تحدثنا سابقاً أن تعرّض السردين أو التونة للحرارة يدمّر أحماض أوميغا 3 الدهنية نظراً لأن عنصري أحماض أوميغا 3 (DHA) و(EPA) حساسان جداً للأكسجين والحرارة وتعليب الأطعمة يستلزم تعرّضها للحرارة. وفي كثير من الأحيان تقوم الشركات المصنّعة بتعريض هذه المنتجات إلى الحرارة العالية لمدة تزيد عن 5 ساعات بعد بسترتها بشكل أولي .وذلك للتأكد من القضاء على كل مافيها تمهيداً لعملية حفظها وبالأخص تعليب اللحوم.
وتوصلنا إلى أن عملية تعليب الأطعمة تدمّر أحماض أوميغا 3 الدهنية . هذه النتائج بنيت من خلال الأبحاث لا من خلال التجربة الشخصية . لذلك تم إرسال عيّنتين عشوائيتين إحداها علبة سردين والأخرى علبة تونة ، وذلك للكشف عن كمية أحماض أوميغا 3 الدهنية الموجودة في هذه المعلّبات. من المفروض وفقا للأبحاث السابقة أن النسبة ستكون معدومة إلا أن النتائج كانت صادمة .
أحماض أوميغا 3 الدهنية (DHA)
إن أحد أحماض أوميغا 3 الدهنية (DHA) يشكّل نسبة 20% من المادة الرمادية في الدماغ كما يدعم هذا الحمض الشبكية أيضاً نظراً إلى ضرورته للدماغ والجهاز العصبي علماً أن الشبكية تُعد امتداداً للدماغ ،فهي ما يمكّننا من الرؤية، يحدّ حمض DHA من الإجهاد التأكسدي ، ويحدّ من الالتهاب ، إضافةً إلى كونه مضاد أكسدة فعال ويعزز من عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ BDNF.
وهو العامل الذي يساعد على نمو الدماغ وعلى زيادة الخلايا العصبية كما يساعد حمض DHA على تعزيز حجم الحُصين .فمع التقدم في السن، تتقلص هذه البنية الدماغية وهذا ما قد يؤثر على التعلّم والدماغ ، كما أنها قد تتقلص أيضاً عند نقص حمض DHA.
ولهذا فتناول أحماض أوميغا 3 الدهنية قد يدعم الحُصين إلى حدٍ كبير، ويعزز القدرة على التعلّم. ويلعب حمض DHA دوراً في التشابك العصبي وهو التواصل بين الخلايا العصبية ووجب التنبيه إلى أن نقص حمض DHA يمكن أن يؤدي للإصابة ب ADHD . وهو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط .
إذا كنتم تعرفون أحد الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب أو باضطراب عُسر القراءة عليكم حثّهم على البدء بتناول حمض DHA.
أما تأثير هذا الحمض على الأطفال الصغار والرضّع فهو تأثيرٌ هائل ويتحتم على النساء الحوامل تناول هذا الحمض الدهني بالتأكيد.
وكذلك المُرضع، يعتمد تكوين الدماغ والشبكية على حمض DHA عند الأطفال، تستبدل الرضاعة الطبيعية أحياناً بحليب الأطفال الصناعي وفي هذه الحالة تختلف بنية الشبكية بشكل جذري لدى الطفل بالمقارنة مع الأطفال الذين تغذوا على الرضاعة الطبيعية.
إليكم أحد الحلول البسيطة وهو إضافة الحمض إلى أحد السوائل وإعطائه للأطفال والرضّع لأنه قد يؤثر حتى على مستوى الذكاء
والقدرات العقلية لدى الأطفال .
أما أفضل المصادر للحصول على حمض DHA فهي الأسماك الدهنية وزيت كبد الحوت ويمكن الحصول عليه أيضاً من الطحالب.
نتائج الإختبار:
تحوي علبة السردين على 788 ملغ من حمض (DHA) بالإضافة إلى 742 ملغ من حمض (EPA) وهذه نسبة جيدة من أحماض أوميغا 3 الدهنية. أما علبة التونة فتحوي 57 ملغ من (DHA) و 41 ملغ من (EPA).
والجدير بالذكر أن نسبة (DHA) في السردين تفوق ب13 ضعفاً ما تحويه التونة.
أما نسبة (EPA) في السردين أكثر ب18 ضعفاً من التونة وكلاهما من أحماض أوميغا 3 الدهنية ،وهذه نقطة هامة.
ومنطقياً، فإن التفسير الوحيد لذلك هو أن الحرارة العالية لا تُستخدم في تعليب اللحوم.
والخلاصة هي أن التونة والسردين المعلّب يحوي بالفعل أحماض أوميغا 3 الدهنية . وليس كما قيل سابقاً .
سمك السردين والتونة : من الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن المفيدة لصحة الجسم، ورغم أن البعض لا يحب رائحته إلا أنه من أكثر الأسماك التي لا تحتوي على نسبة عالية من الزئبق الموجودة في الأسماك الأخرى. ويلجأ البعض إلى السردين المعلب كحل بديل عن السردين الموجود في الأسواق بسبب الرائحة،يعتبر سمك السردين مصدراً هاماً للأحماض الدهنية الأوميغا 3 التي تساعد على الوقاية من أمراض القلب، ويحتوي السردين على فيتامين B12 الذي يساعد على تنظيم ضربات القلب والأوعية الدموية. ومصدر هام للكالسيوم .
أرسلت علبة سردين وتونة للمختبر وكانت النتيجة صادمة!