لماذا يسبّب تناول الكربوهيدرات الشعور بالجوع؟

قد ينتاب بعض الناس شعورٌ بازدياد الجوع والشهية للطعام بعد تناولهم أطعمةً معيّنةً، وخاصةً الكربوهيدرات (النشويات) مثل الحبوب والبطاطا والبقوليات، والخبز والأرز والمعكرونة وغيرها. فلماذا يسبّب تناول الكربوهيدرات الشعور بالجوع؟

لماذا يؤدي تناول الكربوهيدرات إلى ازدياد الجوع؟

يُعزى ذلك إلى سببَين رئيسيين:

 1- انخفاض نسبة السكر في الدم

يؤدّي تناول الكربوهيدرات إلى ارتفاع مستوى الإنسولين، الذي يعمل على إزالة الكربوهيدرات من مجرى الدم، ليقوم الجسم بتحويلها إلى سكر يتم تخزينه في الكبد والعضلات، ويحوّل الفائض منه إلى دهون تختزن في أماكن مختلفة من الجسم، فوظيفة هرمون الإنسولين هي خفض مستوى الغلوكوز، وعندما يكون مستوى الغلوكوز في الدم منخفضاً بسبب ارتفاع الإنسولين، تزداد الشهية لتناول الكربوهيدرات، ويزداد الشعور بالجوع، ولهذا فإنّ انخفاض مستوى السكر في الدم يسبّب الشعور بالجوع.

السكر في الدم

2- ارتفاع مستوى الإنسولين

فكلّما ارتفع مستوى الإنسولين في الجسم، زاد الشعور بالجوع. وقد يؤدي الإكثار من تناول الكربوهيدارت على مدار سنواتٍ عديدةٍ إلى حدوث ما يسمى بمقاومة الإنسولين، وهي حالة تتوقّف فيها مستقبِلات الإنسولين في الخلايا عن إدخال الإنسولين وترفضه، وبالتالي لا تحصل الخلايا على الوقود والغذاء اللازم، ما يؤدّي إلى الشعور المستمر بالجوع والرغبة في تناول الكربوهيدرات. ونظراً لأن المغذّيات لا تدخل الخلايا، ترسل هذه الخلايا إشارةً للبنكرياس لتطلب إليه صنع المزيد من الإنسولين لعدم كفاية ما لديها. فيستجيب البنكرياس ويبدأ بإفراز المزيد من الإنسولين لسدّ حاجة الخلايا.

وكلما ارتفع المؤشر الغلايسيمي في الطعام، زادت سرعة ارتفاع مستوى الإنسولين، وبالتالي انخفضت نسبة السكر في الدم. ولهذا فإن الأطعمة عالية الكربوهيدرات تسبّب الشعور بالجوع بعد فترةٍ قصيرةٍ من تناولها، لأنها تؤدّي إلى ارتفاع الإنسولين وخفض نسبة السكر في الدم. أما السلطة، فعلى الرغم من احتوائها على الكربوهيدرات، إلا أنّها لا تسبّب ارتفاعاً كبيراً في الإنسولين، ولا يؤدّي تناولها إلى الشعور بالجوع، فهي تحتوي على الألياف، كما أنّها غنيّة بالعناصر الغذائية.

الإنسولين

ما الذي يزيد من الشهية؟

فيما يلي أهم ما من شأنه تحفيز الشهية وزيادة الرغبة في تناول الطعام:

تناول الكربوهيدرات المكررة

يؤدي تناول الكثير من الكربوهيدرات الفارغة إلى تحفيز الشهية، ومنها الخبز والمعكرونة والحبوب والبسكويت والحلوى والمشروبات الغازية وغيرها، إذ تتسم هذه الكربوهيدرات بكونها ذات مؤشر غلايسيمي مرتفع، ما يسبّب ارتفاعاً سريعاً في سكر الدم، يتبعه شعور بالجوع, كما أنها تمنح الجسم سعرات حرارية فارغة، ولا تمدّ الدماغ بأيّ مغذّياتٍ تجعله يرسل إشاراتٍ إلى الجسم بالاكتفاء والشعور بالشبع. فيؤدي ذلك إلى استمرار الشعور بالجوع والرغبة الملحّة في تناول المزيد من الكربوهيدرات.

تناول البروتين الصافي الخالي من الدهون

فتناول البروتين الخالي من الدهون والأطعمة قليلة الدسم يؤدّي إلى تحفيز استجابة الإنسولين. ولهذا ينصح بتناول البروتين الغنيّ بالدهون. وتجنّب تناول البروتين الصافي مثل بروتين مصل اللبن واللحوم الخالية من الدهون، إذ أن مؤشر الإنسولين يرتفع ارتفاعاً كبيراً عند تناولها، في حين أنّ تناول الدهون يساعد على الشعور بالاكتفاء.

البروتين

الأكل المتكرّر

يُعدّ تناول الوجبات الخفيفة والأكل المتكرّر بين الوجبات إحدى العادات التي تضر بالصحة أيّما ضرر، إذ أنّ الأكل المتكرّر يُحدث اضطراباً دائماً في مستويات السكر في الدم ويزيد من الشهية، فبمجرّد تناول أي نوعٍ من الطعام يرتفع سكر الدم فيرتفع الأنسولين ليخفّض من مستوى السكر في الدم . لذلك يؤدي هبوط سكر الدم بدوره إلى الشعور بالجوع مجدّداً، فتتولّد رغبةٌ ملحّةٌ في الاستمرار في تناول الكربوهيدرات طوال اليوم نتيجةً للشعور الدائم بالجوع.

الوجبات-الخفيفة

كيفية التغلّب على الشعور بالجوع

يمكن اتّباع بعض الأمور لتحقيق الشعور بالاكتفاء والتخلّص من الرغبة المستمرّة في تناول الطعام، وتشمل:

 – تناول المزيد من الأطعمة الدهنية

الحدّ من الكربوهيدرات

 – تناول الأطعمة الغنيّة بالعناصر الغذائية

وهذا يشمل الكربوهيدرات الغنيّة بالمغذّيات، مثل الخضروات الكرنبية، كذلك من هذه الأطعمة أيضاً المأكولات البحرية والمحاريّات ولحوم الأعضاء الداخلية، فهي غنيّة جداً بالمغذّيات وتحقّق الشعور بالاكتفاء.

الخضروات الكرنبية

 – الألياف

فقد يساعد تناول الخضار –مثل الكرفس الذي يعدّ غنياً جداً بالألياف– على كبح استجابة الإنسولين إلى حدٍّ كبيرٍ وضبط مستويات الإنسولين بالدم، والحول دون اكتساب المزيد من الوزن.

الكرفس

– التأكّد من وجود كميةٍ كافيةٍ من العُصارة من خلال دعم صحّة المرارة والكبد

تعدّ الدهون المحفّز الرئيسي لإنتاج العصارة في الكبد وتخزينها في المرارة، فعدم تناول ما يكفي من الدهون يؤدّي إلى نقص كمية العصارة، بالتالي إعاقة امتصاص العناصر الغذائية المنحلّة في الدهون التي تحقّق شعور الجسم بالاكتفاء، وبهذا فإنّ نقص العصارة يسبّب الشعور بالجوع.

 – اتباع الصيام

فالصيام يحوّل الجسم عن حرق الغلوكوز.وبالأخص السكر والكربوهيدرات. إلى حرق الدهون المختزَنة فيه. وعادةً ما يستغرق الأمر حوالي ثلاثة أيام وسطياً ليتكيّف الجسم مع حرق الدهون، وبعدها يتلاشى الشعور بالجوع تماماً.

علاج مقاومة الإنسولين

قد يساعد اتباع ما سبق في التخلّص من مشكلة مقاومة الإنسولين. ما يؤدّي إلى الحدّ من مستويات الإنسولين. وتسريع عملية الاستقلاب (الحرق). وبالتالي زوال الرغبة الدائمة في تناول الطعام وتحقيق الشعور بالاكتفاء.

٦ أشياء تقضي على الجوع ولماذا تشعر بالجوع فورا بعد تناول الكربوهيدرات

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد