سنتحدث عن السرطان والكيتونات ونلقي الضوء على بعض النقاط الهامة جداً ، ونظراً للجدل القائم حول فعالية حمية الكيتو وهل هي ضارة أم نافعة لمرض السرطان وفيما إذا كانت حمية الكيتو هي الحمية المثلى فور الإصابة بالسرطان ، فإن حمية الكيتو الصحية والصيام المتقطع والصيام الدوري المطوّل يمكن أن يقي من السرطان، وهي الحمية التي من شأنها أن تمنع الإصابة به فما أهمية هذا الكلام؟ لأن سبب السرطان فعلياً هو تضرر الميتوكوندريا (المتقدرة) ولا شيء أكثر ضرراً على الميتوكوندريا من المتلازمة الأيضية وارتفاع الإنسولين وكثرة السكريات في النظام الغذائي ، لأن ذلك يسبب ضرراً جسيماً على الميتوكوندريا
ولهذا فإن حمية الكيتو الصحية والصيام المتقطع هو الحل للوقاية من السرطان ولكن ما هي الحمية المثلى التي ينبغي
الالتزام بها في حال تمت الإصابة بالسرطان؟ يستلزم ذلك نظاماً مختلفاً.
الكيتونات
الكيتونات هي مواد كيميائيّة يفرزها الكبد في جسم الإنسان، ويتمّ إفرازها كمصدر بديل لإنتاج الطاقة، فعند نقص كميّة الإنسولين اللازم لتحويل الجلوكوز إلى طاقة في الجسم، يقوم الكبد بتحويل الدهون إلى كيتونات تستخدمها خلايا وأنسجة الجسم المختلفة للتزّود بالطاقة. تمتلك الكيتونات خصائص هامّة ، إذ توجد في العديد من السكريات ، كما تستخدم في مركبات المواد الطبية بما فيها هرمونات الستيرويد سواء أكانت الطبيعيّة أم الصناعيّة، كما يوجد في جزيئات الكورتيزون ذي الخصائص المضادة للالتهاب، والذي يتكوّن بشكل أساس من ثلاث مجموعات من الكيتونات.
ثمة نوعان للكيتونات:
- الكيتونات التي ينتجها الجسم عند اتباع حمية قليلة الكربوهيدرات.
- الكيتونات التي يتم إنتاجها أثناء الصيام.
وفقاً لعمليتين مختلفتين هناك دليل قوي يثبت بأن الخلايا السرطانية يمكن أن تتغذى أيضاً على الكيتونات ولكن عند تولّد الكيتونات بفعل الصيام يحدث أمرٌ آخر ألا وهو الخصائص الهائلة المضادة للسرطان والأثر الداعم من الجهاز المناعي ومن حدوث بعض الأمور المتعلقة بالجينات التي تحارب السرطان بشدة ولهذا فإن الكيتونات التي تتولد بفعل الصيام ليست هي التي تُغذي السرطان كحال الكيتونات التي تتولد بفعل اتباع حمية قليلة الكربوهيدرات.
كما يؤمن الصيام بعض الحماية للخلايا السليمة من العلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة في حال وصلتم إلى تلك المرحلة، ولهذا فإن الكيتونات التي تتولد بفعل الصيام تمنح الجسم حماية إضافية وما يثير الاهتمام بشأن ذلك هو أن تلك الحماية لا تشمل الخلايا السرطانية ، وهذا إحدى فوائده العظيمة.
تحسن تلك الكيتونات المتولدة بفعل الصيام الأثر الناتج عن العلاج بالأشعة وفقاً لبعض المعطيات الهامّة .
على فرض أن أحداً ما أُصيب بالسرطان فما هي الحمية التي يجب أن يتبعها؟
ما يزال هذا الأمر موضع بحث وما تزال هناك معطيات كثيرة نجري حالياً بحثاً هاماً جداً وهي إحدى التجارب السريرية وتشمل عدة تجارب سريرية يتم إجراؤها بطريقة استراتيجية من قبل بعض العلماء رفيعي المستوى الذي يتمتعون بقدر كبير من المهارة في هذا المجال ، في محاولة للتوصل إلى نظام غير مشتمل على قدر كبير من الصيام.
إلا أن ما نعرفه بالتأكيد حتى الآن هو كون الصيام السلاح الأكثر فعالية ضد السرطان .ولكن ماذا عندما يكون المريض شديد النحول؟ هذه مشكلة، لأن الخطة الغذائية لمرضى السرطان يجب أن تكون قليلة الكربوهيدرات وقليلة البروتين وقليلة الدهون ، كما يجب أن تكون غنية بالمغذيات النباتية وذلك مثل كثير من الخضار الغنية بالمغذيات ولهذا قد يكون النحول مشكلة لقلة الحريرات المسموحة في الحمية.
فالهدف ليس التقليل من الحريرات وإنما تجويع الخلايا السرطانية ومنع وصول مصادر الوقود التي تعتمد عليها هذه الخلايا السرطانية. كما أن اتباع الصيام يقلل من كمية الطعام التي يتناولها المريض أكثر فأكثر .وهذا يضعنا أمام مشكلة أخرى يجب أن نحلها.
إن أكثر ما يميز المغذيات النباتية الموجودة في الخضار هو مفعولها الانتقائي . بمعنى أن كثيراً من المغذيات النباتية التي تحويها الخضار هي عناصر مضادة للسرطان . فهي تحفز الاستماتة وهو قضاء الخلية على نفسها (الخلية السرطانية فقط!). فالخلايا السليمة لا تقضي على نفسها عند تناول المغذيات النباتية الموجودة في الخضار الورقية بالإضافة إلى عامل آخر وهو الجهاز المناعي فمشكلة العلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة هي أنهما يقضيان على الجهاز المناعي . في حين أن من أهم الإجراءات الوقائية للاحتراز من السرطان هو تعزيز صحة الجهاز المناعي بقوة الذي يتطلب بعض الوقت كي يتطور وينمو من خلال تناول الأطعمة عالية القيمة الغذائية. ويستلزم ذلك :
- قضاء سنوات في تعزيز جودة النوم .
- والحفاظ على المخزون الغذائي في الخلايا.
- وتناول الأطعمة الغنية بالمغذيات.