دواء يتناوله كثيرون هو الأكثر تسببا في فشل وزراعة الكبد

الأسيتامينوفين هو المركب النشط الموجود في عدد من الأدوية المسكنة المتوفرة بدون وصفة طبية

تقوم الكبد بوظائف محورية و هامة داخل الجسم فهي المسؤول الأول عن تخليص الجسم من السموم بالإضافة إلى العديد من المهام والوظائف الأخرى، و بسبب دورها المحوري فإنها غالباً ما تتعرض للتلف أو التعب و الإرهاق المزمن ما يجبر المرء على الانتظار على قائمة زراعة الكبد و استبدالها من متبرعين متوفين أو جزءاً من كبد لمتبرعين أحياء، في الحقيقة تتعدد أشكال زراعة الكبد وتطول قوائمها، إلا أن ما يثير القلق عند اللجوء إلى إجراء جراحي كهذا هو عدم وجود متبرع مناسب للحالة التي نتعرض لها. بالإضافة إلى احتمالية الرفض (رفض الجسم للعضو الجديد) و ما يصاحب أدوية عدم الرفض من آثار جانبية قد تحمل للجسم مزيداً من الضرر و الخطر.

ثمة العديد من الأسباب التي تدفع بالأشخاص إلى انتظار دورهم على قائمة زراعة الكبد منها تليف الكبد و تندبها. و لكن ما الذي يتسبب في وصول الكبد إلى هذه الحالة المتفاقمة، في الحقيقة تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى تلف الكبد و تندبها منها ما نعرفه كالإدمان الكحولي و التهاب الكبد المزمن و السرطانات وغيرها، إلا أن هناك بعض الأخطاء التي يقع بها الكثيرون و تؤدي إلى تلف الكبد دون أن يشعروا كتعاطي الأدوية المسكنة غير الموصوفة طبياً بجرعات عالية و دونما ضبط للكميات المستهلكة. يعرض هذا المقال للأدوية التي يتناولها كثيرون والتي تحوي على “الأسيتامينوفين “وتعد الأكثر تسبباً في فشل الكبد واللجوء لزراعتها.

الباراسيتامول أحد الأدوية التي تحوي على الأسيتامينوفين

ما هو الأسيتامينوفين

ينتمي الأسيتامينوفين إلى فئة من العقاقير تسمى المسكنات (مسكنات الألم وخافضات الحرارة ، مخفضات الحمى). إنّ الآلية الدقيقة لعمل عقار الأسيتامينوفين غير معروفة. إذ يعتقد أنه يقلل من إنتاج البروستاجلاندين في الدماغ. وهي مواد كيميائية تسبب الالتهاب والتورم. يقوم الأسيتامينوفين بتخفيف الألم عن طريق رفع عتبة الألم، أي عن طريق طلب قدر أكبر من الألم قبل أن يشعر به الشخص. ويقلل الحمى من خلال تأثيره على مركز تنظيم الحرارة في الدماغ. وعلى وجه التحديد، قيامه بتنبيه مركز تنظيم الحرارة من أجل خفض درجة حرارة الجسم عندما ترتفع درجة الحرارة.

ما استخدامات الأسيتامينوفين؟

يستخدم الأسيتامينوفين للتخفيف من الحمى وكذلك الأوجاع والآلام المرتبطة بالعديد من الحالات.  يخفف الأسيتامينوفين من آلام التهاب المفاصل الخفيف ولكن ليس له أي تأثير على الالتهاب الكامن والاحمرار والتورم في المفصل.  إذا لم يكن الألم ناتجاً عن التهاب، فإن الأسيتامينوفين فعال مثل الأسبرين. يعتبر الأسيتامينوفين فعالًا مثل عقار إيبوبروفين غير الستيرويدي المضاد للالتهابات في تخفيف آلام التهاب مفاصل الركبة.  وينبغي عدم استخدام عقار الأسيتامينوفين لمدة تزيد عن 10 أيام بدون وصفة طبية أو توجيهات من الطبيب المختص.

كيف يتسبب الأسيتامينوفين بتلف الكبد؟

الأسيتامينوفين هو السبب الأول لزراعة الكبد في الولايات المتحدة والثاني على مستوى العالم الذي يعرف باسم “تايلينول”، أما في أوروبا فيُعرف باسم “باراسيتامول” والمشكلة أن المركب النشط الذي يحويه وهو الأسيتامينوفين موجود في الكثير من الأدوية المتاحة بدون وصفة مثل:

  • ألكا سلتزر بلس
  • بينادريل
  • إكسيدرين
  • بيروكسيت
  • روبيتوسين
  • سودافيد
  • ثيرافلو فيكس
  • نايكويل
  • ديكويل
  • فيكودين

وهي أدوية غالباً ما تتوفر على شكل مضغوطات بمقدار 1 جم ولكن المشكلة أن تعاطي 4 جم منها في اليوم يعد جرعة زائدة بل يجب ألا تتعدى الجرعة 1-3 جم في فترة 24 ساعة لأن السمّية الناتجة عن هذه الأدوية تدمر خلايا الكبد تدميراً شديداً غير قابل للإصلاح مجدداً.

وتزداد عوامل الخطر في هذه الحالات:

 جميعها عوامل تضعف الكبد إلى حد يجعل من تعاطي 3 جم في 24 ساعة أمراً شديد السمّية -إن لم يكن مميتاً- وإليكم السبب.

تليف الكبد

ما سبب التأثير السمي لأدوية الأسيتامينوفين على الكبد؟

 تنتج الكبد اثنان من الإنزيمات المسؤولة عن تفكيك هذا الدواء وتحوله إلى جزيئات غير ضارة إلا أن تحميل هذين الإنزيمين ما يفوق طاقتهما من هذا المركب الكيميائي يؤدي إلى تشبّعه وهنا يتدخل أحد الإنزيمات الأخرى في محاولة للتصدي ما يؤدي إلى استنزاف الغلوتاثيون الذي يعد أحد أكثر مضادات الأكسدة التي تحمي الكبد وتأخذ خلايا الكبد بالتنخر وهذا يعني موت أنسجة الجسم أي موت خلايا الكبد. وهذا ما يجعل الأسيتامينوفين من أكثر الأدوية التي تسبب فشل الكبد.

كيف يتجاوز الأشخاص الجرعة اللازمة؟

كيف يمكن للبعض أن يتجاوزوا الجرعة الزائدة بكل سهولة؟ لو فرضنا أن أحدهم لجأ لتعاطي نايكويل وألكا سلتزر بلس بمقدار قرصين لكل منهما يومياً فقد لا يبدو ذلك فظيعاً جداً إلا أن ذلك يعادل تناول 4450 ملغ من الأسيتامينوفين في اليوم وهذه جرعة سمّية، إن مجرد تناول هذين النوعين بمقدار جرعة من كل منهما مرتين يومياً قد يتسبب في فشل الكبد.

فماذا نفعل إذا حدث أن قمنا بتعاطي كمية كهذه؟

  1. 1- تناول الكربون النشط (الفحم المنشط) في غضون ساعة من تعاطي الجرعة الدوائية لأنه يساعد في تقليل أثرها السمّي.
  2. 2- تناول أسيتيل سيستئين، أحد العلاجات الطبيعية ومضادات الأكسدة الفعالة للكبد.
  3. 3-المداومة على عشبة حليب الشوك القوية والفعالة التي تساعد في حماية خلايا الكبد أيضاً.
  4. 4-الخضوع لجراحة زراعة الكبد إلا أن ذلك يتطلب الانتظار في قائمة زراعة طويلة قد لا يعرف ميعادها على وجه اليقين، والحل هو التسلّح بمعرفة هذه المعلومات لتجنّب الوقوع في خطأ تعاطي جرعة زائدة من الباراسيتامول.
عشبة حليب الشوك

في الواقع قد لا يخلو بيت من البيوت من أحد أنواع المسكنات المذكورة أو حتى خافضات الحرارة تحسباً لأي طارئ، إن اللجوء إلى أدوية كهذه هو أمر حتمي لا بد منه و خاصة في حالات ارتفاع  حرارة الأطفال بشكل مفاجئ، أو في حالات الأمراض المزمنة ، إلا أن ما يجب الانتباه إليه هو الجرعات و الكميات المستهلكة و مدى الاستمرارية و المداومة على تعاطيها لأن الأضرار التي قد تتسبب بها للكبد قد يفوق ما تقدمه من تسكين للألم بأضعاف، بالتأكيد لا يرغب أحدنا أن يكون رقماً على قائمة انتظار زراعة الكبد وما يحمله ذلك الإجراء من آثار جانبية وأضرار وآلام لا تحمد عقباها. وكما يقال فإن درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج.

دواء يتناوله كثيرون هو الأكثر تسببا في فشل وزراعة الكبد

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد