هل يقي زيت كبد الحوت من الإصابة بفيروس كورونا؟

واظب سكان شمال أوروبا منذ قرونٍ عديدةٍ على تناول زيت كبد الحوت لتعزيز مناعتهم وتقوية أجسامهم. واستخدموه بمثابة علاجٍ طبيعيٍ للروماتيزم وآلام المفاصل وتيبس العضلات. وكان مصدرهم الرئيسي لزيت كبد الحوت هو تناول كبد سمك القد الأطلسي. ورغم أن مذاقه لا يروق كثيراً من الناس. إلا أن السكان التقليديين آثروا تناوله، لإيمانهم بأن المنافع التي يعود بها زيت كبد الحوت على الصحة تستحق العناء. وقد بدأ باحثون نرويجيون مؤخرّاً في دراسة خصائص زيت كبد الحوت، ومدى قدرته على المساعدة في مكافحة فيروس كورونا. فما فوائد زيت كبد الحوت؟ وهل يقي فعلاً من كوفيد-19؟

ما هو زيت كبد الحوت؟

زيت كبد الحوت، أو زيت كبد سمك القد، هو زيتٌ مستخلصٌ من كبد سمك القد الأطلسي. وقد اشتهر بخصائصه العلاجية المتعددة، لاحتوائه على أحماض دهنية وفيتامينات هامة. ويكمن الفرق بينه وبين زيت السمك أنه يتم استخلاصه من كبد سمكة القد وليس من أنسجتها. على عكس زيوت الأسماك الأخرى التي يتم استخراجها من أنسجة الأسماك الزيتية كالسلمون والتونة والماكريل والرنجة.

ورغم أن زيت كبد سمك القد يحتوي على كمياتٍ أقل من أحماض أوميغا 3 الدهنية بالمقارنة مع زيوت الأسماك العادية، إلا أن ما يميزه هو أنه يحتوي على كمياتٍ أكبر من فيتاميني A وD.

زيت كبد الحوت

أبحاث النرويج عن تأثير زيت كبد الحوت على كورونا

هناك تجربةٌ سريريةٌ هائلةٌ يتم العمل عليها حالياً في النرويج، وتشمل 70 ألف شخص. لإثبات فعالية زيت كبد الحوت في الوقاية من فيروس كورونا. وقد بنى الباحثون هذه الدراسة على دراسةٍ سابقةٍ أظهرت بعض النتائج المثيرة للاهتمام، إذ أشارت إلى أن زيت كبد الحوت ربما يكون قد قلل من عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا، وقلل من شدّة المضاعفات الناجمة عنه.

إلا أن هذه البيانات كلها ما تزال قيد الدراسة، ولم يثبت بعد ما إذا كان زيت كبد الحوت يمثّل علاجاً لفيروس كورونا أو يحول دون الإصابة به.

فيروس كورونا

ومن المثير للاهتمام أن معدل الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في النرويج لا يتعدّى 0.9%، أي أقل بمقدار 2-3 مرات من المعدل الوسطي للدول التي تعاني من تفشّي الجائحة. إذ تبلغ الكثافة السكانية في النرويج 5.5 مليون نسمة، ويبلغ عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا 50 ألف، ولا يتجاوز عدد حالات الوفاة من بينها 436 حالة.

ومن الجدير بالذكر أن معدل الكثافة في النرويج يقارب نظيره في ولايتي كولورادو ومينيسوتا في الولايات المتحدة، ومع ذلك، نجد أن معدل الإصابات في النرويج أقل بـ 7 مرات مما هو عليه في كولورادو، كما أن معدل الوفيات أقل بـ 10 مرات مقارنةً بكولورادو، أما بمقارنة النرويج بمينيسوتا، فإن معدل الإصابات في النرويج أقل بـ 10 مرات، ومعدل الوفيات أقل بـ 12 مرة.

وقد يكون أحد أهم العوامل المساهمة في قلة الإصابات في النرويج هو مداومتهم على تناول كمياتٍ كبيرةٍ من زيت كبد سمك الحوت والسمك الدهني، ولدى فنلندا أيضاً إحصائيات مماثلة تقريباً لإصابات كوفيد-19، فهم يستهلكون كذلك زيت كبد الحوت والسمك الدهني بكثرة.

ما الذي يجعل زيت كبد الحوت بهذه الفعالية؟

ماهي فوائد زيت كبد الحوت؟

يحتوي زيت كبد الحوت على العديد من العناصر التي تُسهِم في تعزيز الجهاز المناعي وهي:

الجهاز المناعي

• أحماض أوميغا 3 الدهنية

يُعدّ زيت كبد الحوت غنياً بأحماض أوميغا 3 الدهنية التي تحدّ بشكلٍ كبيرٍ من الالتهاب، ولا سيما الناتج عن العدوى الفيروسية.

• فيتامين E

يمتاز زيت كبد الحوت بغناه بفيتامين E الذي يعدّ عامل حمايةٍ كبيرٍ على المستوى الخلوي، ولا سيما لدى انتشار الالتهاب الناتج عن الإصابة بالعدوى.

• فيتامين A

يحتوي زيت كبد الحوت على فيتامين A اللازم لإنتاج كريات الدم البيضاء. ويؤدي هذا الفيتامين دوراً مهماً في الحفاظ على الطبقة المخاطية في الجيوب والحلق والرئتين، وحتى الأمعاء.

ويؤدي نقص فيتامين A إلى جعل الجسم أكثر عرضةً للإصابة بالعدوى الفيروسية، فهو يعمل بمثابة حاجز ضد الفيروسات والبكتريا.

• فيتامين D

يحول فيتامين D دون فرط الاستجابة المناعية، كما في العاصفة الالتهابية (سايتوكين)، وبذلك فإنه يحدّ من الالتهاب إلى حدٍّ كبيرٍ. ويعدّ الالتهاب عاملاً قوياً في تفاقم العدوى والإصابة بمضاعفات فيروس كورونا. ويعمل فيتامين D على تعزيز قدرة الخلايا البالعة الكبيرة على إنتاج أسلحة مضادة للفيروسات.

وكل هذه الفيتامينات لها أثر كبير في تعزيز الجهاز المناعي ووقاية الجسم من الأمراض والعدوى. ولهذا فعلى الرغم من أن نتائج الأبحاث لم تُثبت بعد فعالية زيت كبد الحوت في الوقاية من كوفيد-19. إلا أن إضافة السمك الدهني أو زيت كبد سمك الحوت إلى النظام الغذائي قد يكون أمراً جيداً.

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد