لا تهملوا هذا الفيتامين الذي نقصه في الجسم يسبب الإمساك

ثمة أحد المغذيات الذي كثيراً ما يشيع نقصه في حالات الإمساك، قد يبدو الإمساك للوهلة الأولى متعلقاً بنوع الغذاء. ولكن بعد عرض المعلومات في هذا المقال سيبدو الأمر أكثر منطقية. إليكم كيف يؤثر نقص فيتامين B1 على عملية الهضم وأعضاء الجهاز الهضمي

حقائق

بدايةً، إليكم بعض الحقائق:

 إن الأعصاب الموجودة في الأمعاء أكثر من تلك الموجودة في الحبل الشوكي. كما يمتد عصب طويل جداً وهو العصب الحائر بين الدماغ والأمعاء الذي ينقل الإشارات في كلا الاتجاهين.

يتصل العصب الحائر بالجزء السفلي من الدماغ الذي يدعى جذع الدماغ الذي يحوي نواة الجهاز العصبي الذاتي وهو جهاز يعمل ذاتياً ويعتقد الكثيرون أنه لا ينقسم سوى لقسمين وهما الجهاز العصبي الودي واللاودي.

إلا أن ثمة جزءاً ثالثاً له وهو الجهاز العصبي المعوي ويطلق عليه الدماغ الثانية ويقع في السبيل الهضمي ويتألف من أنسجة عصبية.

فيتامين B1

 تم ذكر الحقائق السابقة لأن جذع الدماغ أو الجهاز العصبي الذاتي يتأثر بشدة بنقص الثيامين وهو نقص فيتامين B1. إذ يسبب نقصه جميع أنواع المشكلات في الجهاز العصبي الذاتي. والأمر نفسه ينطبق على جميع ما هو متعلق بالأعصاب كالأعصاب الموجودة في العضلة الملساء في الأمعاء التي تتحكم بحركة التمعّج.

فلو تعمقنا في أصل الإمساك نجد أنه يعزى إلى قلة التمعّج أو عدم حدوثه وعدم ضخ الفضلات خارج الجسم بل استقرارها بداخله بدون أن تتحرك.

ما هو البربيري؟

إنه النقص الحاد لفيتامين B1 ويطلق عليه بريبري. يؤثر أحد أنواع البريبري على الهضم والأمعاء ويعيق عملية التمعّج. وتتوقف الأمعاء عن الضخ فتستقر الفضلات بداخلها وذلك بسبب نقص فيتامين B1 في جذع الدماغ الذي يتحكم بالأعصاب. إذ يعتمد عمل جذع الدماغ وخصوصاً الجهاز العصبي الذاتي على الحصول على نسبة كافية من فيتامين B1. أما عدم حصوله على كفايته فيؤثر على قدرة العصب الحائر في توظيف الأستيل كولين في حصول هذه العملية. ويعد أستيل الكولين أشبه بهرمون ضمن الجهاز العصبي ويعتمد على فيتامين B1 فعندما نتناول الطعام تفرز المعدة بعض الأحماض لتكسير البروتين وخلق بيئة معادية لبقاء مسببات المرض ولامتصاص بعض المغذيات. ويعبر الطعام عبر أنبوب إلى كيس صغير وهو المرارة. التي تفرز العصارة التي تساعد في تكسير الدهون بمساعدة البنكرياس ويفرز البنكرياس أيضاً إنزيمات إضافية لتكسير الطعام.

دور الأمعاء في عملية الهضم

 وبعد المرحلة السابقة، يأتي دور الأمعاء الدقيقة حيث يحدث 90% من عملية الهضم. ومنها إلى الأمعاء الغليظة حيث تستكمل عملية الهضم وتتخمر الأطعمة التي لم يتم هضمها أو التي لا يمكن هضمها كالألياف وتعبر المعي الغليظ. وعند حدوث الإمساك تتراكم الفضلات في الجهاز الهضمي. وهنا يلجأ البعض لتناول البربيوتيك أو بيتين هيدروكلوريد أو أملاح الصفراء المنقاة والإنزيمات.

هل تعالج الملينات المشكلة؟

في بعض الأحيان قد يعتمد على بعض الأدوية كالملينات أو الملينات العشبية التي تعد خياراً أفضل. ولكن تناول الدواء نفسه بشكل مزمن لا يعني العثور على المشكلة الحقيقية. وهذه ليست دعوة لعدم تناول الملينات العشبية ولكن يشترط أن يتم البحث عن أسباب المشكلة الحقيقية بالتوازي مع تناول الأعشاب. لأن الخطورة المترتبة على الإمساك تفوق تلك التي تترتب على تناول الملينات بسبب التسمم الذاتي الذي ينتج عن استقرار الفضلات في الجسم وبقائها وعدم خروجها. وقد تتراكم وتؤدي إلى سمّية كبيرة. إذ أن نقص الثيامين لا يؤثر فقط على حركة التمعّج ولكنه يثبط إفراز حمض الهيدروكلوريك في المعدة. ويثبط حمض المعدة اللازم لتكسير البروتين لذا فإن عدم هضم البروتين كفيل بحدوث الإمساك. ويعد حمض المعدة ضرورياً أيضاً للقضاء على الميكروبات لكيلا تنمو في غير مكانها الصحيح كأن تنمو في الأمعاء الدقيقة فيما يطلق عليه:فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة.

كيف يؤثر نقص فيتامين B1 على عملية الهضم؟

قد يتسبب نقص فيتامين B1 بحدوث فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة نتيجة نقص حمض الهيدروكلوريك وهذه علاقة مثيرة للاهتمام. إذ يثبط نقص الثيامين قابلية الحركة في المعدة. ليس فقط قابلية الحركة في الأمعاء بل في المعدة أيضاً ومن أمثلة ذلك شلل المعدة الذي يسبب مرور الطعام ببطء شديد عبر الجهاز الهضمي. وتتسم هذه الحالة ببطء الجهاز الهضمي نتيجة الإصابة بالسكري الذي يصاحبه ارتفاع الكربوهيدرات والسكر. وهذا أحد الأسباب الرئيسية لنقص فيتامين B1 وهما الكربوهيدرات المكررة والسكر المكرر كالخبز والمعكرونة ورقائق الحبوب والمخبوزات والبسكويت والبان كيك وغيرها. فالإكثار من الكربوهيدرات يسبب الإصابة بالسكري وبالنتيجة نقص فيتامين B1 والإصابة بشلل المعدة وغيره من مشكلات الجهاز العصبي.  

ملاحظة جانبية:

عادةً ما يصاب مرضى السكري باعتلال الأعصاب المحيطية الذي يتجلى بالشعور بخدر وحرق وألم أسفل القدمين بسبب نقص فيتامين B1. كما يؤثر نقص فيتامين B1 على الجهاز العصبي على مختلف المستويات. وهنا نركز على العلاقة بين نقص فيتامين B1 والجهاز العصبي الذاتي. الذي يتأصل من جذع الدماغ ويمتد عبر العصب الحائر والجهاز العصبي المعوي.

كيف يؤثر نقص فيتامين B1 على البنكرياس؟

كما يؤثر نقص فيتامين B1 أيضاً على إنزيمات البنكرياس ما يعني أنه يعيق إنتاج الإنزيمات اللازمة لعملية الهضم. إذ أن 90% من عملية الهضم تكون في الأمعاء الدقيقة بمساعدة كبيرة من البنكرياس. وكما ذكر سابقا، فإن نقص فيتامين B1 يسبب شلل المعدة ويسبب أيضاً خلل حركة العصارة الصفراوية الذي يتجلى بكسل المرارة بكل بساطة. إذ ينبغي للمرارة أن تنقبض لتفريغ العصارة ولكنها تتوقف عن ذلك بسبب كسلها. ولا يقصد هنا نقص العصارة بل مشكلة في انقباض النسيج الرخو الذي يتعين عليه الانقباض لإفراز العصارة. وهذا يؤدي إلى قلة العصارة اللازمة للهضم نظراً لنقص فيتامين B1 فالقاسم المشترك بين مسببات الإمساك هو نقص الثيامين.

من الضروري جداً عند الإصابة بالإمساك التقصي وراء نسب فيتامين B1 في الجسم. فلربما يكون نقصه هو المسبب لحالة الإمساك وعسر الهضم. وفي حال تناول هذا الفيتامين كدواء فينصح بشدة بالبحث عن مكمّل طبيعي والابتعاد عن المكملات الاصطناعية.

لا تهملوا هذا الفيتامين الذي نقصه في الجسم يسبب الإمساك