كثيراً ما نلاحظ عدم تناسق في بعض الأجسام فيما يتعلق بحجم بعض الأعضاء بالنسبة إلى بعضها الآخر. فقد تبدو بعض الأجسام نحيلة من القسم العلوي (الأكتاف والجذع) بينما تبدو ممتلئة جداً في قسمها السفلي (الوركين والساقين) أو العكس. ولكن هناك بعض الحالات التي تتمثل بصغر حجم المؤخرة مع بروز البطن. سنعرض في هذا المقال لسبب ظهور حالات كهذه من عدم التناسق.
سبب بروز البطن مع صغر حجم المؤخرة
لا يمكننا تشخيص هذه الحالات مباشرة بمتلازمة كوشينج لأنها لن تحدث بين يوم وليلة. ولكن ما نحاول تقديمه هنا هو شرح كيفية الإصابة بهذه المتلازمة التي ربما تكون سبباً لبروز البطن وصغر حجم المؤخرة. إذ تنتج متلازمة كوشينج عن ارتفاع الكورتيزول وهذا الارتفاع يزداد بشكل تدريجي. لذا من الممكن أن يكون الشخص مصاباً بشكل مخفف بمتلازمة كوشينغ وليس بالمتلازمة مع كامل أعراضها وذلك بسبب ارتفاع الكورتيزول. فبما أن الكورتيزول هو هرمون التوتر والنجاة فهو يحاول الحفاظ على مستويات السكر متاحة لتُستخدم كمصدر طاقة سريعة كما يأخذ من مكان ليضع في آخر. إذ يأخذ أشياء قد لا يحتاجها الجسم أو أنها تفيض عن احتياجه مثل العضلة الألوية الكبرى التي تعد أكبر عضلات الجسم وبالتالي فهي تحوي على أحماض أمينية إضافية يمكن تحويلها لجلوكوز وكذلك ثاني أكبر عضلة في الجسم، العضلة رباعية الرؤوس تُهدم كما سابقتها بعملية هدم تُفكك البروتين إلى أحماض أمينية ثم إلى جلوكوز وبهذا تضمر العضلات وقد تبدو كأنها سيلوليت لكنها ليست كذلك. وكل ما حدث هو فقد لألياف العضلات التي تتهدم وتتحول لأحماض أمينية ثم إلى جلوكوز ثم يتحول الجلوكوز إلى دهون بمساعدة الإنسولين.
ما الذي يسبب هذه الحالة؟ وكيف نعالجها؟
الأسباب:
1- تعاطي البريدنيزون بسبب وجود التهاب في الجسم
والبريدنيزون هو نوع من الكورتيزول الاصطناعي وأحد تأثيراته الجانبية هي الإصابة بمتلازمة كوشينغ الناتجة عن الكورتيزول المرتفع.
2- انقطاع الطمث
فعند انقطاع الطمث تتراجع وظائف المبيض إلى حد ما فيأتي دور الغدة الكظرية كعضو داعم. لكن إن دخلت السيدة مرحلة انقطاع الطمث وهي تعاني التعب أو الإجهاد الكظري فقد يرتفع الكورتيزول لديها بشكل أكبر لأن الغدة الكظرية لا تتكيف مع هذا الدور الإضافي. ولهذا تأثيرات عدة مثل فقد الكولاجين الموجود في المفاصل وخسارة العظام بسبب تراجع مقدار البروتين الموجود فيها وصغر المؤخرة والعضلة رباعية الرؤوس.
3- التوتر
المرور بحالة من التوتر المزمن مدة من الوقت.
4- الأورام
وجود ورم على الغدة الكظرية أو النخامية.
5- حبوب منع الحمل
ولها تأثيرات جانبية عديدة منها متلازمة كوشينغ الزائفة.
ما هي متلازمة كوشينغ الزائفة؟
تنتج هذه المتلازمة عن آلية تختلف عن تلك المسببة لمتلازمة كوشينغ الحقيقية إذ يزداد الغلوبولين المرتبط بالستيرويد القشري (CBG) في الكبد. وهو عبارة عن مركب يتشكّل بارتباط البروتين مع الكورتيزول. إذ إن 90% تقريباً من الكورتيزول في الجسم يرتبط بالبروتينات وبهذا لا يكون الكورتيزول حراً ولا متاحاً للاستخدام. كما تنطبق آلية الارتباط هذه على هرمونات أخرى مثل الإستروجين والتستوستيرون. ويجب ألا يكون كامل الكورتيزول الموجود في الجسم حراً ولا بد أن يكون معظمه مرتبطاً بالبروتينات، أي في حالة عدم النشاط. والمشكلة هي أن حبوب منع الحمل تزيد (CBG) وبالتالي تزيد الكورتيزول. ويمكن ملاحظة المشكلة ذاتها لدى السيدات الحوامل والتي قد تحصل أيضاً عند الخضوع للعلاج بالإستروجين كالعلاج بالهرمونات البديلة أو عند وجود حالة من هيمنة الإستروجين ربما. فكلما ازدادت الدهون في الجسم لدى الرجال أو السيدات ازداد الإستروجين لأن الخلايا الدهنية تنتج هذا الهرمون. ولم نذكر ما يتعلق بالإستروجين ضمن الأسباب لعدم وجود أبحاث كافية.
6- أشياء أخرى لا تتعلق بالكورتيزول يمكن أن تسبب ضمور المؤخرة والفخذ
1-ضمور اللحم وهو حالة من خسارة الكتلة العضلية وقوتها مع التقدم في السن ويتعلق هذا السبب بالتقدم في السن إلا أن له ما يعالجه.
2-الخمول فالجلوس الطويل بسبب العمل المكتبي وعدم التمرن. ربما يكونان سبباً في شكل الجسم ذو المؤخرة الصغيرة والبطن البارز.
3- ألم مزمن في أسفل الظهر يمنع من تحريك هذه العضلات.
ما هي الحلول؟
1-استبدال البريدنيزون
ففي حال تناول البريدنيزون فيجب إيجاد بديل له. ولحسن الحظ فإن بدائله كثيرة ومتنوعة وعادة ما يكون هناك دائماً حل عشبي أو طبيعي بديل لأي دواء يتم تناوله لكن لا بد من استشارة الطبيب أولاً. وتعد المكيفات الطبيعية مثل الأشواجندا بديلاً للبريدنيزون إذ إنها تخفف التوتر وتساعد الغدة الكظرية بصورة كبيرة تلك الغدة التي تنتج الكورتيزول. كما يمكن تناول فيتامين D أيضاً فهو بديل للبريدنيزون إذ إنه مضاد التهاب طبيعي قوي جداً ورائع للتخلص من الألم لذا في حال تناول البريدنيزون لهذا السبب فربما يجب استبداله بفيتامين D.
2- الابتعاد عن مصادر التوتر قدر الامكان
يجب التقليل من التوتر مهما كان مصدره. إذ إن العمل الجسدي هو أحد أفضل العلاجات للإجهاد الذهني فهو يُشغل عن مصدر التوتر ويمرّن الجسم. كما أن ممارسة التمارين الرياضية تفيد جداً في التخلص من التوتر خاصة المشي لمسافات طويلة أو أي نوع من التمارين شريطة عدم الإفراط لأن الإفراط يؤثر سلباً على الكورتيزول المرتفع.
3- اتباع حمية الكيتو والصيام المتقطع
فهي تقلل من آلية القتال أو الهروب وتأثير الجهاز العصبي الودي وبالمقابل يزيد تأثير الجهاز العصبي اللاودي ما يساعد على خفض الكورتيزول. لذا نجد من يتبعون حمية الكيتو والصيام المتقطع قد انخفض شعورهم بالقلق والاكتئاب وأحسوا أنهم بحالة أفضل. إذ يمكن للكيتو والصيام أن يغيرا المزاج كله.
4- تناول المغذيات الأساسية المساعدة على خفض وموازنة الكورتيزول
مثل البوتاسيوم إذ يجب تناول الأطعمة الغنية بهذا المعدن أو تناوله كمكملات لأنه مهدئ أعصاب فيسيولوجي طبيعي يجعل العضلات مسترخية ويهدئ الجسم. كما يجب تناول المغنيسيوم أيضاً، فهو هام جداً. كما أننا نجد البوتاسيوم والمغنيزيوم معاً في الخضار الورقية وبالتالي علينا تناول كمية كبيرة من السلطة. وهناك فيتامين B1 أيضاً الذي يفضل الحصول عليه من الخميرة الغذائية إنه أحد أفضل الأشياء الطبيعية لخفض الكورتيزول. يمكن تناوله على شكل خميرة غذائية ثم الانتظار 4 دقائق وبعدها سيبدأ الشعور بالارتياح.
5- النوم
إذ إنه أساسي وهام لأنه كلما قلَّ النوم ازداد الكورتيزول واضطرب سكر الدم.
6- الحد من الأشياء التي تحفز الغدة الكظرية
مثل الكافيين والشاي والشوكولا ومشروبات الطاقة إذ أن كل ما سبق يمنع من النوم.
7- الحقول الكهرومغناطيسية
هناك نقطة أخيرة لا نلاحظها عادة وهي الحقول الكهرومغناطيسية ومصدرها هواتفنا النقالة وحواسبنا. إذ أن الجلوس أمام الحاسب مدة 14 ساعة تقريباً في اليوم يغمر الشخص بحقول كهرومغناطيسية، فهي مسبب غير مرئيٍّ للتوتر ومنتشر جداً لكنه يكاد لا يذكر في أي مكان.
عند مواجهة مشكلة متعلقة بشكل الجسم غالباً ما يتوجه الأشخاص للحميات الغذائية التي تهدف إلى إنقاص الوزن أو زيادته. وغالباً فإن الأمور لا تسير بالشكل المخطط لها ما يسبب الإحباط للكثيرين. لذلك من الضروري قبل اجراء أي حميات غذائية أن نتأكد من سلامة الجسم وخلوه من الأمراض التي قد تكون سبباً في عدم تناسق شكله.
السبب الحقيقي الذي يجعل البطن كبير والمؤخرة صغيرة في ذات الوقت