الغصّة في الحلق

هل سبق وانتابك شعورٌ بوجود كتلةٍ أو شيءٍ ما عالق في حلقك رغم عدم وجود أيّ شيء؟

ما سبب ذلك؟ وكيف يمكن التخلص من هذا الشعور المزعج؟

تُعرف هذه الغصّة في الحلق باللّقمة الهستيريَّة أو كرة البلعوم. وترجع لأسباب عدّة منها عضوية ومنها نفسية.

الغصّة في الحلق (كرة البلعوم)

الغصّة في الحلق هي إحساسٌ وهميٌّ مستمرٌّ أو متقطّعٌ بوجود كتلةٍ أو أي عائقٍ في الحلق رغم عدم وجود شيءٍ ملموس. وعادةً ما تكون هذه الحالة طويلة الأمد. وتشكّل نحو ٤% من الإحالات إلى عيادات الأنف والأذن والحنجرة.

ورغم أن هذه الحالة لا تمنع البلع – فهي ليست حالةً حقيقيةً من عسر البلع – إلا أنها يمكن أن تكون مزعجةً جداً. وقد يشعر المصاب بها أيضاً بألمٍ خفيفٍ أو شديدٍ في الصدر.

سنتحدث اليوم عن سبب الشعور بغصّة في الحلق وبعض النصائح التي يمكن اتباعها للمساعدة في علاجها أو تجنّب حدوثها.

الغصّة في الحلق

دعونا في البداية نتعرّف إلى بنية الحلق.

ينقسم الحلق إلى عدّة أقسام:

١- البلعوم:

يقع في مؤخر الحلق. وهو أنبوبٌ عضليٌّ يمتدّ من خلف الأنف إلى أسفل الرقبة.

٢- الحَنجرة:

وتُدعى أيضاً “صندوق الصوت”. وتقع الحنجرة أسفل البلعوم مباشرةً. ويليها الحبل الصوتيّ الذي يتّصل بعدّة أعضاء أخرى.

ويوجد عند الحافة العلوية للحنجرة وخلف اللسان نسيجٌ صغيرٌ ومرنٌ. مهمته السماح بمرور الطعام إلى المريء وغلق القصبة الهوائية لمنع دخول الطعام إليها.

٣- القصبة الهوائية:

تقع تحت الحنجرة. وهي ممرٌ يسمح بمرور الهواء بين الرئتين والممرات التنفسيّة العليا.

٤- المريء: يقع خلف القصبة الهوائية. وهو الأنبوب الذي يمر عبره الطعام من الفم إلى المعدة. ويحتوي المريء على عضلاتٍ عاصرةٍ أشبه بصمّاماتٍ عضليةٍ تتحكّم بها أجزاء معينة من الجهاز العصبي الذاتي.

أسباب الشعور بالغّصة في الحلق

تتعدّد الأسباب التي ينجم عنها الشعور بغصّة في الحلق ومنها:

– التعرّض للتوتر

إنّ للعامل النفسي دورٌ مهمٌ في الشعور بغصّة في الحلق. فالتوتر والقلق يسببان الشعور بوجود ضيقٍ في الحلق دون سببٍ عضويٍّ واضحٍ.

عند التعرّض للتوتر تَنشُط العضلات العاصرة وتنغلق. ما يؤدي إلى التهاب الحنجرة والإصابة ببحّة الصوت ومشكلات الحبل الصوتي وغيرها. لذا فقد يساعد الاسترخاء والهدوء في التخلّص من الشعور بغصّة في الحلق.

ومن الجدير بالذكر أن منطقة الحلق وكل ما فيها – بما في ذلك الحبل الصوتي – مزوّدةٌ بالأعصاب التابعة للجهاز العصبي الذاتي الذي يتضمّن: الجهاز العصبي اللاودي الذي ينقل الإيعازات من خلال العصب الحائر (الرئوي المعدي). بالإضافة إلى الألياف الوديّة. وهذا يفسّر أهمية الاسترخاء وتبديد التوتر للتخلص من الغصّة في الحلق.

الإصابة بفيروسٍ ما

انخفاض مستويات فيتامين D

داء الارتداد المعدي المريئي (GERD)

وهو ارتجاعٌ حمضي يحدث عندما يتدفّق حمض المعدة إلى المريء بشكلٍ متكررٍ أو مستمرٍ. وذلك بسبب عدم انغلاق العضلة العاصرة المريئية السفلى بشكلٍ صحيحٍ. ما يؤدي إلى تسرّب محتويات المعدة الحمضية إلى المريء.

مشكلات في العصب الحائر

قد يكون أحد أسباب الشعور بالغصّة في الحلق حدوث تشنّجٍ ما في بعض الأنسجة اللينة الموجودة في منطقة الحلق. ويطلق على هذه الحالة “تشنّج الحجرة” laryngospasm.

ومن المثير للاهتمام أن أحد أعراض تشنّج الحنجرة يتجلّى في انخفاض نسبة الكالسيوم في الدم (Hypocalcemia). لذا نستنتج أن تناول الكالسيوم يمثّل إحدى الحلول العلاجية.

شاهد ايضا : التخلّص من تكلّس الشرايين

للمساعدة في التخلّص من الغصّة في الحلق

في معظم الحالات يمكن ببساطة التخلّص من شعور الغصّة في الحلق من خلال تناول الكالسيوم. ويفضّل تناول لاكتات الكالسيوم إذ أن هذا النوع فعّالٌ وغير مشتقٍ من الحليب.

وقد تكون أوروتات الكالسيوم مجديةً أيضاً. فمن المعلوم أنها تعمل على تخفيف أنواعٍ أخرى من التشنج في الجسم مثل تشنجات الطمث. إلا أن لاكتات الكالسيوم أثبتت فعاليتها في التخلّص من غصّة الحلق. لذا فهي الخيار الأمثل. ولتحقيق الفائدة القصوى ينصح تناول حبتن أو ثلاثة على معدةٍ فارغةٍ يومياً.

كما ينصح أيضاً بتناول فيتامين D على معدةٍ فارغةٍ. فقد ثبت أن أحد أسباب انخفاض نسبة الكالسيوم في الدم هو نقص مستويات فيتامين D في الجسم.

ثمّة ارتباطٌ أيضاً بين نقصان حمض المعدة وانخفاض نسبة الكالسيوم في الدم. إذ أنّ نقصان حمض المعدة يعيق الجسم عن امتصاص الكالسيوم. وقد يساعد الكالسيوم في دحر بعض الفيروسات. ما يعني أن هناك علاقةٌ أيضاً بين الإصابة ببعض الفيروسات وانخفاض نسبة الكالسيوم في الدم.

ويعدّ التوتر كذلك أحد أسباب انخفاض الكالسيوم في الدم. فالتعرّض المستمر للتوتر على المدى الطويل قد يستنزف الكالسيوم في الجسم.

الخلاصة:

إن غصّة الحلق حالةٌ صحيةٌ مزعجةٌ. وقد يُعزى حدوثها لأسبابٍ نفسيةٍ كالتوتر والقلق أو أسبابٍ عضوية كنقص فيتامين D والإصابة ببعض الفيروسات وما إلى ذلك. إلا أن علاجها ممكنٌ لحسن الحظ. ويتلخّص في تناول الكالسيوم وفيتامين D إلى جانب محاولة الاسترخاء والتخفيف من الضغط النفسي.

شاهد الفيديو من هنا : https://youtu.be/cLAYPJDLOHU

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد