة خطراً على الحياة وهي من أهم أسباب حدوث تشمّع الكبد.

3- تشمّع الكبد.

فقد ينجم عن تشحّم الكبد وتفاقم التهابها وتندّبها تشمّع الكبد، فالتشمّع هو مرحلة متأخّرة من تليّف نسيج الكبد وتندّبه. إذ يُعدّ التليّف أولى مراحل تشمّع الكبد، وكلما ازداد التندّب بين الخلايا الكبدية الصغيرة تراجعت قدرتها على إزالة السموم، وبالتالي تراكمت السموم في الدورة الدموية.

كيف ينتقل الالتهاب من الكبد إلى المفاصل؟

يتوضّع التهاب المفاصل في المفاصل، فكيف ينتقل الالتهاب من الكبد إلى المفاصل؟

يحدث ذلك بطريقتين:

إفراز السيتوكينات

تكون دهون الكبد المتشحّمة عبارة عن نسيج دهني، كما أنها دهون متراكمة خارج مكانها الطبيعي، أي خارج النسيج الدهني (دهون زائدة). فهي أشبه بامتداد الدهون خارج الخلايا الدهنية واختراقه أنسجة أعضاء أخرى.

ويُعدّ النسيج الدهني أحد أعضاء الغدد الصم. وتقوم الأنسجة الدهنية بإنتاج السيتوكين، وهي بروتينات محرّضة للالتهاب. كما تعزّز الدهون الزائدة إنتاج السيتوكينات.

وتسبّب هذه السيتوكينات حدوث الالتهاب الجهازي، وهو انتشار الالتهاب في كافة أنحاء الجسم بما في ذلك المفاصل. كما أنها قد تحفّز التهاب الأعصاب الروماتويدي أيضاً. ولذا فإنّ السيتوكينات التي تفرزها دهون الكبد هي سبب حدوث التهاب المفاصل لدى الإصابة بأمراض الكبد.

والأسوأ من ذلك أن السيتوكينات قد تحفّز مقاومة الإنسولين أو تفاقمها. ومقاومة الإنسولين تجعل التخلّص من الدهون أمراً صعباً للغاية، وبالتالي فإنّ مقاومة الإنسولين تزيد من انتشار الالتهاب الجهازي. فالأمر أشبه بتسلسل تفاعلي مستمر في تغذية نفسه.

وعند انتشار الالتهاب في الجسم يحدث تندّب الأنسجة كمحاولة التئام، وهذا ما يُعرف بالتليّف الذي يتفاقم ليتطوّر إلى التشمّع.

2- احتباس العصارة داخل الكبد

إذ أنّ تشمّع الكبد وتضرّرها يعيق قدرتها على إنتاج العصارة، وهذا ما يؤدي إلى احتباس العصارة داخل الكبد. والعصارة هي مادة مطهّرة، ولذا فإن احتباسها في الكبد يؤدي إلى تهيّج الكبد وحدوث مزيد من الالتهاب في الكبد الملتهبة أصلاً.

ونظراً لعدم إفراز العصارة بما يكفي، تتوقف قدرة الجسم على امتصاص أحماض أوميغا 3 الدهنية من الطعام أو المكمّلات، وهي أحماض مضادّة للالتهاب. وهذا ما يحفّز مزيداً من الالتهاب، ويعيق امتصاص بعض الفيتامينات الذوّابة في الدهون مثل فيتامين E,A,D التي تتمتّع بمفعولٍ قويٍّ ضد الالتهاب وتساعدّ على الحدّ منه.

ولهذا فإن عدم قدرة الجسم على امتصاص هذه الفيتامينات يعرّضه للكثير من الألم والتيبّس.

ولذلك فإنّ علينا حماية الكبد وحفظها من التضرّر، وإليكم بعض النصائح التي من شأنها أن تساعد في الحفاظ على صحّة الكبد.

طرق للحفاظ على صحة الكبد

ينبغي أولاً تجنّب كل ما من شأنه أن يؤدي إلى تضرّر الكبد مثل شرب الكحول والإكثار من تناول الأطعمة الضارة والسكريات.

ويجب كذلك الحرص على تناول التوكوترينالات، فهي العنصر الأهم للكبد. وتعدّ التوكوترينالات أحد قسمي فيتامين E وأحد مضادات الأكسدة الفعّالة. وتفيد في الحدّ من الالتهاب وإعاقة عملية تليّف الكبد وتندّبها.

ومما ينبغي الحرص عليه أيضاً تناول أملاح الصفراء المنقّاة، وذلك نظراً لانعدام قدرة الكبد على إنتاج العصارة عند الإصابة بتشمّع الكبد. وتتمتّع أملاح العصارة بخصائص مضادة للتليّف، ولهذا فإنّ من شأنها أن تحدّ من عملية تليّف الكبد.

وتعدّ البروبيوتيك (البكتيريا الحميدة) ضرورية جداً لصحة الكبد، نظراً للعلاقة الوثيقة بين ميكروبات الأمعاء ووظيفة الكبد.

كما ينبغي اتباع حمية الكيتو الصحيّة، فالكبد تحتاج إلى الأطعمة الغنيّة بالدهون والبروتين لضمان قيامها بإزالة السموم من الجسم. ويجب تخفيض الكربوهيدرات والإكثار من الخضار وبالأخصّ الخضار الكرنبية.

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد