من المعلوم أن مرض القلب هو السبب الأول للوفيات حول العالم. ولهذا من الضروري أن نتعمق أكثر في فهمه وخصوصاً دلائله المفاجئة أو غير المتوقعة التي قد تشير إلى وجود مشكلة في القلب قبل الكشف عنها طبياً. إليكم أهم أعراض مرض القلب الخفية وغير المتوقعة.

 فشل القلب التعويضي واللاتعويضي

 يتمثل فشل القلب في إحدى حالتين وهما: فشل القلب التعويضي وفشل القلب اللاتعويضي. فما هو الفرق بينهما؟

يسبب ضعف القلب نقص النتاج القلبي في تدفق الدم أو الأكسجين لذا يحاول الجسم التعويض عنه بزيادة تدفق الدم عبر زيادة الضغط واحتباس الصوديوم وتعزيز كمية السوائل في الجسم. إذ يحاول الجسم الاحتفاظ بسوائله فيعزز الضغط ومعدل النبض. لذا فإن فشل القلب التعويضي لا ينطوي على أعراض إلا فيما يتعلق بارتفاع ضغط الدم.

ولكن ما سبب عدم وجود أعراض؟

يُعزى السبب الأساسي لعدم ظهور الأعراض بشكل جلي إلى وجود معدل طبيعي من النتاج القلبي ولكن مع ملاحظة ارتفاع الضغط. ولهذا بالنسبة لكثير ممن يعانون ارتفاع الضغط فإن فشل القلب لا يتجلى في أعراض ظاهرة على الأقل في البداية.

وتكمن خطورة ذلك في أن البعض قد يلجأ لتناول الأدوية التي تخفي مؤشرات الخطر وعندها قد يظنون أنهم أصبحوا بصحة جيدة لمجرد أنهم تخلصوا من ارتفاع الضغط. ولكن تلك الأدوية لا تخدم صحة القلب أبداً بل تخفي المشكلة الحقيقية. وقد تؤدي فيما بعد إلى ظهور أعراض ناتجة عن تناولها وهي المشكلات الفعلية للقلب بسبب تأثر النتاج القلبي. فعندما يبدأ بعض من يعانون من فشل القلب التعويضي بتناول أدوية الضغط فإنهم يلاحظون تشكّل وذمات في الساقين وقد يشعرون بالدوار والإرهاق وصعوبة في التنفس، وهذه هي الأعراض المعروفة لفشل القلب اللاتعويضي الذي يسبقه حالة من الفشل التعويضي لسنوات قبل أن يضعف القلب بشدة فلا يعود قادراً على التعويض. وعندها تبدأ الأعراض الظاهرة لفشل القلب بالظهور.

علماً أن بعض الأعراض تكون معروفة أكثر من غيرها كالوذمة المنطبِعة عند الكاحل وهي الوذمة التي تخلّف أثراً عند الضغط عليها أسفل الساق بسبب تراكم الدم في الجسم وعدم قدرة الجسم على تصريفه. ولكن قد تُعزى إلى أسباب أخرى كمرض الكبد أو اضطراب الغدة الكظرية إلا أن مشكلات القلب من ضمن أسبابها أيضاً.

بعض الأعراض الشائعة لفشل القلب التعويضي

يتمثل أحد الأعراض الشائعة لفشل القلب التعويضي بضيق التنفس فور التمرّن أو صعود مرتفع والشعور بألم في الذراع اليسرى أو ألم في الصدر أو من الخلف. وهذه أعراض معروفة ولكن إليكم الأعراض التي قلّما نسمع بها:

2- السعال الذي قد يكون أحد أشكال فشل القلب الاحتقاني وذلك عند تراكم الدم ليس فقط عند الكاحلين بل في الأعضاء الأخرى والرئتين مسبباً هياجاً أو سعالاً.

3- علامات الخَرف وذلك كالنسيان بسبب تراجع تدفق الدم إلى الدماغ بالمعدل الطبيعي فعدم وصول التدفق الكافي للدم والأكسجين إلى الدماغ قد يؤثر على الذاكرة مع مرور الوقت إذا كان مزمناً.

4- انخفاض النتاج البولي وتراجعه عن المعدل المعتاد بسبب احتفاظ الجسم بالصوديوم كمحاولة للتعويض عن نقص تدفق الدم والأكسجين وذلك بالاحتفاظ بالسوائل.

5- صعوبة التنفس عند الاستلقاء والشعور بالراحة فور النهوض أو القيام. ونجد الكثيرين لا يدركون العلاقة بينهما ويظنون أن سبب ما يشعرون به من ضيق في التنفس هو التمرّن في حين أنه مجرد الاستلقاء.

6- الاستيقاظ بعد النوم بساعة أو اثنتين في محاولة لالتقاط النفَس فهذه إحدى صلات القلب بالتنفس وهذا مثير للاهتمام.

كيف نعالج المشكلة؟ وماذا نفعل حيال فشل القلب؟

من الممكن أن نتخذ بعض الإجراءات العلاجية على الشكل التالي:

1- أخذ قسط كافٍ من النوم: فقد توصلت إحدى الدراسات إلى أن أخذ قيلولة أثناء النهار قد تمنح نفس الفوائد التي تمنحها بعض أدوية الضغط. وهذا رائع لذا كلما زادت ساعات النوم يتحسن عمل القلب. وبالمقابل فكلما قلّت ساعات النوم يزداد خطر التعرّض لنوبة قلبية أي أن النوم لخمس ساعات أو أقل يزيد من خطر ذلك بشكل كبير ويقصّر العمر مالم تكونوا من تلك الفئة من الأشخاص الذين لا يحتاجون إلى عدد كبير من ساعات النوم وهو أمر ممكن ولكنه نادر.

2- الصلة الكبيرة والهامة بين تناول الحبوب المكررة ومرض القلب. فتناول الحبوب المكررة كالخبز والمعكرونة ورقائق الحبوب لا يسبب فقط حدوث الأكسدة الشديدة بسبب تحول تلك الأطعمة إلى سكر بل يسبب أيضاً تخرّش بطانة الشرايين.

فيتامين E

 كما تسبب الحبوب المكررة استنزاف مخزون فيتامين E. علماً أن فيتامين E هو أكثر الفيتامينات أهمية لصحة بطانة الشرايين ولعضلة القلب بحد ذاتها. فنقص فيتامين E يسبب عبئاً كبيراً على القلب ليعمل بجهد أكبر. ويُعد فيتامين E مفيداً لجميع عضلات الجسم ويمكن ملاحظة الفرق الهائل في قوة العضلات قبل تناول فيتامين E وبعده. أما عن النوع الذي ينصح به من فيتامين E فهو التوكوترينول فهو النوع الأفضل لصحة القلب وتفوق فعاليته التوكوفيرول بخمسين ضعفاً.

3- فيتامين K2 وهو من الفيتامينات التي تم اكتشافها مؤخراً ويعمل مع فيتامين د3 ويساعد على إبقاء الكالسيوم في مكانه الصحيح خارج الشرايين ويحتفظ به في العظام ويحمي الشرايين من التيبّس.

فما هي الأطعمة الغنية بفيتامين k2؟

الدهون والأطعمة الدهنية وليس علينا أن نقلق حيال الكوليسترول. فقد أثبتت بعض الدراسات عدم صحة الادعاءات القائلة بخطورة الكوليسترول.

4- تجنب الإكثار من الكربوهيدرات واتباع حمية قليلة الكربوهيدرات والامتناع عن تناول الحبوب المكررة وهذا أمرٌ هام جداً بل إنه يحتل نفس أهمية النوم. لدوره الكبير في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية.

تخفي الكثير من الأمراض وجودها عنا. وأحياناً قد تتظاهر من خلال بعض الأعراض غير ذات الصلة بها. ما يجعلنا غير مدركين لخطورة استمرار تلك الأعراض دون الالتفات إليها ومعالجتها ومعرفة أسبابها.

لذا فإن الحساسية والانتباه لأعراض كهذه قد يجعلنا في منأى عن استفحال بعض الأمراض وتمكنها من الجسم.

ستة علامات مبكرة لأمراض القلب قد لا يعلمها الكثيرون