الامساك ليس مجرد مشكلة نقص الياف | الحل الشامل للإمساك

هناك الكثير من الأشخاص وخصوصاً في المجال الطبي يتعاملون مع الإمساك كعرَض بدون النظر إلى المشكلة الكاملة، وقد يحصرون سببها في نقص الألياف فينصحون المريض بالإكثار منها كمكمّل الميتاموسيل المليّن أو غيره. فالألياف تهيج القولون وتساعده على إخراج الفضلات بالإضافة إلى فوائد الألياف في ترطيب الأمعاء ولهذا ينصحونكم بها وحسب . في حين قد تُعزى مشكلة الإمساك إلى وجود خلل في أي جزء من السبيل الهضمي كنقص أحماض المعدة لأن هذه الأحماض تساعد على تفكيك البروتين الذي يؤدي عدم تفككه إلى عدم اكتمال هضمه .

الإمساك

البنكرياس

وكذلك البنكرياس الذي يساهم في إنتاج الإنزيمات التي تؤدي مهامها في الأمعاء الدقيقة. وهي عبارة عن أنبوبة بطول 6 أمتار تقريباً وتحوي الزغابات التي تنتج الإنزيمات ولكن البنكرياس أيضاً يفرز الإنزيمات في الأمعاء الدقيقة حيث يحدث 90% من عملية الهضم
أما عدم اكتمال هذه العملية كما يجب ، فيؤدي إلى خلل في هضم بعض الأطعمة كالكربوهيدرات والدهون والبروتين ويؤدي بالتالي إلى الإمساك.

البنكرياس

الكبد

أما الكبد فتنتج الأملاح الصفراوية التي تتخزن في المرارة ويتم إفرازها في الأمعاء الدقيقة . تعد الأملاح الصفراوية بمثابة المسحوق المطهّر الذي يساعد على تفكيك الدهون إلى حد ما وبعدها تتفكك بشكل تام بفعل الإنزيمات الموجودة في البنكرياس ، تساهم العصارة في تليين القولون وترطيبه ولهذا فإن نقص العصارة يتسبب في حدوث الإمساك بسهولة في حين أن فرط العصارة
يسبب الإسهال ولهذا يجب توفر العصارة بالنسبة الصحيحة وليس أكثر من ذلك أو أقل بعد هضم الطعام، بفعل الأحماض والإنزيمات والعصارة ، ينتهي به المطاف في الأمعاء الغليظة (القولون) حيث تقوم الميكروبات الحميدة أي البكتيريا والخمائر الحميدة بالخطوات الأخيرة لعملية الهضم ، إذ أنها تقوم بتفكيك العناصر التي لم يتمكن الجسم من هضمها كالألياف .

الكبد

وتساعد على إعادة امتصاص الماء أيضاً . ولهذا قد يعزى سبب الإمساك إلى نقص أحماض المعدة والأملاح الصفراوية والإنزيمات أو إلى حاجة الجسم إلى المزيد من البروبيوتيك.

الإمساك

يعاني 16% من الأمريكيين من الإمساك ،ويعاني منه 30% من الأمريكيين ممن تجاوزوا سن 60 . ولهذا يعد إحدى المشكلات الكبيرة كما يجب أن نأخذ بالحسبان كامل عملية الهضم إذا كنتم تعانون من الإمساك عوضاً عن الاكتفاء بزيادة نسبة الألياف وحسب.

إن التوصّل إلى سبب الإمساك ممكن وكذلك إلى الحل إذا ما حاولنا العودة إلى بداية حصوله فتطور المشكلة بعد تناول المضادات الحيوية . يعني أن الجسم بحاجة إلى المزيد من البروبيوتيك (البكتيريا الحميدة) . و عند تناول المضادات الحيوية يجب تناول البروبيوتيك تلقائياً بالتزامن مع ذلك ولا تنتظروا حتى تناول كامل جرعة المضاد الحيوي بل يجب تناولهما معاً.

أما عند حدوث الإمساك الذي يبدأ بعد تناول مضادات الحموضة . فكلما عليكم هو تعويض ذلك الحمض من خلال تناول بيتين هيدروكلوريد.

أما عند تناول الأدوية التي يكون الإمساك أحد آثارها الجانبية ينبغي عندها استشارة الطبيب حول دواء مشابه لا ينطوي على نفس الآثار الجانبية.

فيما يتعلق بالأشخاص الذين كانوا مداومين سابقاً على الإكثار من الأطعمة المعالجة ، ويمتنعون عن تناول الأطعمة غير المعالجة
التي تحوي الإنزيمات يجب عليهم أن يباشروا تناول الأطعمة غير الخاضعة للمعالجة كالخضار النيئة ، عندما لا يعلم نقطة زمنية محددة لبداية الإمساك. ولكن كل مافي الأمر أنكم لا تحبون تناول الخضار ولا تكثرون منها ومن المعلوم أن الفرد الأمريكي العادي لا يتناول إلا 1.5 كوب من الخضار يومياً.

يجب أن تعوا ضرورة الألياف كغذاء للميكروبات في أجسامنا كما أننا بحاجة إلى البوتاسيوم والمغنيسيوم التي تحويه الخضار لتعزيز الحركة التمعجية في القولون . إن توفر البوتاسيوم والمغنيسيوم يساعد على تعزيز حركة الأمعاء كما يجب وكثيراً ما يفضل الكثيرون تناول الملح الانكليزي على تناول الخضار التي تعمل كمليّن للأمعاء وتسبب الإسهال . كما تؤثر كثرة الكربوهيدرات على فعالية الجهاز العصبي الذي يتحكم بكامل عملية الهضم ويدعى الجهاز العصبي المعوي وهو جزء من الجهاز العصبي الذاتي. وفي هذه الحالة قد يحتاج المريض لتناول البنفوتيامين وهو أحد فيتامينات B التي تساعد على حل هذه المشكلة.

الجهاز العصبي المعوي

السبيل الهضمي

يؤدي تناول الطعام بكثرة إلى تراكم الطعام في السبيل الهضمي. فيعيق الجسم عن إتمام عملية الهضم كما يجب. إن معالَجة الطعام بشكل تام عبر جميع أجزاء السبيل الهضمي تتطلب 36 ساعة. ولهذا فإن تناول الطعام بشكل متكرر طوال الوقت لا يدع أي مجال للجهاز الهضمي لإتمام وظيفته.

أود التحدث عن إحدى النقاط أيضاً. وهي التوتر الذي يحفّز آلية الكر والفر التي تثبط الجهاز العصبي المسؤول عن الهضم وهو الجهاز العصبي اللاودي. ولهذا في كثير من الأحيان قد لا يكون هناك ضرورة لتغيير النظام الغذائي .وكل ما يلزمكم هو الاسترخاء التام وتعزيز الجهاز العصبي اللاودي . فالحد من التوتر يساعد على تحسين الهضم بشكل كبير.

بعض النصائح الأخرى:

تناول الأطعمة المخمّرة والإكثار من الخضار والدهون. لأن ذلك يحفز إنتاج العصارة لأن اتباع حمية قليلة الدهون قد يكون سبباً في نقص العصارة أما قلة العصارة .فيمكن أن تكون سبباً في الجفاف وحدوث الإمساك ، والتقليل من الكربوهيدرات
كما ذكرت سابقاً ، واتباع الصيام المتقطع الذي يعد غايةً في الأهمية.

الامساك ليس مجرد مشكلة نقص الياف | الحل الشامل للإمساك

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد