أخطاء في الإرشادات الغذائية الجديدة الموجّهة للأمريكيين

تُصدر الولايات المتحدة كل خمس سنوات إرشادات غذائية جديدة موجهّة للأمريكيين، ولكن في هذه المرة كان هناك أخطاء في الإرشادات الغذائية الجديدة الموجّهة للأمريكيين، ربما عن غير قصد. فقد كانت اللجنة الاستشارية العلمية المسؤولة عن إصدار هذه التوصيات، استناداً للأدلة العلمية، بصدد إحداث اثنين من التغييرات المهمة المختلفة عن التوصيات السابقة، وهما:

 – خفض استهلاك السكر المُضاف بشكلٍ جذريٍّ.

فوفق التوصيات السابقة، يجب ألا تتعدّى نسبة السكر المضاف 10% من إجمالي السعرات الحرارية. أما الآن، فهم يوصون بخفض نسبة السكر المضاف إلى النصف تقريباً، أي ما يعادل 6% من إجمالي السعرات الحرارية. وهذا أمر جيد، ولكن لسوء الحظ تم رفض هذا التعديل ولم تتم إضافته إلى الإرشادات الجديدة. وذلك لأن الأدلة لم تدعم إدخال تغييراتٍ كميّةٍ في الوقت الحالي.

ولهذا تم بحسب التوصيات السابقة إبقاء نسبة السكر على ما هي عليه، أي 10% من إجمالي السعرات الحرارية.

– تعديل كمية الكحول المسموح بها لكلا الجنسين إلى مشروب واحد يومياً.

وقد فشلت هذه التوصيات كذلك في الحدّ من كمية الكحول المسموحة. فقد كانت التوصيات السابقة تسمح بمشروبَين للرجال، ومشروب واحد للنساء كل يوم. أما في التوصيات الجديدة، فهم يوصون بالاقتصار على مشروب واحد فقط بدلاً من اثنين لكلا الجنسين. وذلك نظراً للصلة الوثيقة بين شرب الكحول وأمراض القلب والكبد والبدانة. وبهذا نجد أن الفكرة السائدة بأن الاعتدال في شرب الكحول مفيد للصحة لم تعد مجدية.

السكر المُضاف مقابل إجمالي السكر

إن السكر المقصود في تلك التوصيات هو السكر المُضاف، لا إجمالي السكر. ووفقاً للتوصيات الواردة في الإرشادات الغذائية الموجهّة للأمريكيين، فإن النسبة الكلّية للكربوهيدرات يجب ألا تتعدّى 45-60% من إجمالي السعرات الحرارية.

إلا أن ما لا يدركه كثيرٌ من الناس أن جميع الكربوهيدرات تتحوّل إلى سكر. وهذا يشمل الخبز والمعكرونة، ورقائق الحبوب ورقائق المخبوزات، والوافل والبان كيك والمفن والعصائر. ويُستثنى من ذلك الألياف، فبالرغم من أنها تندرج ضمن الكربوهيدرات، إلا أنها لا تتحول إلى سكر في الجسم. إذ لا يتم هضمها في الجسم لأنها غير قابلة للذوبان في الماء، بل تتغذى عليها الميكروبات (البكتيريا الحميدة) الموجودة في الأمعاء. وهنا تكمن فائدة الخضروات، لقلة ما تحويه من سكر وغناها بالألياف.

ولهذا فمعظم الناس يجهلون مقدار السكر الذي يستهلكونه يومياً، فهم لا يعرفون أصلاً أن الكربوهيدرات تتحوّل إلى سكر. ويمكن قياس مدى سرعة تحوّل الكربوهيدرات إلى سكر من خلال المؤشر الغلايسيمي. ويُقدّر أن كمية السكر التي تتدخل جسم الفرد الأمريكي العادي تتجاوز 200 جم يومياً.  وقد تصل كمية السكر التي يستهلكها سنوياً إلى 99 كغ.

ما كمية السكر التي يجب استهلاكها يومياً؟

في الحقيقة، يجب أن تكون نسبة السكر المُضاف في الغذاء معدومة، أي 0% وليس 6% أو 10%. وكذلك فإن نسبة الكربوهيدرات التي يجب أن يتناولها الشخص يومياً هي 5٪ فقط، وليس 45% أو 60% كما ورد في الإرشادات.

وأفضل ما يمكن فعله للحدّ من هذه النسب هو اتباع حمية الكيتو الصحية، فهي تساعد على الامتناع عن تناول السكر المضاف والكربوهيدرات المعالَجة، وبالتالي تعزّز صحة الجسم.

فوائد اتباع حمية الكيتو

حمية الكيتو هي نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، متوسط البروتين،وعالي الدهون. وتُعدّ من أكثر الأنظمة الغذائية فعاليةً، وأكثرها أثراً على المدى الطويل.

ويعود سبب نجاح هذا النظام الغذائي إلى أنه عندما يحصل الجسم على كمياتٍ صغيرةٍ من الغلوكوز والكربوهيدرات فإنه يمكن أن يتّجه إلى حرق مصدر وقود آخر –الدهون– لإنتاج الطاقة. ولهذا السبب فإن حمية الكيتو معروفة بأنها تساعد الجسم على حرق الدهون بسرعةٍ مذهلة.

ولا تقتصر فائدة حمية الكيتو على حرق الدهون وخسارة الوزن بل تتعدّى ذلك إلى تقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض. فمن خلال الحدّ من السكريات والحبوب المصنّعة قد ينخفض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وهو مرض يزداد شيوعاً وانتشاراً يوماً بعد يوم. إذ يؤدي اتباع حمية الكيتو منخفضة الكربوهيدرات إلى تقليل مستويات الأنسولين، ما يؤدي إلى تحفيز عملية حرق الدهون في الجسم وتحويلها إلى كيتونات.

وإذا ما تم الجمع بين اتباع حمية الكيتو والصيام المتقطّع فإن ذلك سيؤدي إلى فوائد مذهلة. إذ أنهما يجعلان عملية فقدان الوزن أكثر فعاليةً وسهولةً. وتتلخّص فوائدهما في تلاشي الشعور بالجوع تماماً، وتسهيل عملية حرق الدهون وتنظيمها.

شاهد الفيديو من هنا : إحذروا إنهم يريدونكم أن تتناولوا المزيد من الكحول والسكر!