هل تحتاجون لكبد جديدة؟

انتشرت في الآونة الأخيرة عمليات زراعة الأعضاء ولا سيما زراعة الكبد. وجديرٌ بالذكر أن هناك خمسة عشر ألف شخص في الولايات المتحدة ينتظرون على قائمة زراعة الكبد. ولكن السؤال: أما من شيء ليفعله هؤلاء درءاً لتدهور حالتهم وتفاقم وضعهم الصحي؟ في الواقع ثمة أخبار جيدة وهي أن خلايا الكبد تتمتع بقدرة تحمل كبيرة على الإصابة وقدرة هائلة على الإصلاح والتجدّد. وإليكم بعض الخطوات الواجب اتباعها لمساعدة الكبد على التعافي والتخفيف من تضررها . أو ربما استعادة عافيتها بما يغني عن الخضوع للجراحة وزراعة بديل عنها:

في البداية لا بد أن نتعرف على الكبد ونعدد بعض وظائفها.

الكبد: هي أكبر عضو صلب في الجسم وتتركز إحدى وظائفها في إزالة السموم من إمدادات الدم في الجسم. كما أنها تحافظ على مستويات السكر في الدم، وتنظم تخثر الدم إلى غير ذلك من مئات الوظائف الحيوية الأخرى. وتتوضع أسفل القفص الصدري يميناً، تتألف الكبد من أربعة فصوص، يتألف كل منها من ثمانية أقسام وآلاف الفصوص الصغيرة

وظائف الكبد:

  • إنتاج الألبومين: وهو  بروتين يحافظ على السوائل في مجرى الدم من التسرب إلى الأنسجة المحيطة. كما أنه ينقل الهرمونات والفيتامينات والإنزيمات عبر الجسم.
  • إنتاج الصفراء: الصفراء عبارة عن سائل ضروري لهضم الدهون وامتصاصها في الأمعاء الدقيقة.
  • تنقية الدم: يمر كل الدم الخارج من المعدة والأمعاء عبر الكبد، ما يزيل السموم والمنتجات الثانوية والمواد الضارة الأخرى.
  • تنظيم الأحماض الأمينية: يعتمد إنتاج البروتينات على الأحماض الأمينية. إذ تضمن الكبد ضبط مستويات الأحماض الأمينية في مجرى الدم. كما تنتج بعض أنواع البروتين ويحمل أحد هذه الأنواع على عاتقه مهمة حمل الكوليسترول عبر أنحاء الجسم، أما أحد أنواعه الأخرى فيُعد مسؤولاً عن حمل الأكسجين من خلال الدم.
  • تنظيم تخثر الدم: يتم تصنيع مخثرات تخثر الدم باستخدام فيتامين K، والذي لا يمكن امتصاصه إلا بمساعدة الصفراء، وهو سائل تنتجه الكبد.
  • مقاومة العدوى: كجزء من عملية التصفية، تقوم الكبد أيضًا بإزالة البكتيريا من مجرى الدم.
  • تخزين الفيتامينات والمعادن: تخزن الكبد كميات كبيرة من الفيتامينات A، D، E، K، B12، بالإضافة إلى الحديد والنحاس.
  • معالجة الغلوكوز: تتخلص الكبد من الغلوكوز الزائد (السكر) من مجرى الدم وتخزنه كغلايكوجين حسب الحاجة، إذ يمكنها تحويل الغلايكوجين مرة أخرى إلى جلوكوز.
  • تعزيز صحة الدماغ: قد يؤثر تضرر الكبد على الدماغ ويسبب الخرف.
الكبد

أمراض الكبد:

ثمة ثلاثة أمور تدمّر الكبد:

  1. الالتهاب.
  2. تشحّم الكبد (الكبد الدهنية).
  3. تندّب الكبد (تشمّع الكبد).

كثيراً ما يبدأ الأمر بتشحم الكبد ثم التهابها وأخيراً تندبها، ولكن في بعض الأحيان قد يبدأ الأمر بالتهابها ثم تشحمها وأخيراً تليّفها.

قد يحدث أن تكون البداية بالتهابها الذي ما يلبث أن يتحول إلى تليّف ولهذا قد يحدث الأمر على مراحل مختلفة. تؤدي هذه العملية إلى تضخم الكبد وهو ما قد يسبب ألماً رجيعاً في الكتف اليمنى والرقبة، كما يؤثر تضخم الكبد على فعاليتها ووظائفها فتتوقف عن إنتاج العصارة التي تتراكم وتسبب تضرر الكبد وهو ما يترتب عليه الكثير من المشكلات الأخرى.

ولكن السؤال الأهم هو: عند أي مرحلة قد تتوقف الكبد عن التعافي؟

ثمة الكثير من المرضى الذين ينتظرون دورهم لزراعة كبد إلا أنهم يتمتعون بالقدرة على تحسين الكبد إلى الحد الذي يغنيهم عن الخضوع لتلك الجراحة. ومع أن هذا ليس ممكناً لدى الجميع بالضرورة ولكن كثيراً من هؤلاء المرضى لا يتم توجيههم بما يجب فيما قد يخفف من شدة حالاتهم ومن التضرر الحاصل لهم، وبالأخص تخفيف الضرر الحاصل بفعل تراكم الدهون. وبفعل تندّب النسيج والحد من التهاب الكبد. ولكنه أمر يستحق المحاولة نظراً لدرجة المقاومة الكبيرة التي تتمتع بها الكبد والتي تمكنها بأن تتماثل للشفاء.

وهنا علينا أن نعرف عن نمط الحمية التي يتوجب اتباعها. فما هي العناصر الأساسية التي يجب التخلي عنها وما هي العناصر الغذائية التي يجب الاستمرار بها:

1- التقليل من الكربوهيدرات:

لأن مشكلات الكبد الثلاث التي تتمثل في التهابها وتشحّمها وتندّب نسيجها يمكن أن تُعزى إلى اتباع حمية عالية الكربوهيدرات. لذا فإن التقليل من الكربوهيدرات هو أهم ما يمكن فعله. أثبتت بعض الدراسات أن تقليل نسبة الكربوهيدرات إلى 20 جم في اليوم يمكن أن يساهم في التخفيف من تضخم الكبد وتخفيف الدهون المتراكمة على الكبد وتحسين وظيفتها. فالإكثار من الكربوهيدرات يتسبب بالمزيد من الإجهاد التأكسدي .ويتسبب بالمزيد من الالتهاب ويزيد من عملية تحول الكربوهيدرات إلى دهون متراكمة على الكبد ويؤدي بالتالي إلى حدوث مقاومة الإنسولين التي تسبب تشحّم الكبد وتحول الالتهاب إلى نسيج متندّب أو متليّف.

2- اتباع حمية الكيتو و الصيام المتقطع:

ينبغي اتباعهما معاً، لأن الحمية قليلة الكربوهيدرات والصيام المتقطع  يتمتعان بأثر فعّال في الحد من الالتهاب كما يساهمان في شفاء  تندّب النسيج وفي التخفيف من الدهون المتراكمة على الكبد. إن الحمية قليلة الكربوهيدرات هي أهم ما من شأنه أن يتخلص من دهون الكبد مع كونها الحمية التي تنص على زيادة كمية الدهون. فقد قارنت بعض الدراسات بين الحمية قليلة الكربوهيدرات والحمية قليلة الدهون. فأظهرت الحمية قليلة الكربوهيدرات تحسناً هائلاً مقارنةً بالحمية قليلة الدهون.

الصيام المتقطع

3- زيادة نسبة الدهون:

من مصادر معينة كأحماض أوميغا 3 الدهنية وزيت الزيتون والدهون الغنية بالليسيثين كصفار البيض. كما يجب الحرص على عدم الإكثار من زيوت أوميغا 6 الدهنية التي تحرض على الالتهاب. ولا بأس بتناول الدهون المشبعة طالما أن نسبة الكربوهيدرات ضمن المسموح. أما فيما يتعلق بالبروتين. ينصح بالاعتدال في تناوله ويُفضل الاكتفاء بالقليل فلا يُحبذ الإكثار من البروتين عند تضرر الكبد ولكن يُفضل الاعتدال بل والتخفيف منه.

إن قرار إجراء عملية خطيرة كعملية زرع الكبد لقرار حاسم ومصيري بالنسبة للكثيرين. فلابدّ من استنفاد جميع فرص النجاة قبل إجراء عملية كهذه. وفي هذه الصدد، لا بأس بالبحث الدؤوب والنشط. والاستعلام عن تجارب التعافي التي خاضها آخرون في سبيل تجنب اتخاذ قرار مصيري كقرار زرع الكبد أو استبدال أي عضو من أعضاء الجسم. و كما يقال آخر العلاج الكي.

هل تحتاجون لكبد جديدة؟

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد