تحتاج العضوية الحيوية إلى مجموعة من العناصر الغذائية المتكاملة للحفاظ على توازنها وصحتها إضافةً إلى مجموعة كبيرة من المهمات المنوطة بهذه المعادن والفيتامينات للقيام بمهمتها داخل الجسم. يُعد الزنك أحد أهم المعادن الضرورية اللازمة للوقاية من الفيروسات ونزلات البرد المتكررة. إلا أن نقصه بات موضع قلق عالمي فبحسب الخبراء فإن ما يصل إلى ملياري شخص حول العالم يعانون من نقص الزنك، وتثير الدراسات مخاوف بشأن الآثار الصحية التي يحملها ذلك على الأمراض المعدية، ووظيفة المناعة، وتلف الحمض النووي، والسرطان.
يُعد الزنك ضرورياً للحماية من الإجهاد التأكسدي والمساعدة في إصلاح الحمض النووي. أثبتت دراسة جديدة أن تلف الحمض النووي في البشر ناتج عن نقص طفيف في الزنك. كما أشارت بعض الدراسات إلى أنه في حين أن العديد من المغذيات الدقيقة كانت منخفضة عند كل مريض تم تشخيصه حديثًا بالاضطرابات الهضمية. فإن نقص الزنك طغى عليها جميعًا، ومن بين 309 أشخاص، تبين أن 59.4 ٪ من المرضى يعانون نقص الزنك. فما هو الزنك؟ وما هي أهم الأعراض الناتجة عن نقصه في الجسم؟ وما هي أهم المصادر للحصول عليه؟ تجدون جواب هذه الأسئلة وغيرها في هذا المقال.
ما هو الزنك؟
يُعد الزنك من أهم المعادن الأساسية التي يحتاجها الجسم من أجل محاربة الفيروسات والخلل الجيني ولالتئام الجروح وإنتاج الخلايا الجديدة وانقسامها. وقد يسبب انخفاض الزنك في الجسم أعراضاً مختلفة سنأتي على ذكرها فيما يأتي:
أعراض نقص الزنك.
1- إن الزنك هو أحد المعادن النادرة التي يحتاجها الجسم بكميات قليلة إلا أنه ضروري جداً لأن نقصه يؤدي إلى عدة مشكلات:زوال حاستي الشم والذوق وعدم الشعور بالجوع وهذه بعض الأعراض الشائعة.
2- ظهور بقع بيضاء على الأظافر وعادةً يسبب الإكثار من تناول الكربوهيدرات استنزاف الزنك لأن كثرة السكر أو الكربوهيدرات تستنفد الزنك من الجسم .ولهذا فإن وجود بقعة بيضاء صغيرة في وسط أحد الأظافر التي تنمو بالعادة كل 6 أشهر ربما يدل على استهلاك الكثير من السكريات في الفترة الأخيرة الممتدة إلى ثلاثة أشهر سابقة.
3- ظهور حب الشباب ومشكلات الجلد كالإكزيما والتهاب الجلد التي تتعلق بنقص الزنك إلا أن ثمة أمور أخرى وراء مشكلات الجلد تشبه إلى حد كبير نقص الزنك كنقص فيتامين A أو فيتامين B2 أو B6، لذا عليكم التعمق في جميعها لتعرفوا أصل المشكلة ولكن نقص الزنك يعيق القدرة على امتصاص فيتامين A واستخدامه لأن كلا المعادن والفيتامينات تعمل مع بعضها البعض، كما يعد الزنك أحد المعادن الرئيسية المسؤولة عن إنتاج ما يفوق 300 إنزيماً مختلفاً وعن عدة تفاعلات كيميائية في الجسم وعن إنتاج البروتين.
4- يسبب نقص الزنك تساقط الشعر والثعلبة وهي فقدان الشعر في عدة بقع من فروة الرأس. وكذلك خفة الشعر وهو ما قد يعزى إلى نقص فيتامينات B كنقص البيوتين. ولكن قد يكون أيضاً بسبب نقص الزنك فكلاهما يعملان معاً.
شاهد أيضا : أوقفوا هذه الأطعمة التي تحرم الصغار من الزنك وتقلل ذكائهم!
5- عدوى الفيروس الأنفي، إن الزنك بوصفه أحد المعادن النادرة يساعد على إخماد الفيروسات. فالقضاء التام على الفيروس غير ممكن نظراً لعدم كونه كائناً حيّاً بل عبارة عن أحد أجزاء المادة الجينية الموجودة في كيس قد يحفز طاقة الجسم عبر الخلايا مؤديّاً بذلك إلى سلسلة من الاستجابات المناعية لذا فإن إحدى خصائص الزنك إخماد نشاط الفيروس الأنفي. إن تناول الزنك فور الشعور بالمرض يسرّع قدرة الجسم على التغلب على المرض وقد يقي من المرض أيضاً فالفيروس الأنفي هو المسؤول عن التنقيط الأنفي الخلفي واحتقان الجيوب والتهاب الحلق والعطاس وتستلزم الإصابة به تناول المزيد من الزنك.
6- تراجع مستوى التستوستيرون لدى كل من الرجال والنساء .فتراجع التستوستيرون يؤدي إلى تناقص الرغبة الجنسية إلى حد كبير ويعزى إلى نقص الزنك.
7- قرحة الفم التي قد تعزى لعدة أمور. إلا أن التقرّح الذي يظهر في الفم غالباً ما يكون سببه فيروسياً .كفيروس الهربس الذي ينشط بعد خموله بفعل التعرّض للتوتر. وبالتالي نقص الزنك كما يسبب كلا السكر والتوتر استنزاف مخزون الزنك في الجسم بسبب ازدياد إفراز الكورتيزول الذي يزيد حاجة الجهاز المناعي إلى مزيد من الزنك وبالتالي استنزاف مخزونه.
8- يساعد الزنك على تعزيز كريات الدم البيض: تتحكم الغدة الكظرية بالكريات البيض. وتسبب كبح الجهاز المناعي .فيلعب الزنك دوراً هامّاً في ذلك لهذا ثمة علاقة بين مواجهة التوتر وتوفر المعادن النادرة لضمان قوة الجهاز المناعي.
بعض الأسباب المؤدية إلى نقص الزنك
من الجدير بالذكر هو أن بعض الدول خارج الولايات المتحدة تشهد وفاة نسبة كبيرة من الرضّع فيها بسبب نقص الزنك ونتيجة الإسهال فمع الأسف لا تتم إضافة الزنك إلى التربة الزراعية ويحتمل أن ذلك هو أحد عوامل نقصه من الغذاء، وقد يكون السبب في محاولة الحصول عليه من الحبوب نظراً لوجود أحد مثبطات امتصاصه في الحبوب ويدعى حمض الفيتيك فهذا المركب الموجود في الحبوب بشكل طبيعي يمنع امتصاص الزنك، كما أن تراجع شدة الحموضة في المعدة يحول دون امتصاص ذلك الحمض ولهذا فإن حرقة المعدة أو ارتجاع الحمض أو عسر الهضم كفيل بحدوث نقص الزنك.
من أين نحصل على الزنك.
يحوي المحار على نسبة عالية من الزنك وهو أحد الأطعمة البحرية. كذلك لحوم الحيوانات واللحوم الحمراء فهي تحوي على الزنك كلحم البقر. وفي طحلب الكِلب (العشب البحري) وغيره من الأطعمة الكثيرة. إذا كنتم تعانون من أحد الأعراض السابقة فعليكم الانتباه أكثر إلى نسب الزنك المتوفرة في النظام الغذائي. وتجدر الإشارة إلى الإكثار غير المدروس من تناول مكملات الزنك قد ينطوي على خطر نقص النحاس. وبالتالي فقر الدم وذلك لتكامل المغذيات المختلفة مع بعضها البعض.
إن الإشارات التي ترسلها أجسامنا تنبيهاً لنقصٍ ما أو إنذاراً بوجود خطرٍ . ما تستلزم منا الكثير من الوعي والحذر، وإنه لمن الذكاء الشخصي أن يعرف الإنسان كيف يتعامل مع إشارات جسده المختلفة.
أعراض نقص الزنك المنتشرة بين الناس!