الكثير ممن يعانون من هذا المرض يسعون إلى التخلّص من هذا المرض من خلال تناول الأدوية, ويتساءلون عن سبب تأخّر شفائهم وتفاقم معاناتهم منه, ولربما يعود السبب في ذلك إلى النظام الغذائي الذي يتبعونه , فما هي الحمية الغذائية الأمثل الواجب اتباعها لدى الإصابة باعتلال الأعصاب المحيطية؟ وما أكثر الطرق فعاليةً للتخلص منه؟
اعتلال الأعصاب المحيطية
هي حالةٌ مرضيّةٌ للأعصاب خارج المخ والنّخاع الشوكي (الأعصاب المحيطية) بالتلف, فتسبّب شعوراً بالضعف والخَدَر والتنميل أو شعوراً أشبه بالحرق أسفل القدمين أو عند أطراف الأصابع.
السبب الأكثر شيوعاً لاعتلال الأعصاب المحيطية
إنّ أكثر المسبّبات شيوعاً لاعتلال الأعصاب المحيطية هو مرض السكري.
ويبدأ هذا الاعتلال عند أطول الأعصاب في الجسم، وتحديداً في نهاية العصب. ويؤدي إلى تلفٍ في الأوعية الدموية الصغيرة وحتّى الأعصاب, ورغم أن السبب الأكثر شيوعاً لهذا التلف هو مرض السكري. إلا أن ارتفاع السكر أو ارتفاع الغلوكوز في الدم ليس بالضرورة السبب المباشر لحدوث اعتلال الأعصاب المحيطية.
يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السكر أو الغلوكوز في الدم إلى حدوث الكثير من الالتهابات وأضرار الجذور الحرّة وتلف البروتينات الموجودة داخل الشرايين, وهذا ما يتسبّب في انسدادها ويُعيق وصول الدم إلى الأعصاب.
علماً أنّ وصول الدم إلى الأعصاب يؤمّن لها الأكسجين والمغذّيات. ولهذا فإن اعتلال الأعصاب يعني القضاء عليها. إذ يؤدي إلى تلفٍ في الأوعية الدموية الدقيقة. كما يؤدي إلى تلفٍ في العين لدى مرضى السكري.
شاهد ايضاً:البروكلي : فوائده وطريقة تحضيره وقيمته الغذائية
النظام الغذائي الأمثل لاعتلال الأعصاب المحيطية
إنّ اتباع حميةٍ منخفضة الكربوهيدرات أو ما نسميه (حمية الكيتو الصحيّة) يجعل التخلّص من الاعتلال أمراً سهلاً جداً. والعجيب في الأمر أن الكثير ممن يعانون من هذا المرض لا يعلمون بفوائد هذه الحمية.
فهم يتبعون حميةً عالية الكربوهيدرات ويتعاطون الأدوية وتستمرّ معاناتهم مع اعتلال الأعصاب. في حين أنّهم بغنىً تام عن هذه المعاناة. إذ أنّ التخلص منها ممكنٌ عن طريق البدء باتباع حميةٍ منخفضة الكربوهيدرات.
والأدهى من ذلك أن الكثير منهم يتناولون الكربوهيدرات مضافةً إلى البروتين أو الدهون كما في المثلجات مثلاً. إذ يتسبّب ذلك في ضررٍ أكبر مما يتسبّب به تناول الكربوهيدرات منفردةً. فالجمع بين الكربوهيدرات والبروتين يؤدي إلى حدوث الغلكزة (الارتباط بالغليكوزيل), وهو ما يقضي على بعض البروتينات في الجسم التي تبقى على ذلك الحال ويصبح من الصعب جداً التخلّص منها, فتسبّب حدوث انسداداتٍ مختلفةٍ كما في دورة الدم.
كما يجب الحرص أيضاً على انخفاض نسبة زيوت أوميغا ٦ في النظام الغذائي. كزيوت الذرة والصويا الموجودة في صلصات السلطة وغيرها من الأطعمة الكثيرة. وتدخل هذه الزيوت كذلك في الحساء والخبز وغير ذلك.
وإضافةً لكلّ ما سبق، يجب اتباع الصيام المتقطّع. إذ أنّ الجمع بين حمية الكيتو والصيام المتقطّع له فوائد مذهلة لصحة الجسم.
علاج اعتلال الأعصاب المحيطية
هناك ثلاثة سُبُلٍ إضافية قد تساعد على التحسّن الفوري والتخلّص منه ، ويمكن الحصول عليها من المتجر الصحي وهي:
١- البينفوتيامين
وهي أحد أنواع فيتامين B الذوّابة في الدهون. ويُنصح بتناول ٤ كبسولاتٍ يومياً موزّعة على أوقاتٍ مختلفةٍ. فهي تساعد على الحدّ من الالتهابات والضرر الناجم عن ارتفاع السكر في الدم.
فارتفاع سكر الدم يزيد الحاجة الماسّة لزيادة كميّة فيتامين B1. وهذا ما يدفع بالجسم إلى استنزاف مخزونه الاحتياطي من فيتامين B1 تماماً من الجسم. وبالتالي تتعذّر القدرة على إنتاج الميالين، وهي المادة الدهنية العازلة التي تُحيط بالخلايا العصبية. إذ أنّ إنتاجها غير ممكن بدون فيتامين B1. ولذا يجب تأمين فيتامين B1 مجدداً لضمان الدخول في مرحلة التعافي.
٢- حمض الألفا لبويك
حمص الألفا لبويك هو من الأحماض الدهنية الطبيعية الموجودة في الجسم وفي العديد من الأطعمة. وقد ثبت أنه كفيلٌ بتحسين حالة اعتلال الأعصاب المحيطية. ويمكن تناوله على شكل مكمّل أو الحصول عليه من أي مصدرٍ لا على التعيين.
٣- التوكوترينالات
التوكوترينالات هو أحد قسمي فيتامين E وهو أقوى بخمسين مرة من التوكوفرينالات. ويعمل بمثابة مضادات أكسدة شديدة الفعالية.
والخلاصة أنّ هذه العناصر الثلاثة مجتمعةً بالإضافة إلى حمية الكيتو منخفضة الكربوهيدرات والصيام المتقطّع تمثّل سلاحاً فعّالاً ضد اعتلال الأعصاب المحيطية.