هناك 13 نوعاً من الفيتامينات الضرورية لصحة الجسم وضمان قدرته على أداء وظائفه الأساسية، ونقص أيّ منها قد يكون كفيلاً بجلب العديد من المشكلات والأمراض للجسم. ومن بين هذه الفيتامينات فيتامين K الذي يُعدّ من العناصر الغذائية الأساسية. ماهو الفرق بين فيتامين K1 وفيتامين K2؟
وهناك نوعان من فيتامين K:
- K1 (فايلوكوينون)
- K2 (ميناكينون)
وكل منهما له دورٌ مهمٌ للجسم، ويمكن استمداده من مصادر غذائية مختلفة.
فما الفرق بين فيتامين K1 وفيتامين K2؟
شاهد أيضاً :هل تؤدي ٦٠٠ وحدة دولية من فيتامين د كفايتنا اليومية؟
فيتامين K1
يُعدّ فيتامين K1 من الفيتامينات الذوّابة في الدهون، ويخزّنه الجسم بكمياتٍ صغيرةٍ تستنفد بسرعة، ولهذا ينبغي تناوله بانتظام.
ولهذا الفيتامين دورٌ مهمٌ في دعم عملية استقلاب العظام، والتطوّر السليم للأنسجة والعظام. كما يؤدي دوراً في إنتاج بروتينات اسمها “عوامل التخثّر”. ولهذا فإن فيتامين K1 يقي من تجلّط الدم ويحدّ من تراجع كثافة العظام.
– نقصه:
قد يؤدي نقص فيتامين K1 في الجسم إلى مشكلاتٍ في نموّ العظام. ونظراً لأهمية دوره في تخثّر الدم، فإن تناوله بكمياتٍ غير كافية من شأنه أن يسبب عواقب وخيمة، مثل النزيف، وخاصة نزيف الأنف واللثة، وظهور كدمات.
فبطء التئام الجروح واستمرار نزفها طويلاً، وكذلك نزيف اللثة أثناء تنظيف الأسنان، كلها تدل على نقص فيتامين K1.
ومن هنا تكمن الأهمية القصوى لهذا الفيتامين في الحفاظ على حياتنا، لأن التعرّض لإصابةٍ ما في حال نقصه قد يؤدي إلى النزيف حتى الموت داخلياً أو خارجياً.
إلا أنّ الجسم لا يحتاج إلى كمياتٍ كبيرة من فيتامين K1، ولهذا فإنّ نقصه أمرٌ نادر الحدوث.
– مصادره:
يحصل الجسم على فيتامين K1 بشكلٍ أساسيٍ من المصادر النباتية. كما أنه متوفرٌ أيضاً في المنتجات الحيوانية، ولكن ليس بالكمّ ذاته المتوفر في الخضار، كالخضار الورقية.
– امتصاصه:
تقتضي تركيبة أجسامنا تناول الخضار واللحوم لتأدية حاجتها من العناصر الغذائية الضرورية. وكما ذكرنا فإن فيتامين K هو أحد الفيتامينات الذوابة في الدهون، وهذا يفسّر سبب عدم الامتصاص الجيد لفيتامين K نباتي المصدر (K1)، إذ يتم امتصاص 10% فقط من نسبته في الجسم.
ومع أننا لا نحتاج للكثير منه، إلا أنها نسبة قليلة جداً. وإحدى آليات البقاء لمواجهة ذلك في الجسم هو إعادة تدوير فيتامين K1 في الجسم. فعند عدم تناول ما يكفي من فيتامين K1، فإن الجسم يواصل إعادة تدويره مراراً وتكراراً لتتم إعادة استخدامه من جديد.
ويمكن إضافة زيت الزيتون إلى السلطات لتعزيز امتصاص فيتامين K1.
فيتامين K2
يُعدّ فيتامين K2 المسؤول عن التحكّم في الكالسيوم، فهو يحول دون تراكم الكالسيوم في الأوعية الدموية. كما أنه يعزّز قوة العظام، فهو يحافظ على وجود الكالسيوم في العظام ويتخلص منه خارج الأنسجة اللينة.
– مصادره:
يتوفر فيتامين K2 بشكلٍ رئيسيٍ في المنتجات الحيوانية كالدهون الحيوانية، وفي الأطعمة المخمّرة مثل الناتو (فول الصويا المخمّر) ومخلل الملفوف.
إلا أنه أكثر ما يتوفر في كبد البقر ولحم البقر والدجاج وصفار البيض وأنواع الجبن الطري.
– امتصاصه:
يمتصّ الجسم فيتامين K2 بشكلٍ أفضل من فيتامين K1، وذلك لأنه مصدره حيواني ويكون مصحوباً بالدهون. فتناول أحد الفيتامينات الذوابة في الدهون مع الدهون يعزّز امتصاصها، كما أنّه يحفّز إفراز العصارة التي تساعد على امتصاص الفيتامينات الذوابة في الدهون بفضل العصارة والإنزيم ليباز الذي يفرزه البنكرياس. والذي يساعد على تفكيك الطعام وامتصاص العناصر الغذائية بفعالية أكبر.
ومن الجدير بالذكر أن باستطاعة بكتيريا القولون تحويل فيتامين K1 إلى فيتامين K2، وهذه إحدى آليات البقاء أيضاً. ولذا فإنّ توفر الميكروبات في الأمعاء يمكّن الجسم من تحويل فيتامين K1 إلى فيتامين K2.
أسباب نقص فيتاميني K1 وK2
قد يحدث النقص في حال اتباع حمية منخفضة الدهون، أو الإصابة بالتهاب في الأمعاء كالتهاب الردب أو التهاب القولون التقرّحي أو داء كرون، أو أيّ من الاضطرابات الهضمية التي تسبب سوء الامتصاص.
وكذلك فإن استئصال المرارة يسبّب نقصاً في فيتاميني K1 وK2، لأن ذلك يقلل إفراز العصارة، وينبغي عندها تناول أملاح الصفراء المنقّاة.
كما يؤدي تشحّم الكبد أو تضرّرها إلى نقص العصارة اللازمة لامتصاص هذين الفيتامينين. وقد يُعيق تناول مميّعات الدم كعقار الوارفارين امتصاص فيتامين K1، وبالتالي يؤدي إلى نقصه.