هل يؤدي تناول الكربوهيدرات إلى تخفيف الشعور بالتوتر؟

يلجأ كثيرٌ من الناس عند الشعور بالتوتر أو الإحباط، أو عند التعرّض للألم إلى تناول الطعام بشراهة، حتى في حال الشبع. ومن المرجح أنهم يتناولون الكربوهيدرات خاصةً، مثل الحلوى والشوكولا والمعكرونة والكعك والمثلجات، أو قد يُقبل بعضهم على تناول الأدوية أو شرب الكحول. ويُعرف هذا السلوك في علم النفس بمصطلح “الأكل العاطفي”، وهو الميل إلى الإفراط في تناول الطعام استجابةً للمشاعر والحالات العاطفية. وفي حين أنّه يمكن أن يحدث استجابةً للمشاعر الإيجابية، مثل الإفراط في الأكل في لحظات الفرح والنشوة، إلا أنّه غالباً ما يرتبط أكثر بالمشاعر السلبية كالحزن والتوتر والقلق. هل تناول الكربوهيدرات يخفف التوتر؟

 فما علاقة التوتر بالإقبال على تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات أو الإفراط في شرب الكحول؟ وما هي البدائل الطبيعية التي من شأنها أن تخفف من الشعور بالتوتر والقلق؟

هل تناول الكربوهيدرات يخفف التوتر؟

يؤثّر تناول الكربوهيدرات على السكر في الدم، فيؤدي إلى تراجع مستوياته بعد حوالي 30-40 دقيقة من تناولها. ثم ترتفع مستويات الكورتيزول في الجسم، فيؤدي ذلك إلى الشعور بمزيدٍ من التوتر.

أما الدوبامين، فيتعزّز إفرازه عند التطلّع لنيل مكافأة، كالحصول على الشوكولا أو المثلجات أو الكعك وغيرها، لا عند تناولها فعلياً. والدوبامين هو مادة شبيهة بالهرمون، وهو هرمون اللذة. ويعدّ الدوبامين ناقلاً عصبياً مهماً للذاكرة والتعلم والسلوك وتنسيق الحركات، ويقوم الدماغ بإفرازه عند الشعور بالسعادة.

فعند التعرّض للتوتر أو الألم، يلجأ البعض لتناول الكربوهيدرات أو شرب الكحول، في حين أن هذه الأطعمة والمشروبات قد تؤدي إلى ارتفاع الدوبامين لديهم قبل تناولها أو عند تطلّعهم لتناولها، وليس أثناء ذلك. والحقيقة أن تناولها يزيد من التوتر، وليس العكس. فالدوبامين لا يخفّض الكورتيزول فعلياً، بل يزداد مستوى الكورتيزول بعد تناول الكربوهيدرات.

وقد أظهرت بعض الدراسات المهمة التي تم إجراؤها على الفئران، والتي قد تعطي نتائج مماثلة لدى البشر، بأن تناول الكربوهيدرات لم يسهم في الحدّ من الكورتيزول، إلا أنه أدى إلى ارتفاعٍ طفيفٍ في مستوى الدوبامين. وبمقدور الدوبامين مواجهة ارتفاع الكورتيزول، لا الحدّ من مستوياته. فقد يمنح شعوراً وهمياً شبيهاً بخفض الكورتيزول.

والخلاصة أن تناول الكربوهيدرات يوحي بشعور الراحة، ويوهم بتخفيف التوتر، إلا أنه يؤدي إلى اضطراب مستويات السكر بالدم، ما يتسبب بارتفاع الكورتيزول وزيادة التوتر. أما تناول الأدوية أو شرب الكحول فقد يسهمان في الحدّ من التوتر لمدةٍ من الزمن، ولكن حالما يزول مفعولهما يعود الشعور بالتوتر مجدداً.

الكربوهيدرات

بدائل طبيعية لتخفيف التوتر

بدلاً من اللجوء إلى تناول الكربوهيدرات أو شرب الكحول أو حتى تناول الأدوية عند التعرض للتوتر والضغط النفسي، يمكن القيام ببعض الأمور:

1- تناول فيتامين B1

وأفضل المصادر الطبيعية له الخميرة الغذائية الخالية من الفيتامينات الصناعية. ويتمتع فيتامين B1 بمفعولٍ مذهلٍ، ويمنح شعوراً فورياً بالراحة والاسترخاء في غضون دقائق من تناوله.

فيتامين B1

2- تناول المغنيسيوم

يعدّ المغنيسيوم أحد المهدّئات الفيزيولوجية الطبيعية التي تعمل على خفض مستويات التوتر، وهو فعال للمساعدة على الاسترخاء.

ويمكن تناول مركب الكالسيوم والمغنيسيوم أو سترات المغنيسيوم، وغير ذلك من أنواع المغنيسيوم. كما يمكن تناول 7 أكواب من الخضار مع زجاجةٍ من المياه المعدنية يومياً، فهذا كفيلٌ بمنح الجسم كفايته من المغنيسيوم. وتعدّ مياه الينابيع أو المياه المعدنية غنيةً جداً بالمغنيسيوم، والمداومة على شرب هذه المياه طوال اليوم يمنح الجسم مئات الميليغرامات من المغنيسيوم، وتحديداً من النوع الذي يتّسم بدرجةٍ عاليةٍ من الامتصاص.

المغنيسيوم

3- شرب المليسة (الترنجان)

بدلاً من شرب الكحول لتخفيف التوتر مؤقتاً، يمكن شرب عشبة المليسة (الترنجان). فقد ثبت أن المغذيات النباتية التي تحتوي عليها هذه العشبة تزيد من الشعور بالراحة والاسترخاء إلى حدٍ كبيرٍ، وينصح بشرب هذه العشبة قبل النوم.

4- تناول الثيانين

يعدّ الثيانين أحد الأحماض الأمينية وهو فعال جداً، إذ يساعد على الحدّ من الإجهاد الذهني، ويمنح شعوراً بالسكينة.

5- تناول الأعشاب المتكيّفة

هناك الكثير من هذه الأعشاب، ومن أفضلها الإشواغندا. وتعزّز الأعشاب المتكيفة القدرة على تحمّل التوتر.

وبالإضافة إلى ما سبق، يجب الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم والمداومة على ممارسة التمارين الرياضية. فقد تسهم في تخفيف الإجهاد والضغط النفسي. ويمكن أن يفيد المشي لمسافاتٍ طويلةٍ بشكل خاص في تقليل مستويات التوتر.

لمشاهدة الفيديو : https://youtu.be/lQqyECetiJM

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد