هل يمكن البقاء على قيد الحياة بدون كبد؟

يمكن للإنسان البقاء على قيد الحياة مع فقدان بعض الأعضاء الحيوية في الجسم أو أجزاء منها. فقد يولد البعض بكليةٍ واحدةٍ، أو يعيش بواحدةٍ فقط بعد التبرّع بالأخرى. وقد تُضطر كثيرٌ من النساء إلى استئصال الرحم، ولا يؤثّر ذلك على حياتهنّ. حتّى أن الدماغ رغم أهميته البالغة، إلا أنه بإمكاننا العيش بنصفه، مع أن ذلك يفقدنا الفائدة الوظيفية للعين واليد الموجودة في الجهة المُستأصل منها. لكن ماذا عن الكبد؟ هل يمكن للإنسان الاستغناء عن الكبد؟ وكم من الكبد يحتاج الجسم ليعمل بكفاءة ولنضمن قدرته على أداء وظائفه الطبيعية؟ وهل يمكن العيش بدون كبد؟

الكبد

هل يحتاج الإنسان إلى كبدٍ كاملةٍ للبقاء؟

قد يبدو ذلك غريباً، لكن في الواقع لا يحتاج الجسم سوى 25% من الكبد. فالكبد تُعدّ عضواً نشطاً وقوّياً للغاية، وتشكّل 75% منها نسبةً احتياطيّةً، وبإمكاننا البقاء بدون هذه النسبة إذا ما دعت الحاجة لذلك، رغم أنّ ذلك بالطبع لا يعد الحالة المثلى.

وبهذا فإننا في الواقع لسنا بحاجةٍ لكامل الكبد كي نضمن قيامها بوظائفها الطبيعية. وهل يمكن العيش بدون كبد؟

ما هي الكبد؟

الكبد هي أكبر الأعضاء الداخلية في جسم الإنسان. وتزن الكبد الطبيعية لدى البالغين حوالي 1.2 إلى 1.5 كغ، وتقع تحت الجانب الأيمن من الحجاب الحاجز وتحت القفص الأيمن السفلي. وتؤدي الكبد وظائف الغدد الصماء والغدد القنويّة.

كما تُعدّ الكبد من أكثر أعضاء الجسم حساسيةً ودقةً من حيث الوظيفة، ولذلك ينبغي الحرص على حماية الكبد من أي إصابات خطيرة قد تضرّ بها.

وتؤدي الكبد دوراً مهماً في هضم الطعام وتحويله إلى طاقة يتم تخزينها في الجسم، كما أنها تساعد في تصفية المواد السّامة من الدم. وعندما لا تعمل الكبد بفعالية بسبب الإصابة بأمراض الكبد، فقد يكون لذلك آثار صحية خطيرة على أعضاء أخرى في الجسم.

هل يمكن للإنسان أن يأكل ما يشاء؟

قد يظن البعض أحياناً أن بوسعهم تناول ما يشاءون لعدم ضرورة وجود الكبد كاملةً للبقاء على قيد الحياة، وأنّ بإمكانهم التمتّع بتناول شتّى أصناف الطعام.

إلّا أنّ تجاوز الحدود المسموحة في تناول الطعام وتجاهل كل المحاذير قد يستدعي الحاجة إلى زراعة كبد أو الخضوع لعملية زراعة الكبد من متبرّعٍ حيٍّ. وكلا الخيارَين يرافقهما العديد من العقبات والآثار الجانبية المحتملة.

ففي الحالة الأولى، على المريض مواجهة قائمة انتظار طويلة عليه تخطّيها، وهذا يستغرق وقتاً طويلاً. أما في الحالة الثانية فيتطلّب الأمر إقناع أحد الأصدقاء أو أفراد العائلة بالتبرّع بجزء من الكبد أو نصفها، وبذلك يصبح بالإمكان زراعة جزء من الكبد، ويتعيّن على الباقي أن ينمو داخل الجسم.

إلا أن هناك بعض المشكلات في حال اختيار زراعة الكبد من متبرّعٍ حيٍّ. إذ أنّ عليكم أولاً إيجاد ذلك الصديق أو القريب الذي يتمتّع بنفس زمرة الدم ويوافق على التبرّع بجزءٍ من الكبد.

أما المشكلة الثانية التي قد تواجهكم فتتمثّل في أنكم قد تُضطرون لتناول أدوية مضادّة لرفض العضو (الكبد). وقد تتطوّر الأجسام المضادة في الجسم لتهاجم الكبد المزروعة. وقد تشمل تلك الأدوية الستيرويدات التي تنطوي على آثار جانبية.

وما يدعو للذهول أنه بعد الخضوع للجراحة وتخطّي تلك الآثار الجانبية، يمكن للكبد أن تتجدّد في وقتٍ قياسيٍّ. وتستغرق عملية تجدّد الكبد برمّتها أسبوعين أو أربعة.

وبهذا فإنّ الكبد هي الوحيدة من بين الأعضاء الحشويّة التي يمكنها أن تجدّد نفسها تلقائياً، وبوسعها التجدّد فور تعرّضها لأيّ انتكاس. لذلك هل يمكن العيش بدون كبد؟

نصائح للحفاظ على وظائف الكبد

تُعد الكبد العضو المسؤول عن ضبط مستويات هرموني الكورتيزول (هرمون التوتر) والإستروجين، كما أنّها تؤدّي دوراً مهمّاً في إزالة السموم من الجسم. ولهذا فإنّ سلامة الكبد أمرٌ ضروريٌّ جداً. لذا ينبغي الحرص على المحافظة على صحة الكبد وقيامها بوظائفها على أتمّ وجه.

وللمساعدة في الحفاظ على وظائف الكبد، يجب اتباع بعض النصائح التي تشمل:

– تجنّب كل ما من شأنه أن يؤدي إلى تضرّر الكبد

 وتحتلّ الكحول والأطعمة الضارّة والسكريات رأس تلك القائمة.

– اعتماد خطة غذائية جديدة

وهذا يعني اتباع حمية الكيتو الصحيّة، فالكبد تحتاج إلى الأطعمة الغنيّة بالدهون والبروتين لضمان قيامها بإزالة السموم من الجسم. فينبغي تخفيض الكربوهيدرات والإكثار من الخضار وبالأخصّ الخضار الكرنبية.

حمية الكيتو

اتباع الصيام المتقطع

فالصيام المتقطّع يفرض على الجسم أن يستنزف مخزونه من الغلوكوز ويتغذّى على الدهون. فهو بذلك يساعد على سحب الدهون من الجسم، وبالتالي يتخلّص من دهون الكبد.

كما أنّ الصيام المتقطع ضروريٌّ لتقليل الالتهاب وتحفيز الخلايا الجذعيّة التي تعمل على تجديد أنسجة الكبد.

الصيام المتقطع

تناول العناصر الغذائيّة الأساسيّة

يجب الحرص على تناول ما يصل إلى 20 ألف وحدة دولية يومياً من فيتامين D، وذلك للحدّ من الالتهابات.

 كما أن مركب توكوترينول مهمٌّ جداً، وهو نوعٌ من أنواع فيتامين E، فهو يساعد على منع تليّف الكبد وتندّبها. بالإضافة إلى تناول أملاح الصفراء والبروبيوتيك.

شاهد الفيديو من هنا : https://youtu.be/Hrvzbvz0o8Y

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد