سنتحدث اليوم عن الإسهال الناتج عن الأحماض الصفراوية ، فالعصارة قد تسبب الإسهال كأحد تأثيراتها الجانبية لأن العصارة تثبط إعادة امتصاص الماء ، لذا فإن فرط العصارة قد يؤدي إلى الإسهال وينبغي الابتعاد عن تناول الأملاح الصفراوية بما في ذلك التركيبة الخاصة بالعصارة عند الإصابة بالإسهال، لأن ذلك يفاقم المشكلة. عند استئصال المرارة تمتد إحدى القنوات من الكبد إلى الأمعاء الدقيقة نظراً لعدم وجود المرارة الذي يترتب عليه تراجع في تنظيم كمية العصارة التي تصل إلى الأمعاء الدقيقة ، لأن المرارة تختزن العصارة في الحالة الطبيعية وعند تناول الطعام، تنقبض وتدفع بالعصارة إلى الأمعاء الدقيقة ولكن بعد استئصالها، تقوم إحدى القنوات بتلك المهمة، وتكون كبيرة جداً وتصرّف الكثير من العصارة ويترتب على ذلك الكثير من المضاعفات وفي هذه الحالة، قد يصف الطبيب إحدى الأدوية التي توقف ذلك وهذا يؤدي إلى نقص العصارة.
وظيفة العصارة الصفراوية
إن الدور الرئيسي للعصارة الصفراوية هو المساعدة في هضم وتكسير الدهون . بعد تناول الطعام ترسل الهرمونات إشارات إلى المرارة لتفرز العصارة الصفراوية. فتنتقل العصارة عبر الممرات الصفراوية وصولًا إلى الاثنى عشر في الأمعاء الدقيقة وهناك تعمل على المساعدة في هضم الدهون.
تساعد العصارة الصفراوية أيضًا في امتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون وهي: فيتامين A، فيتامين K، وفيتامين D، وتلعب دورًا أساسيًا في تخليص الجسم من السموم وطرحها في البراز.
أسباب أخرى للإسهال الناتج عن العصارة :
فالكبد تنتج العصارة وتُدعى أحماض الصفراء الأولية كما تنتج الأمعاء أيضاً الأملاح الصفراوية إلا أن المفترض بالعصارة التي تمنح
الجسم فعالية عالية ، هو إعادة تدوير 97% من العصارة التي تمر بالأمعاء الدقيقة التي تعمل كمسحوق مطهر وتقضي على الميكروبات ، فالمفروض أن وجود البكتيريا يكون في الأمعاء الغليظة وليس الدقيقة وهكذا تقضي العصارة على الميكروبات الموجودة في طريقها ليُعاد امتصاصها في الجزء الأخير ويُدعى اللفائفي وهو آخر أجزاء الأمعاء الدقيقة.
عند وجود ضرر في ذلك الجزء من الأمعاء أو عند التهاب اللفائفي ، أو عند وجود التهاب في ذلك المكان يتعذر إعادة امتصاص العصارة وهذا يعني أن نسبة العصارة هنا ستكون أكثر من الحاجة وهو ما قد يتسبب بالإسهال ، وحدوث ذلك هو مؤشر على متلازمة القولون العصبي أو (SIBO)، ويعني فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة وذلك لعجز العصارة عن القضاء على الميكروبات الموجودة في الأمعاء الدقيقة ، وهذا يعني استقرار الميكروبات في الأمعاء الدقيقة ونموها واستحواذها على غذاء الجسم ، يؤدي ذلك إلى الشعور بالانتفاخ بعد تناول الطعام.
أحد الأمور التي يمكن فعلها هو فحص عينة براز للكشف عن المشكلة ، فمن خلال تحليل البراز يمكن الكشف عن كمية العصارة الموجودة وغير ذلك من الأمور.
أحد الأمور التي يمكن أن تخفف من الإسهال
تناول الألياف فالألياف تتحد مع العصارة وتخفف من المشكلة ، وينصح بشدة باتباع حمية فودماب وتشمل التقليل من الجزر والفاصولياء الخضراء والطماطم والكوسة والسبانخ والفجل والكرنب الأجعد والملفوف لأن بعض الأطعمة الغنية بالفودماب: وهي أحد أنواع الكربوهيدرات التي تفاقم مشكلة الانتفاخ وتُعد خياراً سيئاً. ينبغي أيضاً الابتعاد عن الدهون لأنها تحفز إنتاج العصارة .
إقرأ أيضا : ٦ أسباب تجعلنا نتناول الكمون كل يوم!
ما هي حمية الفودماب؟
تركز على التقليل من مجموعة الكربوهيدرات والسكريات قصيرة السلسلة والتي تعد قابلة لأن يتم تخميرها في الأمعاء بواسطة البكتيريا، وقد أثبتت العديد من التجارب والأبحاث مدى نجاعتها في التقليل من أعراض القولون العصبي من نفخة وغازات والإسهال، والإمساك.
حمية قليلة الفودماب (Low FODMAP Diet) وتعني أحرفها الاتي:
- F: قابل للتخمر.
- O: سكر متعدد.
- D: سكر ثنائي.
- M: سكر أحادي.
- A: و
- P: بوليول مثل: السكريات الكحولية السوربيتول والزيليتول.
أي أنه في هذه الحمية يتم تقليل أو تقييد نسبة عدد من السكريات والتي تشمل:
- الفركتوز.
- اللاكتوز.
- الفركتانز (Fructans).
- جلاكتانز (Galactans).
- البوليولات (Polyols).
وهي حمية قد تكون صعبة التطبيق دون اللجوء إلى المختصين والخبراء لفهمها، إذ أنها تعمل على تقييد بعض أنواع الكربوهيدرات والسكريات، وهي بحاجة إلى متابعة المختص باستمرار لإجراء التعديلات عليها كل فترة وفترة وللتأكد من مدى نجاحها، وتجنب حصول أي نوع نقص في أحد العناصر الغذائية، وضمان التغذية السليمة والمتوازنة.
وهذه بعض النصائح لمشكلة الإسهال الناتج عن العصارة الذي قد يمثل مشكلة خطيرة .