قد يفضّل الكثيرون التوقف عن أداء الأنشطة المختلفة بعد الانتهاء من تناول وجبة الطعام. وأخذ قسط من الراحة والحصول على قليل من الاسترخاء تمهيداً للقيام بعملية هضم رائعة ومنظمة. ولكن هل يعد ذلك صحياً بالنسبة إليكم! في الحقيقة العكس هو الصحيح. فالقيام بنزهة بسيطة لمدة عشر دقائق على الأرجل بعد تناول الطعام. وتجنب التعرض للكثير من الإجهاد من شانه أن يقدم لأجسامنا ولعملية الهضم الكثير من الفوائد. سنعرض اليوم لست فوائد صحية من الممكن أن يحققها المشي بعد تناول الطعام.
إذا كانت لديكم الفرصة وحرية الاختيار في القيام بنزهة قصيرة بعد الطعام. فلا تفوتوا ذلك أبداً لأنه سيمنحكم الكثير من الفوائد الآتية:
فوائد المشي الخفيف بعد الطعام
1- يساعدة المشي بعد الطعام في عملية الهضم
تمنح حركة الجسم في وضعية المشي عوناً كبيراً لعملية الهضم. فهي تحفز الجهاز العصبي اللاودي المسؤول عن الراحة والهضم، كما يحفز المشي الحركة الدودية (التمعج) ويخفف الانتفاخ وتراكم الغازات والإمساك. فبمجرد الانتهاء من تناول الطعام. يبدأ الجسم بالعمل. ويتم تكسير جميع العناصر الغذائية المختلفة وامتصاص البروتينات والإلكتروليتات والماء والفيتامينات والكربوهيدرات والعناصر الغذائية الأخرى. ونقلها عبر الجسم إلى أي مكان يحتاجها فيمكن تحسين هذه العملية عن طريق المشي بعد الأكل. إذ وجد أن المشي يلعب دورًا هاماً في تسريع إفراغ المعدة عن طريق تسريع حركة الطعام عبر الجهاز الهضمي. ما يؤدي إلى سرعة الهضم وتقليل الانتفاخ بعد تناول الطعام. لذلك فإن تحريك الجسم يعزز حركة الأعضاء داخل الجسم أثناء معالجة الطعام. وهو ما ينصح به بشكل خاص إذا كنتم تميلون إلى الخمول بعد تناول الوجبات.
2- ينظم المشي بعد الطعام عملية حرق الغلوكوز الفائض
يساهم المشي بعد الأكل في حرق فائض الغلوكوز . وبالتالي ضبط سكر الدم وهو ما يساعد على الدخول في مرحلة حرق الدهون في زمن أقصر. تقارن إحدى الدراسات بين المشي بعد تناول الطعام لمدة عشر دقائق وبين المشي لثلاثين دقيقة. وتظهر بأن المشي الذي يلي تناول الطعام لمدة عشر دقائق أكثر فائدة من المشي لمدة ثلاثين دقيقة. لذلك فإن المشي المستهدف بعد الأكل هو المشي الخفيف غير المجهد الذي لا يستغرق فترات طويلة.
3- ينظمعملية إفراز الإنسو لين ويخففه
يساعد المشي بعد الأكل على التخفيف من مقاومة الإنسولين. لذا بالنسبة لمرضى السكري ومقدمات السكري فإن المشي يساعد على تحسن مستوى سكر الدم. فالمشي بعد تناول الطعام يساعد على إيصال السكر إلى العضلات والهيكل العظمي من دون الحاجة إلى وجود الإنسولين. يعمل المشي والتمارين الرياضية على إيصال الغلوكوز والسكر إلى العضلات. ويساهم المشي في تنشيط مستقبلات الغلوكوز داخل العضلات. الأمر الذي يسمح بتجاوز الإنسولين إلى مستقبلات الغلوكوز مباشرةً و بالتالي التخفيف من إفرازه بسبب تراجع الحاجة إليه.
4- يساهم المشي بعد الطعام في الوقاية من تقرحات المعدة
قد يلعب المشي بعد الأكل دوراً وقائياً من أمراض الجهاز الهضمي المختلفة. لأنه يساهم في الحد من خطر الإصابة بالقرحة وحرقة المعدة ومتلازمة القولون العصبي وسرطان القولون والمستقيم.
5- ينظم ضغط الدم
يساعد المشي بعد الأكل على التقليل من ارتفاع ضغط الدم. فبعد الانتهاء من تناول وجبة الطعام يبدأ الدماغ بإطلاق أحد الهرمونات في مجرى الدم. الأمر الذي يتسبب بتسرع ضربات القلب وبالتالي ارتفاع ضغط الدم. فيزيد هذا التأثير من خطورة الإصابة بالجلطات والإجهاد. ويهيج بطانة الشرايين وتزداد الحاجة للأكسجين وهو ما يشكل عبئاً كبيراً على القلب. تتسبب زيادة إفراز الإنسولين بتراجع قدرة الشرايين على الاسترخاء وبالتالي زيادة ضغط الدم وازدياد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. لحسن الحظ فإن المشي بعد تناول وجبات الطعام يحفز تدفق الدم إلى الأطراف والأعضاء. ويؤدي تحسين الدورة الدموية بفضل الحركة إلى تعزيز نظام وعائي ينقل العناصر الغذائية الضرورية إلى العظام والعضلات والأعضاء للعمل بكفاءة أكبر.
6- تحسين جودة النوم
يساعد المشي بعد تناول الوجبات الغذائية على تحقيق نوم أعمق وأكثر استقراراً. وذلك لأن المشي يساعد في زيادة إفراز السيروتونين الذي يؤدي إلى زيادة إفراز الميلاتونين. وهو الهرمون الأكثر تأثيراً في عملية النوم.
لا بد من ذكر بعض الفوائد الإضافية فقد يخفف المشي بعد الطعام من التوتر لأن ممارسة الرياضة بشكل عام تجعل الجسم يفرز مادة الإندورفين ، وهي مادة كيميائية تساعد على الشعور بالرضا و بالتالي يساهم في تخفيف التوتر ، ويمكن للمشي بعد الوجبات أن يكون له تأثير مهدئ على الجسم ويمكن أن يحسن المزاج والتركيز و الانتباه. إلى جانب ذلك، فإن المشي يطلق هرمونًا آخر للشعور بالسعادة هو هرمون السيروتونين. إذ يساعد المشي على إنتاج مادة السيروتونين. وهو ناقل عصبي يعزز جودة النوم، ويساعد على تنظيم الشهية، ويحسن التعلم والذاكرة، ويزيد من المشاعر الإيجابية.
أياً كان روتينكم المتبع بعد تناول الطعام. فلا بد من قضاء بعض الدقائق في المشي مستقبلاً بسبب الفوائد الجمة التي يقدمها لصحة الجسم. فقبل التمدد والتنعم بفترة نوم واسترخاء قصيرة يمكن التنزه قليلاً. وبذل بعض الجهد الخفيف أثناء المشي. ولا يشترط الخروج من المنزل للقيام بذلك إذ يمكن للدخول والخروج من الغرفة مراراً والتجول في أرجاء المنزل لمدة عشر دقائق أن يحقق الفائدة المرجوة في تحسين عملية الهضم وبالتالي تعزيز صحة الجسم كافة.
أمشوا عشر دقائق بعد كل وجبة | ستة فوائد مذهلة