لا شك في أنّ التدخين من أشد العادات ضرراً على الصحة. وقد يظن من يتشارك العيش مع المدخّن أنه في مأمنٍ من أخطار التدخين، إلا أن كليهما في الحقيقة معرّضٌ لخطرٍ جسيمٍ. إذ لا يقتصر خطر التدخين على المدخنين أنفسهم فحسب، بل يتعدّى ذلك إلى من يعيشون معهم في نفس المنزل، ويستنشقون الدخان المنبعث من سجائرهم. إذاً ماهي خطورة التدخين السلبي؟
ما هو التدخين السلبي؟
التدخين السلبي هو استنشاق الدخان المنبعث من سجائر الآخرين، أو الدخان المنبعث من زفير المدخنين. ويشمل التدخين السلبي الدخان الذي يصدر من فم المدخن أو أنفه، والدخان الذي يأتي مباشرة من منتج التبغ المحترق.
ويُعدّ التدخين السلبي تدخيناً غير مباشر، لذا فهو يشكل خطراً كبيراً على صحة الفرد، وخاصّةً الأطفال. ووفقاً لباحثين من منظمة الصحة العالمية، فإن حالةً واحدةً من بين كل مئة حالة وفاة في أنحاء العالم تحدث بسبب التدخين السلبي، أي أن ما يُقدَّر بنحو 600 ألف شخص يلقون حتفهم سنوياً بسبب التدخين السلبي.
وتنفرد الولايات المتحدة بـ 41 ألفاً من مُجمَل الوفيات، وفيما تُعزى 7 آلاف حالةٍ منها إلى سرطان الرئة، يعود سبب ما تبقّى من الحالات –أي ما يقارب 34 ألف حالة– إلى أمراض القلب.
أما بالنسبة للمدخنين، فإن عدد الوفيات بسبب التدخين يبلغ 7 مليون حالة سنوياً حول العالم، ومن تلك الحالات تختصّ الولايات المتحدة بـ 480 ألف حالة وفاة. أي أن نسبة الوفيات بسبب التدخين تفوق تلك التي يسبّبها التدخين السلبي بعشر مرات. ومن الجدير بالذكر أن الأثر المدمّر للتدخين لا يقتصر على الرئة فحسب، بل يتجاوزها إلى الشرايين المحيطة بالقلب.
علاقة التدخين السلبي بسرطان الرئة
يُعدّ سرطان الرئة أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً في جميع أنحاء العالم. ويُعزى أعلى معدل لوفيات السرطان إلى إصابات الرئة. إذ تشير الإحصائيات إلى أن التدخين السلبي يزيد من فرص الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 20-30%.
كما قد يحفّز التدخين السلبي نشوء أنواع أخرى من السرطانات، مثل:
- سرطان الفم والبلعوم.
- سرطانات الجهاز الهضمي.
- سرطان المثانة وسرطان الكلى.
- سرطان البنكرياس.
- سرطانات عنق الرحم والثدي لدى النساء.
- سرطان الغدد الليمفاوية.
- سرطان الدم.
- أورام الدماغ لدى الأطفال.
أضرار التدخين السلبي
تشمل أبرز الأضرار التي يمكن أن يسببها التدخين السلبي ما يلي:
1- يضرّ بالقلب والأوعية الدموية
يزيد التدخين السلبي من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 25%، وقد أشارت الدراسات أن المدخنين السلبيين معرضون لخطرٍ أكبر للإصابة بالسكتة الدماغية، مقارنةً بمن لا يتعرّضون للتدخين السلبي.
2- يهيّج المجاري التنفسية
تدمّر المواد المستنشَقة أثناء التدخين السلبي الشعيرات الصغيرة الموجودة في قنوات الجهاز التنفسي، والتي تساعد على إزالة الجزيئات والبكتيريا. ما يؤدي لتراكمها وارتفاع خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي.
3- يشكّل تهديداً على صحة الأطفال
إذ يزيد التدخين السلبي من فرص إصابة الأطفال بالربو، كما قد يزيد من خطر إصابتهم بالعديد من الأمراض، مثل: التهاب الشعب الهوائية، الالتهاب الرئوي، تلوّث قنوات الجهاز التنفسي.
وقد يؤدي التعرّض للتدخين السلبي إلى ارتفاع خطر الإصابة بمتلازمة موت الرّضع المفاجئ.
وتشير الأبحاث إلى أن آثار التدخين السلبي تستمر إلى ما بعد مرحلة الطفولة، وتنعكس على صحة الطفل وتحصيله الدراسي.
4- يمثّل خطراً على الحوامل والأجنة
قد يؤدي تعرّض النساء الحوامل للتدخين السلبي إلى تهديد حياة أجنتهم وتعريضها للخطر. إذ تشير الدراسات إلى أن التدخين السلبي أثناء الحمل يزيد من فرص ولادة جنين ميت بنسبة 23%، كما يزيد من خطر إنجاب طفل بعيوبٍ جسديةٍ بنسبة 13%،
ويؤدي التعرض للتدخين السلبي خلال فترة الحمل إلى زيادة احتمالية إنجاب طفل منخفض الوزن عند ولادته.
المواد الكيميائية في دخان السجائر
يوجد ما يفوق 7 آلاف مادة كيميائية في دخان السجائر، والمئات من هذه المواد الكيميائية تعدّ مواداً سميّةً. في حين أن سبعين من هذه المواد الكيميائية هي مواد مسرطنة تسبب الإصابة بالسرطان.
إليكم بعض المواد المسرطنة الأكثر فتكاً:
1. الهيدروكربونات الأروماتية متعددة الحلقات (PAH)
2. النتروزامين (N- nitrosamines)
3. الأمينات العطرية
4. البنزين الحلقي
5. الألدهيدات
6. أكسيد الإيثيلين
وبهذا يتبيّن لنا أنه لا يكفي الامتناع عن التدخين، بل ينبغي أن نفعل ما بوسعنا لنتجنّب التعرّض للتدخين السلبي، لما يشكّله من أضرار على الصحة تصل حدّ الموت في أحيانٍ كثيرة.
مشاهدة الفيديو من هنا: هذا ماسيحدث عندما تخالط المدخنين!