دواء مجاني يخلصنا من الخوف ونوبات الهلع!

ههل تساءلت يوماً عن سبب شعورك بالارتياح والسعادة وتحسّن المزاج بعد تناول صنف معين من أصناف الطعام كالشكولاتة مثلاً، أو بعد ممارسة نوع معين من أنواع الرياضة، كيف يمكن لبعض الأمور أن تساعدنا على التخفيف من التوتر والخوف؟ كيف يمكن لتغيير نظامنا الغذائي أن يساعدنا في التخلص من بعض مشكلاتنا النفسية المزمنة؟

و السؤال الأهم هل يمكن للصيام كنظام غذائي مقنن أن يخلصنا من بعض الاضطرابات النفسية كالخوف و القلق واضطراب الشدة ما بعد الصدمة و نوبات الهلع؟   

يعد الخوف من أقدم المشاعر الإنسانية التي خبرها الإنسان عبر تاريخ البشرية، يهدف الخوف بالدرجة الأولى إلى حماية الكائن الحي من الأخطار المختلفة، فبكاء الرضيع لدى رؤية وجوه الغرباء يكون بدافع الخوف من فقدان الوجوه المألوفة التي تؤمن له أسباب الحياة الآمنة والمستقرة. كذلك فإن رؤية كلب مسعور في الشارع يثير الذعر في نفوسنا بسبب ما قد يلحقه بنا من حوف وأذى.

الخوف

كما أن الخوف من الأمور التي لا تورث بالفطرة بل هو من المشاعر المكتسبة التي نكتسبها بفعل التجربة و الخبرة و التعلم، فمثلاً عند رؤية شخص تعرض لأذىً بالغ بفعل عضة كلب مسعور فإننا نكوّن أفكاراً تفيد بأن الكلب كائن خطر و يجب تجنبه. ويمكن استخلاص الفكرة نفسها عند قراءة قصص الغير وما قد يسببه التعرض لكلب مسعور من أذى محتمل. فاختبار جميع الأمور بالتجربة العملية ليس شرطاً للتعلم بالضرورة إذ أننا نتعلم الكثير من الأشياء بالقراءة و الاطلاع.

ماذا يحدث في أدمغتنا عند التعرض لموقف مخيف أو خطر:

بات من المعلوم أن الخوف هو مجموعة من ردود الأفعال المتسلسلة في الدماغ التي تبدأ بمثير معين وتنتهي بردود أفعال متنوعة تدعى استجابة الكر و الفر. هناك العديد من المناطق الدماغية المرتبطة بشعور الخوف، إلا أن الدراسات أثبتت صلة بعضها باستجابة الخوف ومنها:

  • المِهاد: المسؤول عن تحديد مصدر المعلومات الحسّية الواردة (من الحواس الخمس).
  •  القشرة الحسّية: مسؤولة عن تفسير هذه المعلومات الحسية الواردة.
  •  الحصين: مسؤول عن تخزين الذكريات واسترجاعها، ويعالج المثيرات لتحديد مضمونها و توافقها مع الخبرات السابقة.
  •  اللوزة: مسؤولة عن تحديد التهديد المحتمل، و تفكيك شيفرة العواطف وتخزن ذكريات الخوف.
  •  تحت المهاد: مسؤول عن تحفيز استجابة الكر أو الفر.

 دور الدماغ في استجابة الخوف:

تبدأ استجابة الخوف من لحظة ظهور المثير المخيف و الذي من الممكن أن يكون حيواناً أو حشرةً أو سماع دوي صوت قوي أو التعرض لموقف تتهدد فيه العضوية الحية.

تقوم منطقة تحت المهاد بتحفيز نظامين متوازيين هما الجهاز العصبي الودي الذي يرسل إشاراته معتمداً على الجهاز العصبي. والغدد الكظرية التي ترسل تنبيهاتها ضمن مجرى الدم.

ترسل منطقة تحت المهاد الإشارات للجهاز العصبي الودي فيقوم الأخير بتنبيه الغدد و العضلات الملساء بواسطة نبضات كهربائية بالإضافة إلى تنبيه غدة لب الكظر لإفراز مزيد من الأدرينالين و النورأدرينالين في مجرى الدم ما يؤدي إلى حدوث الكثير من التغيرات في الجسم مثل زيادة عدد نبضات القلب و ارتفاع ضغط الدم.

دماغ الإنسان

وبالتوازي مع ذلك، تقوم منطقة تحت المهاد بإرسال الإشارات للغدة النخامية لإفراز طليعة هرمونات الغدة القشر كظرية. يتحرك الكورتيكوتروبين في مجرى الدم فيصل إلى الغدة القشر كظرية ما يؤدي إلى انطلاق حوالي ثلاثين هرموناً تعمل على إحداث تغيرات مختلفة وكثيرة في جميع أنحاء الجسم، ومنها:

  • زيادة عدد ضربات القلب، و ارتفاع ضغط الدم.
  • اتساع حدقة العين، و جفاف الفم.
  • تدفق الدم إلى الأوردة المحيطة بالعضلات. ما يؤدي إلى شحوب الوجه بسبب تدفق الدم لتغذية العضلات استعداداً لأي ردة فعل ممكنة.
  • ارتفاع مستوى الجلوكوز بالدم من أجل تأمين الطاقة اللازمة لأي جهد محتمل.
  • زيادة نسبة الكالسيوم مما يرفع من شدة وجهوزية العضلات. بالإضافة إلى تعطل الأجهزة غير الأساسية كالجهاز المناعي والهضمي من أجل توفير الطاقة.
  • فقدان التركيز والانتباه على التفاصيل والتأكيد على الأمور الأكثر وضوحاً ضمن الموقف المهدد.

تنتهي هذه الحالة باتخاذ الإجراء الملائم كالهرب أو التجنب أو المواجهة و القتال، أو الشعور بالأمان بسبب غياب المثير المخيف.

هذا ما يحدث في حالة الخوف الطبيعي الذي يكون فيه الإنسان في مواقف تهدد أمنه واستقراره.

ما هو الخواف أو الرهاب

هو حالة من الخوف الشديد من مثير قد يكون معروفاً و محدداً (الرهاب – الفوبيا) أو غير معروف كما يحدث في نوبات الهلع. و تؤثر على الوظائف المعيشية للفرد و تعطله عن أداء مهامه اليومية.

الرهاب

كيف يستطيع الصيام أن يخفف من مشاعر الخوف و الهلع؟

من بين الأساليب العلاجية المستخدمة للتخفيف من حدة الخوف و القلق و نوبات الهلع بحسب الدكتور بيرج: الصيام حيث يمكن اللجوء إلى اتباع الصيام كأحد أكثر الحلول فعالية لأنه ينطوي على آثار فعالة لكل من الدماغ والجهاز المناعي والوظيفة المعرفية وكذلك للمزاج فيحسن الحالة المزاجية وينتقل بها من حالة القلق أو الخوف المزمن إلى حالة نفسية أفضل بكثير.

 ثمة عدة آليات عمل تفسر سبب فعالية الصيام:

لأن الصيام أيضاً هو إحدى آليات البقاء التي تساعدنا على النجاة في أوقات الخطر يساعد الصيام على مواجهة الشعور بالخوف. فلقد أثبتت إحدى الدراسات دور الصيام في تعزيز الغدة الكظرية والجهاز العصبي الودي الذي يُعد أحد أقسام الجهاز العصبي الذاتي . كما أثبتت دوره المساعد في دعم اللوزة الدماغية. ويمكن اللجوء إلى الصيام عند الإصابة بأحد اضطرابات الخوف سواءً المتوسطة أم الشديدة كنوبات الهلع وغيرها للتخفيف من آثرها. كما يساهم الصيام في تعزيز المزاج وتعزيز الناقل العصبي (GABA) الذي يساهم في الشعور بالسكينة. و يعزز الصيام الدوبامين الذي يساعد على زيادة الشعور بالمتعة ويواجه هرمون التوتر (الكورتيزول). و أيضاً يساهم الصيام في الحد من الكورتيزول بشكل مباشر ويحد من آلية الكر والفر لأنه يخفف من هيمنة الجهاز العصبي الودي.

كيف نبدأ باتباع الصيام كأسلوب علاجي للتخفيف من مشاعر الخوف و القلق واضطرابات المزاج الأخرى

إذا كنت ممن اعتادورا على نظام الكيتو فننصحك بالاستمرار مع فترات مناسبة من الصيام المتقطع.

أما بالنسبة للمبتدئين فإليكم النصائح التالية:

الخطوة الأولى: باشروا بالصيام المتقطع بدون أن تغيروا نظامكم الغذائي، وستجدون عندها أن تغيير النظام الغذائي يصبح أسهل.

 الخطوة الثانية: اتنتقلوا إلى الحد من الكربوهيدرات فيما يُسمى حمية الكيتو، إليكم هذه الخطة الغذائية التي ستساعدكم على التغيير خطوة بخطوة:

 تناولوا الطعام فقط عند الشعور بالجوع: إن أهم ما في الصيام هو الامتناع عن الطعام في غير حالات الجوع  فتناول وجبة الفطور مثلاً يُعتبر مجرد روتين عند الكثيرين لظنهم بأنه عادة صحية حتى عندما لا يكونون جائعين إذا لم تشعروا بالجوع فلا تأكلوا وبالأخص صباحاً بل اقتصروا على وجبتين واحدة عند الغداء والأخرى عند العشاء.

الصيام: احرصوا على عدم تناول أي شيء بين هاتين الوجبتين. وبهذا تتبعون الصيام المتقطع ببساطة. لأن ذلك يمنحكم فرصة صيام 18 ساعة ممتدة من موعد آخر وجبة وحتى موعد الوجبة التالية. إن صيام 18 ساعة سيمنحكم فوائد سحرية.

الصيام

تناولوا بعض المكملات الغذائية و الأطعمة المساعدة: ثمة عدة أمور يمكن أن تساعد فور البدء بالصيام. وذلك كتناول زيت MCT فهو المفضل للدماغ، يمكن أيضاً تناول فيتامينات B بصيغة الخميرة الغذائية ولا سيما فيتامين B1. بالإضافة إلى زيادة نسبة الدهون في الوجبات لتعزيز الشعور بالشبع والصمود فترة أطول كما أن الجزء الأكبر من الدماغ يتألف من الدهون لذا فإن زيادة الدهون تدعم صحة الدماغ.

التعايش مع اضطراب مثل اضطراب الخوف والهلع ليس بالأمر اليسير .فهو يشبه أن تكون في ساحة حرب متأهباً بانتظار حدوث الأسوء.ولهذا فإن مسألة التخفيف من هذه الأعراض يستحق منك بعض الجرأة لتجربة كل ما قد يخفف من هذه المشاعر السلبية. كتغيير نظامك الغذائي و إتباع بعض الحميات والأساليب بما فيها الصيام.

دواء مجاني يخلصنا من الخوف ونوبات الهلع!

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد