يعاني حوالي 75% من سكان الأرض من نقص فيتامين د، فمعظم الناس يظنّون أن تناول ٦٠٠ أو 1000 وحدة دولية تسدّ حاجة الجسم من فيتامين د، فما كمية الجرعة المناسبة والمدة الزمنية اللازم خلالها تناول فيتامين د؟ ومتى تصبح الجرعة زائدة عن حاجة الجسم؟هل تناول 10 آلاف وحدة دولية من فيتامين د3 آمن ؟
أهمية فيتامين د
يعدّ فيتامين د أهم الفيتامينات المنحلّة في الدهون، وهو ضروريٌ لبناء عظامٍ سليمةٍ والحفاظ على صحة العظام والأسنان، وذلك لأن الجسم لا يمكنه امتصاص الكالسيوم، وهو المكوّن الأساسي للعظام، إلا بوجود فيتامين د، كما أنه مهمٌ جداً لصحة الجهاز المناعي.
بعض الدراسات حول فيتامين د
فيما يلي ثلاث دراسات حول فيتامين د:
في الدراسة الأولى، دأبت مجموعة أشخاص على تناول 1000-2000 وحدة دولية من فيتامين د مرةً أو اثنتين أسبوعياً لمدة شهر، لكن لم يتم ملاحظة أي ارتفاع في مستويات فيتامين د لديهم على الإطلاق.
وفي الدراسة الثانية، دأبت المجموعة على تناول 1000-2000 وحدة دولية من فيتامين د ،وتطلب ارتفاع مستوى فيتامين د لديهم أربعة أشهر.
أما في الدراسة الثالثة، فقد استغرق الأمر ثلاثة أشهر للوصول إلى المستوى الطبيعي لفيتامين د3، وذلك من خلال تناول 1600 وحدة دولية من فيتامين د.
ولذلك قد يحدث نقص في فيتامين د رغم المواظبة على تناول جرعاتٍ كبيرةٍ منه، ويستغرق تعويض نقص فيتامين د وقتًا طويلاً جداً، فقد يتناول البعض 50 ألف وحدة دولية من فيتامين د لأسابيع ولا يلاحظون أي ارتفاع في مستوياته، فما الأمور التي تعيق امتصاص فيتامين د وتتسبّب في نقصه؟وهل تناول 10 آلاف وحدة دولية من فيتامين د3 آمن ؟
ما الذي يعيق امتصاص فيتامين د؟
هناك العديد من الأسباب التي تمنع امتصاص فيتامين د، ومنها:
• وجود خلل معوي
إن وجود التهابٍ أو تلفٍ في الأمعاء يحدّ من امتصاص فيتامين د إلى حدٍّ كبيرٍ.
• عامل السن
يؤثر التقدّم في السن على قدرة الجسم على امتصاص فيتامين د المستمَدّ من الغذاء ومن خلال التعرّض لأشعة الشمس، إذ تزداد الحاجة للتعرّض للشمس لدى كبار السن، وذلك نظراً لأن بنية الجلد لديهم لا تساعد على حدوث التحوّل إلى الصيغة النشطة من فيتامين د3.
• لون البشرة
يؤثر لون البشرة على القدرة على استمداد فيتامين د من الشمس، فالبشرة الداكنة التي ترتفع فيها نسبة الصباغ تتطلّب وقتاً أطول بثلاث أو أربع مرات من البشرة الفاتحة كي تخترقها أشعة الشمس.
• عامل الوزن
يعدّ عامل الوزن أيضاً من العوامل الهامة، فكلّما ازدادت نسبة الدهون تحت الجلد، قلّت قدرة الجسم على امتصاص فيتامين د، وهذا يتطلب زيادة التعرّض للشمس ثلاث أو أربع مرات أكثر لحدوث عملية التحوّل لصيغة فيتامين د النشطة.
• التعرّض للشمس
يعتمد امتصاص فيتامين د أيضاً على مدى تعرّض الجلد لأشعة الشمس، لذلك فالخروج إلى الشمس مع كشف الوجه واليدين فقط يعني تعرّض 5% من الجسم فحسب لأشعة الشمس. وهذا يتطلّب التعرّض للشمس لساعاتٍ طويلةٍ للحصول على نسبةٍ ضئيلةٍ فقط من فيتامين د.
• المشكلات الأيضية
فالإصابة بمرض السكري والتهاب المفاصل وارتفاع ضغط الدم. والإصابة بأمراض القلب والأوعية، كلها تؤدي إلى ازدياد حاجة الجسم من فيتامين د.
• فصول السنة
فالتعرّض للشمس في فصل الشتاء مثلاً ينطوي على احتمالٍ ضئيلٍ جداً للحصول على فيتامين د.
• تعدّد الأشكال
يتعلّق هذا العامل بالجينات، ويحدث عندما يطرأ أحد التغيّرات على الجينات، فيُعيق امتصاص فيتامين د في الجسم.
• العدوى المزمنة
عند الإصابة بعدوى مزمنة، سواءً في الرئتين أو الجيوب أو الأمعاء، تَعمَد الفيروسات إلى إعاقة مستقبلات فيتامين د، فيتعذّر امتصاصه.
الجرعة المناسبة لفيتامين د
ينصَح بتناول 10 آلاف وحدة دولية من فيتامين د يومياً للحفاظ على مقدارٍ ثابتٍ. ويجب إضافة 40 ألف وحدة دولية إليها في حال الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية.وتزيد الحاجة الى فيتامين د مع المغنيسيوم وفيتامين B6 والزنك.
10 آلاف وحدة دولية من فيتامين د الزنك فيتامين B6
سميَّة فيتامين د
تنجم سميَة فيتامين د عن وجود مستوياتٍ مرتفعةٍ من الكالسيوم في الدم، ما يؤدي إلى الإصابة بفرط كالسيوم الدم، وقد ينتج عنه أيضاً تشكل حصى الكلى، ويحدث هذا عند تناول ما يقرب من 100 ألف أو 200 ألف وحدة دولية من فيتامين د على مدار أشهر أو سنوات، وعندها قد تظهر المضاعفات الناتجة عن تناوله بكثرة، وتتمثّل إحدى طرق الحدّ من خطر الإصابة بفرط كالسيوم الدم في شرب 2.5 لتر من الماء يومياً، فهذا يمنع تركّز الكالسيوم في الكلى، وبالتالي يحول دون تشكّل حصى الكلى، ويمكن أيضاً تجنب تناول مكمّلات الكالسيوم، والابتعاد عن تناول الجبن، فهذا يحول دون وصول الكالسيوم إلى الكلى وتشكّل الحصوات.
مشاهدة الفيديو: هل آمن أن نتناول يوميا 10 آلاف وحدة من فيتامين د؟