هل تعلمون أنّ للصيام تأثيرٌ هائلٌ على جينات الجسم؟ لكن قبل التحدّث عن التأثير المذهل للصيام على الجينات والتغييراتٍ الجينيّةٍ، دعونا أولاً نتعرّف على علم الجينات وعلم ما فوق الجينات.
ما هو علم الجينات وما فوق الجينات؟
الجينات هي البصمات أو الرموز أو الأوامر اللازمة لبناء البروتينات, ولا يقتصر دور الجينات فقط على العضلات والأربطة والأوتار، بل يشمل أيضاً البروتينات الصغيرة المسؤولة عن جميع العمليات البيوكيميائية في الجسم. كإنتاج الهرمونات والنواقل العصبيّة وإنتاج الغلوكوز المُختزن كطاقة. ويحتوي الجسم على الملايين من هذه البروتينات لكنّها تعتمد على تلقّي الأوامر لكي تعمل.
تأثير الصيام على الجينات؟
عند اتباع الصيام تطرأ الكثير من الأمور المذهلة على الجينات. إذ يُعدّ الصيام أحد أهم آثار علم ما فوق الجينات على الجينات. وعلم فوق الجينات هو ما يتحكّم بجينات الجسم التي تشبه سلسلةً من مفاتيح الإضاءة يمكن إطفاؤها وإشعالها. فالتنظيم بالزيادة يعني تنشيط الجينات والتنظيم بالنقصان يعني إخمادها إلى حدٍّ ما.
لذا يُعدّ الصيام محفّزاً فعّالاً لتنشيط الجينات أو إخمادها, فمثلاً يؤثّر الصيام بشكلٍ إيجابيٍّ على جينٍ معيّنٍ يُسمّى CFHR1 فينتظم بالزيادة إلى حدٍّ كبيرٍ بفعل الصيام. وهو نفسه الجين المسؤول عن تنظيم الكوليسترول, كما أن الصيام يؤثّر على الجين SIRT-3 المضاد للشيخوخة فينشط وينتظم بالزيادة بفعل الصيام.
وقد يسبّب الصيام إخماد بعض الجينات الأخرى كما الحال مع جين APP وهو بروتين سلف النشواني (الأميلويد), وهو الجين المسؤول عن تشكّل طبقات الأميلويد التي تظهر في الأمراض التنكّسية العصبية مثل مرض الزهايمر, لذا فإن الصيام يساعد على الحدّ من تشكّل طبقات الأميلويد من خلال تنظيم بعض الجينات بالنقصان.
وهناك جيناتٌ أخرى تتكاثر بشدّة عند الإصابة ببعض أنواع السرطان, ويؤثر الصيام عليها من خلال تنظيمها بالنقصان, وهنا تكمن أهمية الصيام لمن يعانون من السرطان أو للوقاية منه, حتّى أن مريضاً كان في المرحلة الرابعة من مرض السرطان قد شُفي تماماً بعد مواظبته على الصيام, واتبع ذلك المريض أنماطاً مختلفةً من الصيام، منها نظام الوجبة الواحدة في اليوم والصيام لسبعة أيام. كما أنه اتبع نمطاً آخر للصيام وهو الصيام لأكثر من أربعين يوماً وكانت نتائجه مبهرة.
شاهد أيضاً: سبب الشعور بالتعب أثناء الصيام المتقطّع
فوائد الصيام
يمكن ملاحظة فوائد الصيام بدءاً من اتباع نظام صيام ١٦ ساعة فقط. ويمكن الحصول على فوائد أكبر بالصيام ١٨ ساعة. وعند اتباع نمط الوجبة الواحدة يومياً تزداد الفوائد أكثر فأكثر.
فالصيام يؤثّر على الجينات, كما أنّه يحفّز عملية الالتهام الذاتي التي تتمثّل في إعادة تدوير البروتين المتضرّر في الجسم وتطهير الجسم من الميكروبات والفيروسات.
ومن فوائد الصيام أيضاً:
– الحدّ من الالتهاب
فالصيام يقلّل من حدوث الالتهابات ويحسّن الأمراض الالتهابية المزمنة دون أن يؤثّر على استجابة الجهاز المناعي للالتهابات الحادّة.
– دعم الجهاز المناعي
يعزّز الصيام الخلايا الجذعية الموجودة في النسيج العظمى , كما أنه يساعد على بناء شبكة الجسم من مضادات الأكسدة, فلدى أجسامنا القدرة على إنتاج مضادات الأكسدة من خلال شبكاتٍ تنشأ بفعل الصيام.
– بناء المقاومة الخلوية للتوتر
يساعد الصيام على بناء مقاومة الخلايا ضدّ التوتر.
– الحدّ من أعراض متلازمة كروموزوم إكس الهش
وهي متلازمة وراثيّة تتعلّق بالكروموزوم إكس الموجود عند الأمهات. لذا تنتشر هذه المتلازمة أكثر لدى الرجال إذ أنّ لديهم نسخة واحدة من الكروموزوم إكس وبالتالي تمثّل هذه الظاهرة خطراً أكبر عليهم.
ويتميّز من يعانون من متلازمة كروموزوم إكس الهش بوجهٍ مستطيلٍ وأذنين كبيرتين وخصيتين كبيرتين وانخفاضٍ في قوة العضلات وتخلفٍ عقليٍّ.
– تنظيم عمليات الاستقلاب (الحرق)
– تعزيز صحة خلايا الدماغ
يعزّز الصيام نمو الخلايا العصبية ويحسّن صحة الدماغويحدّ من ضمور الخلايا الدماغية.
– تحسين المزاج والوظيفة المعرفية
يساعد الصيام على الحدّ من الجينات المحفّزة لاضطراب ثنائي القطب والحدّ من بعض الجينات المسؤولة عن الإصابة بالاكتئاب. ولهذا فإن الصيام يساهم في تحسين المزاج وله تأثيرٌ كبيرٌ على الكثير من الوظائف المعرفية مثل التركيز والذاكرة.
الخلاصة:
للصيام تأثيرٌ مذهل على جينات الجسم إذ يمكنه تنشيط بعض الجينات المسؤولة عن وظائف مهمّة في الجسم وإخماد بعض الجينات الأخرى التي قد تسبب ضرراً على صحته. إلى جانب العديد من الفوائد الأخرى للصيام التي قد تصل حدّ الشفاء من بعض الأمراض المستعصية الخطيرة مثل السرطان.