التأثير المذهل للكيتونات على مرضى الشقيقة

يؤثّر مرض الشقيقة (الصداع النصفي) على المصاب به تأثيراً كبيراً، بل قد يمنعه أحياناً من مواصلة حياته الطبيعية. لذا فإن مريض الشقيقة بحاجةٍ إلى التكيّف مع مرضه والابتعاد عن المُثيرات التي تحفّزه. ومن أفضل ما يمكن فعله اتباع نظامٍ غذائيٍ مناسبٍ يحدّ من فرص حدوث نوبات الشقيقة الحادّة، وأفضل الأنظمة الغذائية هي تلك التي تحتوي على مستوياتٍ منخفضةٍ من الكربوهيدرات، أي حمية الكيتو الصحية. فهل يمكن لاتباع حمية الكيتو تقليل حدّة نوبات الشقيقة؟وهل هناك تأثير للكيتونات على مرضى الشقيقة؟

الصداع

كشفت بعض الدراسات أن حمية الكيتو أثبتت فعاليتها في تخفيف آلام الشقيقة، حتى أنّ تأثيرها فاق بعض الأدوية نفعاً. فكيف تؤثّر الكيتونات التي يُنتجها الجسم أثناء حمية الكيتو على تخفيف حدّة أعراض الشقيقة؟ 

كشفت بعض الدراسات أن حمية الكيتو أثبتت فعاليتها في تخفيف آلام الشقيقة، حتى أنّ تأثيرها فاق بعض الأدوية نفعاً. فكيف تؤثّر الكيتونات التي يُنتجها الجسم أثناء حمية الكيتو على تخفيف حدّة أعراض الشقيقة؟ 

ما هو مرض الشقيقة؟

تعدّ الشقيقة أحد أنواع الصداع الذي يسبّب آلاماً مُبرِّحة في الرأس تتفاوت شدّتها من شخصٍ لآخر، مع حدوث نوبات ألم متكرّرة، ما يوهِن المريض ويُعيقه عن ممارسة أنشطته اليومية المعتادة، فأثناء نوبة الشقيقة، تنقبض الشرايين الصدغية في الرأس ثم تتوسّع فجأة، ما يسبب آلاماً حادةً في الرأس، ويترافق ذلك غالباً مع الغثيان والقيء والحساسية للضوء.

تأثير الكيتونات على الشقيقة

لمعرفة تأثير حمية الكيتو على الشقيقة، يجب أولاً فهم ما يطرأ على الجسم من تغيّرات عندما يدخل في الحالة الكيتوزية. فعندما يصل الجسم إلى هذه الحالة الأيضية، ترتفع نسبة الكيتونات في الدم فوق المعدل الطبيعي، ما يساعد على زيادة حرقها في الجسم، والكيتونات هي مواد كيميائية ينتجها الجسم عندما تنخفض مستويات الإنسولين في الدم، فيتحوّل الجسم إلى حرق الدهون بدلاً من الغلوكوز المستمَد من الكربوهيدرات لإنتاج الطاقة اللازمة، وبهذا تعدّ الكيتونات مسؤولة عن حرق الدهون وإنتاج الطاقة التي يحتاجها الجسم.

وللكيتونات تأثيرٌ مذهلٌ على الدماغ، فقد أظهرت دراسةٌ تم إجراؤها عام 1930 أن 28٪ من مرضى الشقيقة أفادوا بتلاشي الأعراض بعد اتباعهم حمية الكيتو. فيما أبلغ 25٪ من المرضى عن انخفاضٍ في معدل النوبات التي تصيبهم بعد التزامهم بحمية الكيتو.

الأسباب المحتملة للشقيقة

رغم كثرة الأبحاث التي أجريت للوقوف على أسباب الشقيقة، إلا أن أسباب الإصابة بهذا المرض ماتزال مجهولةً إلى حدٍّ ما. لكن تشير الدلائل الحديثة إلى أن الشقيقة قد تنجم عن نقص النشاط الدماغي، فلا يحصل جزءٌ من الدماغ على الطاقة اللازمة له، وقد يرتبط هذا أيضاً بمقاومة الأنسولين، والذي قد يكون أحد الأسباب التي تجعل الكيتونات فعّالة، إذ توفّر الكيتونات وقوداً بديلاً للدماغ.

أما العامل الآخر الذي قد يسهِم في الإصابة بالشقيقة فهو فرط الإجهاد التأكسدي مقارنةً بكمية مضادات الأكسدة الطبيعية الموجودة في الجسم. وقد تعمل الكيتونات بمثابة مضاداتٍ للأكسدة. إذ لا تقتصر فائدة الكيتونات على الحدّ من ضرر الجذور الحرة فحسب، بل إنها قد تعمل أيضاً كمضاد للالتهابات.

النشاط الدماغي

فوائد الكيتونات للدماغ

يفضّل الدماغ وقود الكيتونات على وقود الغلوكوز لأسباب عديدة. ومن الفوائد المحتملة للكيتونات للدماغ:

 1- تحسين الحالة المزاجية

 فدخول الجسم في الحالة الكيتوزية يساعد على زيادة إنتاج الناقل العصبي في المخ GABA ، ويعمل هذا الناقل العصبي على زيادة الشعور بالراحة والحدّ من الشعور بالقلق والتوتر.

الحالة المزاجية

2- تحسين الوظيفة المعرفية

وذلك كتعزيز الذاكرة والقدرة على التركيز والتفكير المنطقي.

التركيز

3- تقليل نوبات الصرع

أشارت بعض الدراسات إلى وجود علاقةٍ وثيقةٍ بين زيادة نسبة الكيتونات في الدم وتقليل نوبات الصرع.

4- تعزيز وظيفة الميتوكوندريا (المتقدّرة)

تعمل الكيتونات على تعزيز مصانع الطاقة (الميتوكوندريا) في خلايا المخ، ما يعزّز من مستويات الطاقة في خلايا المخ.

5- تقليل الإجهاد التأكسدي

أثبتت بعض الدراسات أن اتباع حمية الكيتو قد يقلّل من الإجهاد التأكسدي والالتهابات في المخ. وقد وجد الباحثون أن انخفاض مستوى الالتهابات إلى جانب زيادة الكيتونات التي يتم استخدامها كوقود للدماغ بدلاً من الغلوكوز قد يسهم في تحسين وظائف المخ ، ولهذا قد يكون اتباع حمية الكيتو مفيداً جداً لمرضى الشقيقة، كما قد يكون من المفيد استخدام زيوت MCT والكيتونات الخارجية للمساعدة في تعزيز نسبة الكيتونات في الجسم.  

كيفية إمداد الدماغ بالكيتونات

يمكن إمداد الدماغ بالكيتونات من خلال اتباع حمية الكيتو منخفضة الكربوهيدرات، إضافةً إلى الصيام المتقطّع، وذلك من خلال الامتناع عن تناول الوجبات الخفيفة طوال اليوم والاكتفاء بوجبتَين رئيسيتين.

شاهد القيديو من هنا: هكذا تجعل جسمك ينتج الكيتونات لتحسين المزاج والتخلص من الصداع والشقيقة

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد