خمس فوائد لليود يجهلها معظم الناس

يُعد اليود أحد المعادن النادرة – العناصر التي يحتاجها الجسم بكميات صغيرة جداً، وهو عنصر أساسي للحفاظ على الصحة، ونظراً لأن الجسم لا ينتجه ذاتياً فلا بد من الحصول عليه من الغذاء، إذ يؤدي النقص في اليود إلى اختلال عمل الغدة الدرقية. بات نقص اليود مؤخراً وأمراض الغدة الدرقية المرتبطة به يشكلان مصدر قلق خطير على الصحة العامة، فقد أشارت بعض الدراسات إلى عودة ظهور نقص اليود مجدداً بين السكان، كما أن حوالي 40% من سكان العالم معرضون لخطر الإصابة بنقص اليود، و وُجِد أن سكان البلدان المتقدمة يفتقرون بشكل متزايد إلى هذه المغذيات الأساسية، لهذا يجب التنبه إلى تضمين اليود في وجباتنا الغذائية، و إليكم خمسة من الفوائد التي يقدمها اليود للجسم.

ما هو اليود؟

اليود هو معدن نادر ومكون أساسي لهرمونات الغدة الدرقية ، ثلاثي يودوثيرونين (T3) وهرمون الغدة الدرقية (T4). تنظم هذه الهرمونات الأنشطة الأيضية لمعظم الخلايا وتلعب دورًا حيويًا في عملية النمو والتطور المبكر لمعظم الأعضاء ، وخاصة الدماغ ويؤدي عدم تناول الأطعمة الغنية باليود بشكل كافٍ إلى تراجع إنتاج هذه الهرمونات وهو ما يؤثر سلبًا على العضلات والقلب والكبد والكلى ونمو الدماغ.

اليود

فوائد اليود

أولاً: الغدة الدرقية

تتوضع النسبة الكبرى من اليود في الغدة الدرقية وذلك لدور اليود في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية و ليس القصد هنا هو عملية تحول الهرمونات (T4- T3)، بل عدد جزيئات اليود المرتبطة بذلك الهرمون الببتيدي، عند إنتاج هرمون T4 من الغدة الدرقية وهو صيغة غير نشطة فإن نسبة 80% من ذلك الهرمون تتحول إلى الصيغة النشطة T3 من هرمونات الغدة الدرقية عبر الكبد، أما 20% من هذا التحول فيحدث عبر الكلى، وفي حين أن T3 هو الصيغة النشطة فإن T4 هو الصيغة غير النشطة، يُعد السيلينيوم ضرورياً  في حدوث هذا التحول أيضاً لذا فإن نقص اليود يؤدي إلى عرقلة الاستقلاب وكل ما يتعلق به، فبطء الاستقلاب قد يؤثر على الشعر والأظافر والجلد والمزاج وقد يسبب تراكم الكوليسترول وازدياد الوزن في جميع أنحاء الجسم إلى غير ذلك من المشكلات بما في ذلك تشكّل العُقيدات على الغدة الدرقية بسبب نقص اليود.

ثانياً: الاستروجين

يلاحظ  قصور الغدة الدرقية بشكل غير متناسب على النساء أكثر من الرجال في بعض المناطق وهذا على الأرجح لأن هرمون الاستروجين الأنثوي يثبط امتصاص اليود ، في حين قد يعزز هرمون التستوستيرون امتصاص اليود. لذلك فإن كمية اليود القليلة التي نستهلكها من نظامنا الغذائي يتم امتصاصها واستخدامها بشكل مختلف بناءً على جنسنا.

يحمي اليود من فرط مستويات الإستروجين في عدة حالات:

  1.  في حال هيمنة الإستروجين تزداد الحاجة إلى اليود للتعامل مع فرط الإستروجين  كما في مرض الثدي الليفي الكيسي مثلاً الذي يتميز بتشكّل عُقيدات داخل الثدي فاليود يقضي على تلك العُقيدات بسرعة كبيرة.
  2. في حالات الإصابة بالكيسات المبيضية إذ يعد اليود علاجاً ممتازاً لأن تشكّل الكيسات يعزى إلى فرط الإستروجين لذا يعد اليود ضرورياً للحد من ذلك وكما نعلم فإن فرط الإستروجين قد يؤدي إلى السرطان وخصوصاً سرطان الثدي والمبايض والرحم والبروستاتا لذلك يُعد اليود أساسياً للحد من خطر الإصابة بالسرطان في هذه الأجزاء.
  3. أثناء فترة الحمل يرتفع مستوى الإستروجين ولهذا تُصاب الكثير من النساء بقصور الغدة الدرقية في حال نقص اليود أثناء الحمل.
  4. 4-   في حالات تعاطي حبوب منع الحمل والمعالجة بالهرمونات البديلة.
  5. عند تناول الأطعمة غير العضوية التي تحوي نسبة كبيرة من مبيدات الآفات التي تحاكي تأثير الإستروجين وتسبب ارتفاعه.
  6. عند الإكثار من منتجات الصويا أو حليب الصويا. وهو ما يؤدي إلى فرط الإستروجين الذي قد يؤدي إلى مشكلة كبيرة في حال نقص اليود.

ثالثاً: الوظيفة المعرفية

وخصوصاً في عملية نمو الرضع وفي حال نقصه عند الأم أثناء الحمل أو الرضاعة، وهو ما يؤثر سلباً على ذكاء الطفل ويسبب تراجعه وذلك لدور اليود في تطور الدماغ.

رابعاً: الإنسولين

يساهم اليود في تقليل الحاجة إلى الإنسولين ويلعب دوراً في ضبط سكر الدم أيضاً. إذ أنه يساعد على منع الإجهاد التأكسدي الذي قد يؤدي إلى أمراض مزمنة مثل داء السكري.

خامساً: الهبات الساخنة

يساهم اليود في منع التعرض للهبات الساخنة. إذ يرتبط قصور الغدة الدرقية بحدوث الهبات الساخنة أحياناً.

أسباب نقص اليود

أما نقص اليود فيُعزى إلى:

  • عدم توفر الميكروبات في التربة اللازمة لجمع المعادن النادرة بما فيها اليود.  وللعلم يتناول سكان اليابان نسبة من اليود في طعامهم تفوق ما يتناوله سكان الولايات المتحدة بمئة ضعف . لذا فهم أقل عرضة بكثير للإصابة بسرطان الثدي ومشكلات الغدة الدرقية وهيمنة الإستروجين. وقد يعود سبب ذلك إلى ارتفاع نسبة اليود في التربة هناك.
  • قد يسبب الإكثار من الخضار الكرنبية تثبيط امتصاص اليود. ولكن ذلك لا يحدث إلا عند تناول كميات هائلة على مدار فترة طويلة من الزمن والاقتصار على هذه الخضار دون غيرها. وهذا نادر الحدوث.
الخضار الكرنبية
  • الفلورايد: الفلورايد هو هالوجين له وزن ذري أخف من اليود ويمكنه الاستيلاء على مواقع مستقبلات اليود بسهولة أكبر، وبالتالي فإن التعرض للفلورايد يثبط امتصاص اليود وإذا كان جهاز تنقية المياه لديكم لا يتخلص من الفلورايد، فهذه مشكلة لأن كثرة الفلورايد في المياه تمنع امتصاص اليود.
  • البرومات: يدخل البرومات في منتجات الدقيق ويعيق القدرة على امتصاص اليود. وقد تم حظر استخدامه في أغلب الدول المتقدمة باستثناء الولايات المتحدة. حتى أنه لا يوضع على قائمة المحتويات المكتوبة على الملصق المرفق للمنتج. فإن كنتم ممن يتبعون حمية الكيتو فلن تتأثروا بهذه المشكلة لأنكم ممتنعون أصلاً عن تناول الخبز والمعكرونة ورقائق الحبوب والمخبوزات والبسكويت والوافل وغيرها، فالبرومات يستخدم لزيادة مرونة العجين و بالتالي تكمن خطورته عند تناول المخبوزات المختلفة.
  • بيركلورات: هذا الملوث موجود في المياه الجوفية في جميع أنحاء الولايات المتحدة وبكميات قابلة للقياس في الحليب والفواكه والخضروات. في الجرعات العالية. قد يثبط البيركلورات وظيفة الغدة الدرقية . ولكن حتى في الجرعات المنخفضة ، فإنه يمنع الغدة الدرقية من امتصاص اليود ، ويؤدي بالتالي إلى قصور الغدة الدرقية.
  • النترات: قد يتداخل هذا العنصر مع امتصاص اليود في الغدة الدرقية. من الواجب تجنب النترات المضافة إلى اللحوم المصنعة، مثل لحوم السجق والنقانق وبعض المأكولات البحرية المعبأة.
  • الزئبق: هناك أدلة على أن اليود قد يساعد الجسم في إزالة الزئبق السام، الموجود في الأسماك، و بعض المنتجات الاستهلاكية مثل الأجهزة الالكترونية و البطاريات و المنتجات الدوائية كحشوات الأسنان وغيرها.

وأخيراً:

إذا كنتم قلقين بشأن نقص اليود فعليكم بتناول طحلب الكِلب (العشب البحري) بالتزامن مع تناول الخضار الكرنبية و مختلف الأطعمة الأخرى، يعد طحلب الكِلب أفضل مصادر اليود، فهذه الأعشاب البحرية فعالة في إنقاص الوزن، وتدعم صحة الغدة الدرقية ، وقد ثبت أنها تقلل من خطر الإصابة بالعديد من أشكال السرطان كما أنها تحافظ على قوة العظام ولكن احرصوا على الحصول عليها من مياه المحيطات النظيفة والصحية فهي لا تحوي فقط على اليود بل جميع المعادن النادرة بالإضافة إلى الأحماض الأمينية والفيتامينات لذا فتأكدوا من الحصول عليها من مصدر عضوي لضمان الحصول على أعلى مستويات الفائدة و المغذيات اللازمة.

خمس فوائد لليود يجهلها معظم الناس

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد