مرق العظام | فوائد قد لا تعلمها من قبل على الأمعاء والتهاب المفاصل والأمراض المناعية

يلجأ الكثيرون لتناول مرق العظام في غالب الأحيان عند الإصابة باضطرابات الأمعاء أو التهاب المفاصل أو أحد أمراض المناعة الذاتية. ويتناول المقال اليوم شرحاً لسبب فعاليته في هاتين الحالتين. ولا بدّ من التنويه إلى أن هذه التفسيرات ليست إلا مجرد نظريات حتى الآن ولا بد من التجربة الشخصية للحصول على المعرفة اليقينية حول فعالية هذا الطعام واكتشاف فوائده.

ما هو مرق العظام؟

يصنع مرق العظام عن طريق غلي العظام والمفاصل والأنسجة الضامة والنخاع والأربطة والأوتار. إذ تطهى جميعها معاً إلى أن تأخذ قوام الحساء ويتم تناولها سائلةً. فعند طهيها تتفكك إلى جزيئات صغيرة. ويسبب الطهي تفكك ما تحويه من بروتين وتشكيل سلاسل طويلة من الأحماض الأمينية فتصبح أسهل في الهضم ويصبح امتصاصها أسهل في الأنسجة.

فوائد مرق العظام

ما مدى فائدة مرق العظام في حالتي التهاب الأمعاء والتهاب المفاصل؟

 يؤدي سلق العظام إلى تفككها وتحول عناصرها الصلبة إلى عناصر سائلة تنحل في الماء. ما يجعل من حسائها غنياً بالبروتين والأحماض الأمينية. ولا تقتصر عملية التفكيك تلك على الأحماض الأمينية فقط. بل تشمل عناصر مختلفة إذ تتفكك العظام إلى جزيئات كالسيوم وفوسفور ومعادن كثيرة وغيرها من العناصر الموجودة في المفاصل والأنسجة الضامة والفيتامينات المنحلة في الدهون كأحد الأحماض الأمينية وهو الغلوتامين الذي يعزز بطانة الأمعاء. ومن المعلوم أن مرق العظام مصدر جيد للغلوتامين. وهذا ما يجعل من تناولها سبباً في مقاومة بعض الأمراض كالتهاب الأمعاء والمفاصل.

كيف تنشأ أمراض المناعة الذاتية؟

تنتج أمراض المناعة الذاتية عادةً عن بعض الاضطرابات الهضمية إذ يخترق أحد البروتينات بطانة الأمعاء فيعتبره الجهاز المناعي أحد مسببات المرض أو جسماً غريباً. ويطوّر أجساماً مضادة لمحاربته وقد تحدث أمراض المناعة الذاتية ضد أي من أنسجة الجسم. أما في حال المحاكاة الجزيئية فيشابه أحد العناصر عمل أنسجة الجسم كالغلوتين وهو البروتين الموجود في القمح الذي قد يتشابه مع نسيج الغدة الدرقية وهو ما قد يؤدي إلى الإصابة بهاشيموتو وهو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الغدة الدرقية. وهو أحد العوامل المسببة لأمراض المناعة الذاتية.

 أما فيما يتعلق بالتهاب المفاصل وخصوصاً الروماتويدي فنظراً لأن أمراض المناعة الذاتية تنشأ عادةً من الأمعاء لذا فإن كل ما يساهم في شفاء الأمعاء يعد مفيداً لالتهاب المفاصل. ولكن ثمة أنواع أخرى من التهاب المفاصل وقد تختلف العوامل المسببة لها مثل:

  • ارتفاع الحديد قد يسبب التهاب المفاصل
  • مشكلات الكبد  
  • الإكثار من تناول أحماض أوميغا 6 الدهنية التي تسبب الالتهاب  
  • نقص فيتامين D قد يسبب التهاب المفاصل وألم المفاصل والعضلات وخصوصاً أسفل الظهر.
  • عدوى خفية في أحد الأسنان قد تصل إلى الدورة الدموية ومختلف أنحاء الجسم وتسبب التهاب المفاصل أو مشكلات في القلب أو قد تخترق الدماغ.

 لذا فإن تناول مرق العظام في حال التهاب المفاصل يجب أن يساعد في الوصول إلى السبب الجذري لالتهاب المفاصل. فإذا كان السبب من مشكلات الكبد أو ارتفاع الحديد فإن مرق العظام لن يجدي نفعاً.

السبب وراء فعالية مرق العظام لألم المفاصل الناتج عن أمراض المناعة الذاتية

قامت إحدى النظريات بتفسير سبب فعالية مرق العظام لألم المفاصل وخصوصاً ألم المفاصل الناتج عن أمراض المناعة الذاتية. فلو تعمقنا في أمراض المناعة الذاتية نجد أن الجسم يشن هجوماً على أنسجته عبر ما يسمى الأجسام المضادة الذاتية. وعندها يتحسس الجسم من أنسجته وتنتج عنه ردات فعل ضد أنسجته ويترتب على ذلك حالة التهابية مزمنة في المفاصل عند الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية.

توصّل الدكتور رويال لي وهو واضع هذه النظرية في أربعينيات القرن الماضي إلى أحد المفاهيم المفسرة لأهمية مرق العظام لأمراض المناعة الذاتية. فعند حدوث أحد أمراض المناعة الذاتية في المفاصل. يهاجم أحد أنواع الأجسام المضادة السائل الزلالي أو المفصل الزلالي أو الغضروف أو غيره. ولكن تناول الأنسجة الحيوانية التي يمنحها مرق العظام ونظراً لاحتوائه على حمض نووي مشابه لذلك الموجود في النسيج البشري فإنه سرعان ما يصل إلى المعدة. وعندها تنصرف الأجسام المضادة الذاتية التي تهاجم مفاصل الجسم إلى الأنسجة الموجودة في مرق العظام وفق استراتيجية رائعة. وبهذا يكون المرق وسيلة لصرف هذا الهجوم المناعي الذاتي ليحدث في مكان آخر في الجسم بعيداً عن مفاصل الجسم الملتهبة. وهذا يمنح المفاصل الفرصة المؤاتية لكي تتعافى.

 كما توصل هذا الطبيب إلى أن المداومة على تناول مرق العظام لفترة من الزمن يستنزف مخزون الأجسام المضادة في الجسم ويحسن من حالات المناعة الذاتية. وقد توصل هذا الطبيب إلى الكثير من العلاجات لمختلف أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الغدة الدرقية أو النسيج الرئوي أو غيره وأسس شركة باسم “Standard Process” نجد على منتجاتها رمز PMG الذي يرمز إلى بروتو مورفوجين وهو عبارة عن حمض نووي لكائن من فصيلة أخرى كالبقر لذا نجد على منتجاتها عبارات من قبيل “Thyroid PMG” “Ovatrophin PMG”

التهاب المفاصل

طريقة فعّالة للتغلب على التهاب المفاصل الناتج عن نقص المناعة الذاتية

كانت هذه إحدى النظريات التي يحتمل أنها صحيحة على الرغم من عدم التأكد من صحتها. إلا أن التجارب الشخصية تؤكد أن تناول مرق العظام يحسّن من صحة المفاصل. وقد ذُكرت هذه النظرية على سبيل تقديم طريقة أخرى لفهم هذه الاستراتيجية. فعند الإصابة بأحد الاضطرابات الهضمية إليكم بعضاً من الأمور التي يمكن التي تساعد:

1- البروبيوتيك (البكتيريا الحميدة) أو ما هو أفضل من ذلك تناول الملفوف المخمر كمخلل الملفوف أو الكيمتشي. فجميعها أطعمة غنية بالبروبيوتيك

2- يجب أن تغلب نسبة الدهون في النظام الغذائي للمصابين بالاضطرابات الهضمية وكذلك كمية البروتين الحيواني وهذا يشمل الدهون الحيوانية والبروتين الحيواني فهذا مفيد جداً للأمعاء. كما يجب أن تغلب نسبة الدهون على البروتين. لذا يجب الابتعاد عن البروتين الخالي من الدهون واختيار البروتين الغني بالدهون في حالات الاضطرابات الهضمية. إذ يجب أن تكون نسبة الدهون إلى البروتين 2/1 أو 3/1 لذا عليكم بتناول اللحم الدهني والنقانق الدهنية.

3- كما ينصح بتبخير الخضار والنباتات وطهيها لما تحويه من مواد كيميائية نباتية يمكن أن تهيج الأمعاء في حال التهابها

4- الابتعاد عن الحبوب وزيوتها

5- لا يحبذ تناول منتجات الألبان

6- تناول البيض ولحوم الأعضاء وكذلك نخاع العظام لأنه يعد مفيداً

ملاحظة أخيرة حول نخاع العظام:

يتساءل البعض عن إمكان تناول مرق العظام عند الصيام. والجواب: أنه لا يحبذ تناول مرق العظام أثناء اتباع الصيام المتقطع. أما عند اتباع الصيام المطوّل الذي يمتد 3 أو 4 أو 7 أو أكثر . فقد يكون تناول مرق العظام عاملاً مساعِداً لأن الجسم قد يكون بحاجة لبعض هذه العناصر وخصوصاً الأحماض الأمينية. ونظراً للامتناع عن الأكل فإن مرق العظام يمنحنا تلك الأحماض الأمينية وغيرها من المغذيات بصيغة سائلة. كما يعتقد أن تناول مرق العظام عندها سيسبب خروجاً مؤقتاً عن الكيتوزية وعودةً سريعة إليها. فالصيام الصحيح هو الذي يمتنع فيه عن الطعام وفي حال ضعف العضلات يحتاج الجسم إلى كمية أكبر من الأحماض الأمينية.

قد تساعد بعض الأطعمة في التغلب على بعض الأمراض المستعصية نظراً لاحتوائها على بعض المغذيات الضرورية لتعزيز مقاومة الجسم ضد مسببات الأمراض.

مرق العظام | فوائد قد لا تعلمها من قبل على الأمعاء والتهاب المفاصل والأمراض المناعية

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد