نصيحتي للتخلص من ادمان الحلويات والكربوهيدرات

الإدمان على الحلويات والكربوهيدرات موضوع شديد الأهمية لأن هذه الرغبات تصعّب الالتزام بحمية الكيتو والانضباط بها ، يبدأ الأمر من إحدى الغدد الصغيرة التي تقع في الدماغ وتُدعى الوطاء (تحت المهاد) ، تحوي هذه الغدة مجموعة من الخلايا الصغيرة تتحكم بالشهية والشعور بالشبع بعد تناول الطعام عبر الإشارات التي تنبعث بالنظر أو الشم أو التذوق أو من المعدة، جميعها تنتقل عبر الجسم لتصل أخيراً إلى الدماغ لإيصال المعلومات وبحسب هذه المعلومات، يتم إرسال إشارات إلى الجسم تفيد بحصوله على كفايته من الطعام أو بحاجته إلى الطعام .سنتحدث عن أهم الخطوات للتخلص من ادمان الحلويات والكربوهيدرات.

ادمان الحلويات

اللبتين و الغريلين

عندما يحتاج الجسم إلى الطعام لسبب أو آخر ينشأ الشعور بالجوع وهو شعور بالفراغ والاضطراب وعدم الاكتفاء , وذلك بفعل عدة هرمونات أحدها هو اللبتين الذي يرسل الأوامر للدماغ للتوقف عن الأكل ، ويكون ذلك أشبه بكبسة زر تنتج الخلايا الدهنية هذا الهرمون وكذلك تنتجه المعدة والعضلات ، يقلل هذا الهرمون من الشعور بالجوع ، في حين يزيد أحد الهرمونات من الشعور بالجوع ويُدعى غريلين فهو يعطي الجسم الأمر بتناول الطعام يعمل هذان الهرمونان معاً وذلك لأن تناول الطعام يحفز الإنسولين الذي يحفز بدوره اللبتين وهذا ما يمنح الجسم الشعور بالشبع .

كيف يتم اشتهاء الطعام

إن آلية عمل الوطاء تحوي مستشعراً آخر ينظّم الغلوكوز والأحماض الأمينية والأحماض الدهنية والأملاح والفيتامينات والمعادن بحسب كمية العناصر الغذائية التي تدخل إلى الجسم عن طريق الغذاء يتم إرسال الإشارات إلى الدماغ لتدفع بالجسم إلى اشتهاء أطعمة معينة للحصول على ما يلزمه من مغذيات. ولكن ليس دائماً فحتى عندما نرغب في تناول بعض المغذيات فإننا لا نشعر بالرغبة في تناول أطعمة كالكرنب الأجعد مثلاً لأن أجسامنا تميل لاشتهاء الأطعمة التي لا تحوي أي مغذيات لسوء الحظ.

لا بد أنكم سمعتم عن أشخاص يشتهون أكل التراب للحصول على الحديد أو يشتهون أكل الثلج ولكن ما يشتهيه الجسم في الغالب هو الخبز والمعكرونة ورقائق الحبوب والبسكويت والكعك والحلويات وغيرها..

قد تنتابكم أحياناً رغبة في تناول الشوكولا التي تحوي المغنيسيوم.

أحد أسباب رغباتنا في تناول منتجات الحبوب والطحين هو نقص فيتامينات B ولكن مشكلة هذه الحبوب هي أن تناولها يكون على شكل كربوهيدرات مكررة تخلو من أي مغذيات كحال السعرات الحرارية الفارغة.

فيتامينات B

ولهذا فإن تناول هذه الأطعمة لا يتسبب فقط في تحفيز الإنسولين وما يترتب عليه كمقاومة الإنسولين ولكنه أيضاً يسبب حالة نشاط مستمرة في الوطاء فيجعل هذه الغدة تعمل بدون توقف ويترتب على ذلك انعدام الشعور بالشبع ولا بد أنكم لاحظتم ذلك فمن الصعب جداً الاكتفاء بقدر قليل من الحلويات والكربوهيدرات المكررة.

هرمون الدوبامين

إحدى الطرق التي يقنعنا بها الدماغ بتناول بعض الأطعمة أنه يمنحنا أحياناً شعوراً باللذة هو هرمون الدوبامين ، كما قد يعزز السيروتونين شعور السعادة لهذا تساهم هذه الأطعمة في تحسين مزاجكم .وتساعد على الحد من التوتر والضغط ولكن لمدة دقيقة! إلى أن ينخفض سكر الدم مجدداً وتبدأ الدورة ذاتها من جديد

إن الأطعمة الضارة بما فيها الأطعمة التي تحتوي على غلوتومات أحادي الصوديوم تمنح شعوراً مزيفاً بالسعادة ، والشعور بالسعادة هو أكثر ما نبحث عنه ولكن ذلك الشعور التي تمنحه الأطعمة ما هو إلا شعور مزيف وآني لسوء الحظ ، في حين لا نحظى بنفس الشعور من تناول الأطعمة التي تمنحنا الصحة والسعادة الحقيقية وهذا فخ حقيقي، لأن الكربوهيدرات المكررة تحفز الإنسولين وتسبب مقاومة الإنسولين وعند حدوث مقاومة الإنسولين، لا يعود الجسم قادراً على امتصاص المغذيات إطلاقاً.

وهذا يجعلكم ترغبون بتناول الأطعمة الضارة التي لا تمنح شعوراً بالشبع ما يعني استمرار الرغبة بتناول الطعام والشعور بالجوع فتناول الأطعمة الخالية من المغذيات يحول دون تحقيق شعور الاكتفاء في الوطاء وبالتالي استمرار حلقات الإشعار بالجوع بين الدماغ والجسم.

علاقة العصارة الصفراوية بالوطاء

إن نقصان العصارة الصفراوية بفعل استئصال المرارة أو كسلها أو تشحّم الكبد (الكبد الدهنية) . وعدم إنتاج كمية كافية من العصارة يؤدي إلى صعوبة في امتصاص المغذيات المنحلة بالدهون من الغذاء الذي نتناوله.

تشحّم الكبد

علماً أن تلك المغذيات المنحلة بالدهون تمنح الدماغ شعوراً كبيراً بالاكتفاء. ولا سيما الوطاء ولهذا فإن تناول أملاح الصفراء المنقاة يمنح البعض شعوراً أكبر بالشبع بعد تناول الوجبات . كما أن اتباع حمية الكيتو والصيام المتقطع يؤدي إلى التخلص من مقاومة الإنسولين
ويمنح شعوراً هائلاً بالشبع. ويؤدي إلى زوال الشعور بالجوع والرغبة بتناول الطعام ويمنح شعوراً بالاكتفاء لأنه يعزز امتصاص المغذيات بشكل أكبر.

إن الإكثار من تناول الكربوهيدرات يمنع الجسم من التحوّل إلى حرق دهونه واعتماد الجسم على حرق السكر المختَزن بشكل مستمر. وهذا يؤدي إلى اضطراب سكر الدم ارتفاعاً وانخفاضاً ، وهذا سبب آخر لعدم الشعور بالاكتفاء والعجز عن الصمود مدة طويلة بدون
الشعور بالحاجة إلى تناول الكربوهيدرات وهذا يتعلق بالسبب التالي وهو انخفاض سكر الدم الذي يؤدي إلى الشعور
بالرغبة في تناول السكر

نصيحة هامة جداً فيما يتعلق باشتهاء الأطعمة

يُنصح بعدم الاكتفاء بالحد من الكربوهيدرات بل الحرص على تناول كمية أكبر من المغذيات وذلك بتناول الأطعمة الغنية بالمغذيات. وخصوصاً تلك الغنية بالفيتامينات المنحلّة بالدهون ، ويُعد زيت كبد الحوت أحد المصادر الغنية بهذه الفيتامينات والسلمون الدهني
وكذلك الأسماك الدهنية والخضار الورقية الغنية بالبوتاسيوم والمغنيسيوم وحمض الفوليك وفيتامين C.

الخضار الورقية

كما يُعد الوسط المحيط عاملاً هاماً . فالأوساط التي تعج بمختلف الأطعمة على الدوام أو تلك التي تعبق برائحة الأطعمة أو التي تجعلكم تشاهدون الطعام وتفكرون فيه طوال الوقت. جميعها تحفز أحد النواقل العصبية المسؤول عن شعور اللذة (الدوبامين) الذي يتحفز بمجرد انتظار تناول طعام ما لا بتناوله فعلياً

عند التحديق في قطعة دونات مثلاً فإنكم لا بد ستتطلّعون لتناولها فمجرد التحديق إليها لن يجعلها تستقر في معدتكم . أو عند خبز البيتزا في الفرن فقد تدخل إلى أجسامنا بعض الجزيئات عن طريق الشم ومع أنها لا تكون كافية لتشعرنا بالشبع . إلا أنها حتماً تحفز إفراز الدوبامين

من الضروري جداً الابتعاد عن جميع المغريات . وذلك بانتقاء الوسط المحيط الصحيح وعدم الاحتفاظ بأي صور للأطعمة. وعدم مشاهدة الطعام أو شم الروائح المنبعثة من بعض الأطعمة الضارة . والابتعاد عن المغريات التي تحيط بنا. فمجرد البدء بتناول الوجبات السريعة يجعل التوقف عنها صعباً جداً لاحتوائها غلوتومات أحادي الصوديوم التي تحفز الشعور بالجوع وتمنع الشعور بالشبع وتسبب زيادة الإنسولين بنسبة 300% .وتُستخدم غلوتومات الصوديوم لتسمين فئران التجارب في الدراسات التي تُجرى حول البدانة.

وأخيراً

إن مراعاة جميع الجوانب التي تكلمت عنها لأمر في غاية الأهمية . فالفرق بين الرغبة والإدمان هو أن الرغبة مجرد اشتهاء قوي أما الإدمان فعدا عن كونه اشتهاءً قوياً ولكنه أيضاً انعدام القدرة على التوقف أو السيطرة أو مقاومة المغريات.

نصيحتي للتخلص من ادمان الحلويات والكربوهيدرات

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد