أول نصيحة لزيادة الانتباه والتركيز وتقوية الذاكرة

هل تستعد لأداء مهمة ما؟ أم أنك بصدد تقديم امتحان أو حضور ندوة؟ إذن لا بدّ أنك تحتاج إلى بذل بعض الجهد الإضافي وبعض التركيز لكن هل ثمة ما يساعد على زيادة الانتباه والتركيز يا ترى؟ بالتأكيد نعم. وهنا يكمن السؤال: ماذا لو كان طعامك هو السبب في ضعف تركيزك وانتباهك؟

زيادة التركيز

السكر والدماغ

من المعلوم أن ما يدخل إلى المعدة يؤثر على الدماغ بطريقة ما. لذلك فإن ضعف التركيز والانتباه يمكن أن يعزى إلى نمط النظام الغذائي ونوعية الأطعمة التي نتناولها. وقد لا نبالغ بالقول بأن السكر هو العنصر الأخطر الذي يسبب ضبابية الوعي وتشتت الانتباه. فاستهلاكه بكمية كبيرة يؤثر سلباً على وظائفنا المعرفية وقدراتنا العقلية.

يعد الدماغ العضو الأكثر استهلاكاً لمادة الغلوكوز الناتجة عن تفكك السكر الناتج عن الكربوهيدرات الموجودة في طعامنا. وتؤثر نسبة السكر في الدم (انخفاضاً أو ارتفاعاً) على العمليات المعرفية في الدماغ. وذلك لأن اختلال نسبته يؤدي إلى سلسلة من الأعراض التي تختلف بحسب الزيادة أو الانخفاض وهذا هو الفرق بين الحالتين:

أولاً، ارتفاع سكر الدم الذي يعاني منه في الغالب مرضى السكري ومقدمات السكري. وأعراضه هي: ضبابية الوعي والصداع وضعف الذاكرة والتركيز ومشكلات النظر وذلك كضعف النظر، وشرود الذهن (كأن تدخل إحدى غرف المنزل وتتساءل فجأة عن سبب دخولك إليها في الأساس) بالإضافة إلى النعاس وهذه أعراض ارتفاع سكر الدم.

ثانياً، أما فيما يتعلق بانخفاض سكر الدم فقد يعاني منه مرضى السكري أيضاً وهذا يعتمد على مدى تعاطيهم للدواء. أما عن أعراض انخفاض سكر الدم فهي: النسيان والقلق ويشمل مجرد الشعور البسيط به وصولاً إلى نوبات الهلع العصبية والهياج الذي يُعد مؤشراً في غاية الخطورة والاكتئاب والتشوش الذهني واضطراب الوسواس القهري.

ولعلنا لا نجازف بالقول بأن أكثر من 50% من الاضطرابات النفسية التي يصفها الأطباء النفسيون سببها ارتفاع سكر الدم. إلا أنهم لا يلتفتون أبداً لمسألة سكر الدم ولكنهم بدلاً من ذلك يكتفون بتوجيه المريض للمواظبة على الدواء مع الأسف.

كيف يؤثر السكر على الدماغ

كيف يؤثر السكر على الدماغ؟

يعمل السكر كوقود للدماغ، فالدماغ إما أن يستمد طاقته من الغلوكوز الناتج عن السكر المستخلص من الكربوهيدرات. أو من الكيتونات وهي عبارة عن مواد كيميائية تصنع في الكبد من تحلل الدهون. بعد نفاد الغلوكوز من الجسم فإنه يتحول إلى حرق الكيتونات لإنتاج الطاقة اللازمة وعندها يتحول الجسم إلى الحالة الكيتوزية وتكون كمية الكربوهيدرات منخفضة في الجسم.

أما الإنسولين فيقوم بدور الواسطة بين الخلايا والسكر في الدم فهو يقوم بإدخال السكر من مجرى الدم إلى العضلات وخلايا الجسم كافة بما فيها خلايا الدماغ لتحويلها إلى الطاقة المطلوبة لعمل هذه الخلايا. وعند زيادة نسبة السكر في الدم فإن البنكرياس يفرز المزيد من الإنسولين لتسهيل عملية امتصاص الخلايا للسكر. وهذا ما يدفع بالإنسولين لإدخال كميات زائدة عن حاجة الخلايا ليتخلص من السكر الفائض في الدم. ولذلك فمن الطبيعي أن تشعر الخلايا بالتهديد فتصبح مقاومة للإنسولين. وهو ما يتسبب بحدوث مرض السكري ومقاومة الإنسولين.

 لذلك فإن أسوء نصيحة تقدم لمرضى السكري هي تقسيم الطعام إلى خمس وجبات خفيفة على مدار اليوم لأن ذلك يؤدي إلى إفراز المزيد من الإنسولين وبالتالي تفاقم الأعراض وتجددها بعد كل وجبة. وقد يستغرق الأمر عشر سنوات قبل أن يتحول الشخص الذي يعاني من مقدمات السكري إلى مريض بالسكري وهو الأمر الذي قد يحدث تدريجياً على مدار سنوات بدون أن نشعر به.

أما مشكلة القطاع الطبي في ذلك فهو أن اضطراباً كانخفاض سكر الدم لا يتم الكشف عنه إلا عندما يثبته فحص الدم ويتم اللجوء في ذلك إلى عدة أنواع من الاختبارات كفحص السكر الصيامي. في حين أن من المفترض فحص الإنسولين الصيامي وهذا أفضل بكثير. لأنه يكشف عن الأعراض دون السريرية الناتجة عن فرط الإنسولين والمشكلة أن استمرار ذلك مع مرور الوقت يجعل الدماغ أقل حدة وذكاء وأكثر ضبابية وحساسية للسكر. وقد لا يتبادر إلى الذهن الربط بين جميع هذه الأمور في البداية فيواصل الشخص في نظامه الغذائي المعتاد ويتساءل عن سبب تراجع قدراته المعرفية.

كيف نستعيد مهاراتنا المعرفية؟

علينا أولاً أن ندرك بأن استقرار نسبة السكر في الدم هي أساس الحل وإليكم ما يجب فعله:

استبدال السكر بوقود آخر للدماغ وهي الكيتونات ولتحقيق ذلك. يجب التقليل من تناول الأطعمة التي تحوي السكر إلى حد كبير وصولاً إلى الإقلاع عنها كلياً ونعني السكر المُضاف والتعويض عن ذلك بزيادة نسبة الدهون وذلك لعدة أسباب:

مع مرور الوقت يسبب الإفراط في تناول السكر والكربوهيدرات التقليل من نسبة وصول الأكسجين إلى الدماغ وهذا ما يفسر استقرار سكر الدم الذي يحدث بعد الرياضة بفضل زيادة نسبة الأكسجين لذا تساعد الرياضة على ضبط سكر الدم بشكل مؤقت.

كما يسبب الإفراط في تناول السكر ضمور الدماغ مع مرور الوقت إذ يُلاحظ اختلاف في استجابة خلايا الدماغ للسكر. لأنها لا تكون مجهزة لامتصاص السكر أو تحويله وإنما تأخذه من مجرى الدم مباشرة. فيؤدي تراكم السكر ضمن خلايا الدماغ إلى تلف هذه الخلايا وموتها ويسبب لاحقاً الإصابة بالخرف والزهايمر.

كيف نستعيد مهاراتنا العقلية

أيضاً يؤدي السكر إلى حرمان الدماغ من الوقود مع مرور الوقت نظراً لمقاومة الإنسولين وهذا يتطلب البدء باتباع عدة أمور وبشكل فوري:

أولاً، التوقف عن تناول السكر والحد منه والابتعاد عن كل ما يحوي عليه. بما في ذلك العسل وشراب أغاف.

ثانياً، الإقلاع عن عادة تناول الوجبات الخفيفة بين الرئيسية.

 وهذان الأمران هما الأكثر أهمية بغض النظر عما تتناولون باستثنائهما فالالتزام بهذين الأمرين فقط كفيل بتحقيق فوائد كبيرة. لا تأكلوا مالم تشعروا بالجوع، ولتشمل وجبتكم بعض البروتين والدهون الصحية بالإضافة إلى ضرورة الإكثار من الخضار في السلطات وغيرها وابتعدوا عن الحبوب المكررة.

تحذير

تجدر الإشارة هنا إلى أن أحد الأمور المدمرة أيضاً هو ارتياد المطاعم بكثرة إذ من الصعب جداً أن نطلب أي طعام لا يُقدّم معه الخبز. وعادةً ما يوضع أمامنا ونحن في حالة جوع من الأساس ولا بد أن تراود بعضنا رغبة في تناوله فنبدأ بالخبز وننتهي بالتحلية ثم الشراب إلى غير ذلك.. وهكذا قد تضعنا زيارة المطعم أمام بعض المخاطر مالم نتحكم بسكر الدم في أجسامنا ومالم يكن في حالة مستقرة. لأن انخفاض سكر الدم يؤثر على القدرات العقلية وعلى القدرة على المحاكمة المنطقية والانضباط وهذا هو الخطر الذي يترتب على ارتياد المطاعم إذ أنه يجعلنا عرضة لاتخاذ القرارات الخاطئة.

إن القرارات الخاطئة هي نتاج الأذهان المشوشة التي تعج بالسكر. لذا إذا كنتم حريصين على اتخاذ قرار صائب. أمسكوا بزمام قراراتكم الغذائية فهي التي ستزودكم بالضرورة بصفاء الذهن وقوة التركيز لتصنعوا القرار الصائب.

أول نصيحة لزيادة الانتباه والتركيز وتقوية الذاكرة

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد