الكورتيزول المرتفع عند الجميع يسبب ضمور وضعف العضلات | سأخبركم كيف نخفضه

في عالم متسارع كثير التغير سريع التطور، ثكثر الأسباب المؤدية إلى الضغط والتوتر، فقد بات الكثيرون يفتقرون حتى إلى بعض الوقت لاحتساء قهوتهم الصباحية ويقضون معظم أوقاتهم في العمل ضمن ظروف ضاغطة مثيرة للتوتر و لا يستطيعون التقاط أنفاسهم خلال أداء مهماتهم الكثيرة ثم يعودون أخيراً إلى المنزل آخر اليوم منهكي القوى خائري العزيمة، يتحول هذا الوهن مع مرور الوقت إلى بعض الأعراض المزعجة كآلام الظهر المزمنة والشعور بآلام شديدة عند الفخذين والركبتين، وقد تتطور الأعراض عند البعض لتشمل اضطراباً في ضغط الدم ونسبة السكر في الدم مع اضطراب في المزاج و الشعور بالانزعاج الدائم. فما هو السبب؟ السبب هو الكورتيزول المرتفع الذي يسبب أيضا ضمور العضلات .

يبذل الكثير من الرياضيين جهداً كبيراً في زيادة كتلة عضلاتهم وحجمها وذلك من خلال التدريب المكثّف حتى أنهم قد يلجأون إلى تناول كميات إضافية من البروتين ولكن هل تعلمون ماذا يحدث للعضلات تحت ضغط الإجهاد والتوتر؟ غالبًا ما يشار إلى الكورتيزول باسم “هرمون الإجهاد” بالرغم من إنتاجه بشكل طبيعي على مدار اليوم، ولكن يكون إفرازه بكميات أكبر كاستجابة للتوتر. تنتج الغدة الكظرية الكورتيزول وتفرزه بمستويات مختلفة على مدار اليوم. تكون مستويات الكورتيزول أعلى بشكل عام في الصباح وتنخفض في الليل إذ تنخفض كمية الكورتيزول المنبعثة على مدار اليوم ما لم يطلق الجسم بالطبع المزيد من الكورتيزول كرد فعل للإجهاد.

ضمور العضلات

أعراض ارتفاع الكوتيزول:

يسبب ارتفاع الكورتيزول:

  • تراكماً لدهون البطن مع فقدان البروتين في عضلات الفخذ و الأرداف ما يسبب ألماً شديداً في الركبتين . وبخاصة عند صعود السلالم.
  • ارتفاع ضغط الدم ابتداءً بالضغط الانقباضي الذي يمثل القيمة العليا نزولاً إلى الضغط الانبساطي الذي يمثل القيمة الدنيا.
  • الالتهاب.
  • الحساسية و الربو.
  • حب الشباب و الشعور بالقلق.
  • تراجع القدرة على تحمل التوتر إذ يفقد المرء أعصابه بسهولة مع الآخرين.
  • اضطراب سكر الدم الذي قد يؤدي إلى الإصابة بداء السكري في حال فرط الكورتيزول.
  • تناقص الرغبة الجنسية بسبب نقص البوتاسيوم. و ذلك نظراً لضرورته في الجسم فهو (البوتاسيوم) موفر جيد للطاقة ويحافظ على توازن السوائل كما يساهم في استرخاء الجسم.

 ولكن ما علاقة الكورتيزول بالتعب ووهن العضلات؟

إن فرط التوتر ليس بالضرورة هو المسؤول عن ذلك بل فرط الكورتيزول الذي يطلق عليه أيضاً الهرمون القشري السكري.أو بسبب خارجي كفرط البريدنيزون مثلاً الذي يؤدي أيضاً إلى فرط الكورتيزول وبالتالي يسبب الأثر نفسه. ويترتب على ذلك أمران أساسيان فيما يتعلق بالعضلات:

1-ازدياد الهدم العضلي والهدم يعني التكسّر والتفكيك والمقصود هنا تفكك البروتين في العضلات.

2- تراجع الأيض البنائي في العضلات وهذا يعني توقف نمو العضلات وتجددها.

وبالنظر إلى تسلسل ذلك نجد أولاً ازدياد التوتر أو فرط البريدنيزون أو ارتفاع مستويات الكورتيزول بفعل سبب آخر كتشكل ورم على الغدة الكظرية أو غير ذلك وبهذا تتعدد أسباب ارتفاع الكورتيزول الذي يستهدف العضلة  ويؤدي إلى ضمورها، فتتحول إلى أحماض أمينية تعد مواداً أولية لإنتاج الغلوكوز في الكبد فيما يطلق عليه عملية “تخليق الغلوكوز” وهذا يعني إنتاج غلوكوز جديد من مصادر غير الكربوهيدرات وأثناء عملية تفكيك البروتين الموجود في العضلات تتدخل مجموعتان من العضلات بشكل أساسي وقد تتدخل بعض العضلات الأخرى أيضاً إلا أن العضلات الأساسية هي عضلات الفخذ رباعية الرؤوس وعضلات الألوية الكبرى وهما مجموعتان كبيرتان في الجسم ولهذا فإنه يركز عليهما كآلية بقاء. يحاول الجسم تخزين الغلوكوز لدعم الوقود في الدماغ في الأحوال الطبيعية.

لا يستخدم البروتين كمصدر وقود إلا أن الجسم قد يلجأ إلى ذلك كإجراء بديل وكآلية بقاء. إذ أنه يأخذ باستنفاد البروتين لزيادة الغلوكوز ومساعدة الجسم على البقاء. ولهذا فإن الدماغ لا يمكن أن يعيش على الكيتونات بشكل حصري ولكنه يحتاج أيضاً إلى الغلوكوز وعندما ينحرم من السكر فإنه ينتجه من مصادر عدة وهكذا يسبب التوتر وخصوصاً المزمن إلى تفكك العضلات وتحولها إلى أحماض أمينية تتحول فيما بعد إلى غلوكوز في الكبد إلى جانب عدة أمور أخرى. فالتوتر يسبب كبح استهلاك الغلوكوز في الخلايا ليتم اختزانه لحاجة الدماغ ويسبب كبح استخدام الغلوكوز وكبح تخليق الغلايكوجين بمعنى أن الجسم لن يعود للتركيز على تخزين الغلوكوز بل إنه يركز على ارتفاع نسبته في الدم كي يتسنى للدماغ نيل حاجته وهذا هو تأثير التوتر المزمن على العضلات الذي يحدث كآلية بقاء ليساعد الجسم على الاستمرار وتغذية الدماغ الذي يعد أهم أعضاء الجسم.

خطوات الحل:

1 – معالجة مصدر التوتر والقيام بكل ما يستلزمه الأمر للتعامل معه. قد تكون مهارات المواجهة وترتيب الأولويات والتعامل مع مصادر الضغط المختلفة من أهم الاستراتيجيات اللازمة للتعامل مع التوتر.

التوتر

و إذا كنتم من الرياضيين فعليكم باستبدال التمارين الطويلة المجهدة بتمارين قصيرة مكثفة إذ تساهم هذه التمارين بتحفيز التستوستيرون و خفض مستويات الكورتيزول بسبب قصر مدة التمرين وهو ما يمنع حدوث الإجهاد.

2- الفيتامينات الأساسية  B1, B5 وذلك بالمداومة على هذه الفيتامينات ويمكن الحصول عليهما من الخميرة الغذائية. إذ تساعد هذه الفيتامينات إلى حد كبير على مواجهة الآثار المترتبة على ارتفاع الكورتيزول.

3- فيتامين  D3  الذي يساعد على الحد من ارتفاع الكورتيزول بشكل طبيعي.

إن الاسترخاء و تصحيح النظام الغذائي و ممارسة بعض التمارين الرياضية و تنظيم النوم والحصول على قسط كاف من النوم بالإضافة إلى تعلم بعض استراتيجيات تنظيم الوقت و تحديد الأولويات وتقسيم المهمات المجهدة و المتعبة إلى مهمات أصغر وأكثر بساطة جميعها معاً خطوات هامة و أساسية في التعامل مع الضغوط النفسية والتوتر الدائم التي تسببه الحياة اليومية بتحدياتها الكثيرة. فقد لا يستطيع المرء شراء صحته ثانيةً إلا أنه يستطيع المحافظة عليها من المرة الأولى.

الكورتيزول المرتفع عند الجميع يسبب ضمور وضعف العضلات | سأخبركم كيف نخفضه

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد