قد لا تتناول السكر أبداً بعد قراءة هذا المقال! أضرار السكر

اختبار A1C أهميته في الكشف عن مستوى السكر في الدم

يعلم الجميع أضرار السكر وتأثيره على معظم أجزاء الجسم. وأنه يؤدي لاكتساب الوزن وقد يجهل البعض الأثر الذي يتركه السكر على جزء معين صغير في الجسم ألا وهو كريات الدم الحمراء. إذ نعتمد على كريات الدم الحمراء في قياس سكر الدم وتشخيص الإصابة بداء السكري عبر فحص يدعى اختبار الهيموغلوبين السكري (A1C) الذي يقيس مقدار السكر المرتبط بكريات الدم الحمراء.

أضرار السكر

كيف يكشف (A1C) عن مستوى السكر في الدم؟

عندما يتعرض البروتين في كريات الدم الحمراء (الهيموغلوبين) للسكر يحدث تفاعل كيميائي وارتباط بينهما يسمى بالغلوزة. تدل الغلوزة على عملية ارتباط قدر من السكر بالهيموغلوبين الأمر الذي يعطل هذا الهيموغلوبين عن العمل. وتتحدد نتيجة فحص (A1C) حسب كمية السكر المرتبطة بالهيموغلوبين فإن كانت نتيجة فحص (A1C) 5.7% أو أقل فهذا القدر طبيعي. كما أن النسبة المئوية (5.7% مثلاً) تدل على نسبة الهيموغلوبين المرتبط بجزيئات السكر إلى الهيموغلوبين الكلي في الدم. وإن كانت نتيجة الفحص بين 5.7% إلى 6.4% فهذا يدل على الدخول في مرحلة ما قبل داء السكري. أما إن زادت على 6.4% فهذا يدل على الإصابة بداء السكري.

كيف يؤدي ارتباط السكر بالكريات الحمراء إلى مرض السكري؟

في الواقع، ينبغي لكريات الدم الحمراء عادة أن تكون مرنة للغاية وأن تكون قادرة على حمل الأوكسجين ونقله إلى الأنسجة. وألّا تكون لزجة كثيراً لتتدفق بحرية وتنقل الأوكسجين للجسم. وتطلقه ثم تلتقط ثاني أوكسيد الكربون وتعود به إلى الرئتين لتُعاد أكسجتها مرة أخرى. فكلما ازداد ارتباط بروتين الهيموغلوبين الموجود في كريات الدم الحمراء بالسكر ازدادت هذه الكريات تصلباً وأصبحت أكثر لزوجة وبدأت بالتكتل. ما يزيد خطر تشكّل الخثرات في مجرى الدم حين تتصلب كريات الدم الحمراء وتفقد قدرتها على الانحناء.

وعند تدفق الدم عبر الشرايين إلى شرايين أصغر ثم إلى أوعية دموية أدق تدعى الشعيرات الدموية، تعلق هذه الكريات. وتعمل الشرايين على دفع الدم إلى نهايات أطراف الجسم كأصابع اليدين والقدمين حيث الشعيرات الدموية. ثم ينتقل هذا الدم إلى الأوردة ليعود إلى الرئتين لتتكرر الدورة كلها من جديد. وتمتلأ الشرايين بالدم الأحمر المؤكسج الذي يغذي الجسم. وبعدها ينتقل هذا الدم إلى الأوردة وقد أصبح لونه أحمر مُزرق لأنه يحوي على قدر أقل من الأوكسجين.

الأعراض الجانبية التي يتسبب بها تشبع الكريات الحمراء بالسكر

تموّت الأنسجة وتنخرها

تؤدي الغلوزة المرتفعة -6.4% فما فوق- إلى تحول الكريات الحمراء إلى كريات غير مرنة ومتصلبة ولا تستطيع الانحناء. الأمر الذي يجعلها تعلق في الشعيرات الدموية وبالتالي ستجوع الأنسجة. وهذا يفسر شعور المصابين بداء السكري بالتنميل في أطراف أصابع اليدين وأصابع القدمين أو أسفل القدم.

وكذلك إحساسهم بأمور غير عادية مثل الخدر أو حتى الألم أو الحرق. والسبب هو تصلب الكريات الحمراء الشديد ما يمنعها من المرور عبر الأوعية الدموية. فتُحرم الأنسجة من الأوكسجين وكذلك الأعصاب وتبدأ بالتموّت. وهذا هو أول تغير يحصل ويقود أخيراً نحو التنخر أو الغرغرينا عندما تموت الأنسجة.

ازدياد الميكروبات الضارة والفطريات

 وعند عدم حصول الأنسجة على الأوكسجين وأخذها بالتموّت تزداد الميكروبات الضارة “مسببات الأمراض” وكذلك الفطريات الضارة. الأمر الذي يعني أن الغرغرينا تترافق مع وجود كثير من الالتهابات في الجسم. لأن بعض مسببات الأمراض تنمو في الأوساط منخفضة الأوكسجين وعندها يحتاج المصاب بداء السكري للبتر. إذ يبدأ الأمر باعتلال عصبي محيطي يؤذي الأعصاب ثم تبدأ القُرح ويليها حدوث التنخر وموت الأنسجة ثم الغرغرينا. التي تُضطر الطبيب لاستئصال أجزاء مختلفة من القدم كأصبع منها أو الكاحل أو أي جزء يفسد التفاعل بين السكر والهيموغلوبين الكريات الحمراء ويخفض قدرتها على حمل الأوكسجين ويقلل كميتها.

الضعف العام

يتناول المصابون بفقر الدم الحديد عادة أو فيتامين B12. لكن هل يجدي ذلك نفعاً ومشكلة الغلوزة قائمة والحمية الغذائية غنية بالسكر وقد سببت فقر الدم؟ وهل سيفيد تناول الحديد في هذه الحالة؟

الجواب هو لا. إذ يؤدي ضعف قدرة الكريات الحمراء على حمل الأوكسجين للوصول لدرجة اللهاث على نحو أسرع عند صعود الدرج. وكذلك لصعوبة في التمرّن نتيجة نقص الأوكسجين. ما ينجم عنه الشعور بالإنهاك سريعاً وعندها يلجاً الشخص لتناول أشياء تحفز الطاقة وتزيدها مثل الكافيين. لكن حقيقة الأمر هي أن الكريات الحمراء تحتاج للإصلاح.

تضرر العين

 يؤدي عدم قدرة الكريات الحمراء على المرور عبر الشعيرات الدموية إلى تضرر العين. ما يفسر زيادة المشكلات البصرية مثل اعتلال الشبكية السكري الذي قد يؤدي للعمى. ويمكن تفسير ما يحدث بأنه تجويع للأعصاب التي تحتاجها العين لتعمل. فالشبكية هي نسيج عصبي يمتد ليتصل بالدماغ ويحتاج للتغذية بالأوكسجين عبر جهاز الدوران. إذ ترتبط كثير من مشكلات العين على تنوعها بحدوث الغلوزة فإلى جانب تضرر الشبكية قد يفقد الشخص بصره أو يصاب بالمياه الزرقاء أو إعتام عدسة العين أو التنكس البقعي. وهكذا هي الحال مع الحمية مرتفعة الكربوهيدرات إذ يمكن اللجوء إلى النظارات بسبب عدم وضوح الرؤية. وتصبح هذه النظارات أسمك أكثر فأكثر لكن حقيقة المشكلة تكمن في الحمية الغذائية التي ينبغي تغييرها.

ضعف اللثة والأسنان

أيضاً تؤثر الغلوزة على اللثة فتجعلها أكثر عرضة للإصابة بالعدوى مثل التهاب دواعم السن. فهذا أحد تبعات مشكلة الغلوزة في الكريات الحمراء.

ضعف الكلى

 أيضاً تتأثر الكلى بشكل كبير بارتفاع السكر والغلوزة لأنها تُعد مصافٍ صغيرة تُنقي الدم وتشبه في نسيجها الشعيرات الدموية.  وتؤدي الغلوزة لأذية كبيرة في الكلى التي تصنع هرمون الإريثروبويتين الذي يساعد في إنتاج خلايا الدم الحمراء في نقي العظم. وينجم عن نقص هذا الهرمون عدم توليد خلايا الدم الحمراء بأعداد كافية. ففي العادة ينتج نقي العظم 2 مليون خلية دم حمراء في الثانية فهو أشبه بالآلة لكن مع تناول السكر لا يتمكن نقي العظم من إنتاج خلايا الدم الحمراء بالقدر المطلوب. فيصاب الشخص بفقر الدم ويشعر دوماً بالتعب ويعاني نقص الأوكسجين خاصة عند التمرّن.

تضرر الشرايين

يمنح الحديد الدم لونه الأحمر لكن مشكلة الغلوزة وأضرارها تؤدي لمفارقة الحديد لخلايا الدم الحمراء فيتفاعل مع بطانة الشرايين. وعندما يتعرض الحديد للأوكسجين فإنه يصدأ. وهذا ما يحصل في بطانة الشرايين التي تتعرض لتأثير الصدأ بسبب وجود الأوكسجين في المكان. فينجم عن هذا ثقوب صغيرة في الشرايين. الأمر الذي يؤدي إلى نفاذية الشرايين بسبب الغلوزة. فتصاب الشرايين بالآفات وتبدأ اللويحات بالتشكّل فيها وكذلك الخثرات حينها يلجأ الجسم لوضع ضمادة من الكولسترول على المكان ليُشفى. والأمر السيئ هو أن المصابين بالسكري يقومون باتباع حمية منخفضة الكولسترول أو الدهون وللأسف فإن هذا الأمر يزيد الوضع سوءاً. لأن أصل المشكلة هو الحمية الغذائية عالية الكربوهيدرات. ولهذا فالحميات منخفضة الكولسترول أو الدهون ليست حلّاً عملياً للتخلص من اللويحات في الشرايين.

أهمية إجراء اختبار (A1C)

أهمية اختبار السكري التراكمي

يعد اللجوء لفحص (A1C) خياراً أفضل لاختبار سكر الدم لأنه يعطي متوسط مستوى السكر في الدم على مدار 3 أشهر تقريباً. ومن الممكن الاستعانة بالاختبارات المنزلية لقياس (A1C). وتكمن مشكلة قياس سكر الدم بين الحين والآخر بعرضها لمحة عمّا يحصل في وقت إجراء القياس.

أما فحص (A1C) فيعطي متوسط مستوى سكر الدم، لذا فهو أكثر دقة فلو افترضنا أنه تم فحص مستوى السكر يوم الأربعاء الذي تتناولون فيه الطعام الجيد وكان الطعام بقية أيام الأسبوع سيئاً ففحص (A1C) سيكشف عن هذا. ينبغي أن يكون مستوى سكر الدم الطبيعي بين 80 إلى 85 ملغم/ ديسيلتر. أما بخصوص نتائج قياس (A1C) فالنسبة 4.5% تدل على مستوى السكر الطبيعي وهي أقل بكثير من نسبة 5.7% التي تعد الحد الفاصل بين المستوى الطبيعي ومستوى ما قبل الإصابة بداء السكري. ومع ازدياد سكر الدم يزداد (A1C) فإن كان (A1C) 7.0% فسكر الدم سيكون حوالي 154 أما إن كان (A1C) 13.5% فسيكون سكر الدم أكثر من 400، وهذا رقم مرتفع للغاية.

 كيف ترتبط هذه الأرقام بكمية السكر التي نتناولها؟

حين يكون مستوى سكر الدم طبيعياً (80 ملغم/ ديسيلتر) فهذا يدل على وجود ملعقة صغيرة واحدة من السكر (4 غ تقريباً) في الدم كله. يحوي الجسم 7 لتر من الدم تقريباً وبملعقة واحدة صغيرة من السكر يصبح مستوى السكر فيه (80 ملغم/ ديسيلتر) وتعد الملعقة الصغيرة هذه مقداراً بسيطاً جداً من السكر مقارنة مع مقدار السكر الذي يتناوله الشخص العادي. إذ يحصل الشخص العادي في أمريكا على 60% إلى 65% من سعراته الحرارية من الكربوهيدرات التي تتحول في نهاية المطاف إلى سكر وهذا مقدار هائل من السكر في الجسم. ولكن إن كان سكر الدم طبيعياً (80) مقارنة بكمية السكر الكبيرة المتناولة فماذا يحدث؟ إنه هرمون الإنسولين الذي يعمل بأقصى طاقاته لينتزع السكر من الدم بمجرد وجوده. إلا أن البنكرياس سيصاب بالإنهاك في النهاية وسينعكس ذلك على الإنسولين الذي سيتراجع إفرازه شيئاً فشيئاً وعندها يبدأ سكر الدم بالارتفاع.

هل مستوى سكر الدم الطبيعي يعني عدم وجود مخاطر وأضرار؟

 إذاً إن كان مستوى سكر الدم طبيعياً فهذا لا يعني عدم تأثيره على أجزاء مختلفة من الجسم لأن ارتفاع الإنسولين يترافق مع انتزاعه للسكر من الدم ووضعه في أماكن أخرى من الجسم. فيتحول إلى تشحم في الكبد ومشكلات في الدهون الحشوية.

تجدر الإشارة إلى أن ما تم تناوله في هذا المقال هو فقط تأثير السكر على جزء واحد وصغير من أجزاء الجسم المتعددة وهو كريات الدم الحمراء. ناهيك عن بقية الأجزاء التي يلعب السكر دوراً كبيراً في إبطاء عملها والتأثير على وظائفها وفي مقدمتها عمل الدماغ والمهارات المعرفية التي تتبعه وتتعلق به. ولهذا من الممكن وضع أنفسنا في تحدٍ لاختبار مدى صحة أجسامنا بدون سكر. لذا من الممكن تجربة ترك السكر خلال الأسبوع القادم وملاحظة كم سيزيد الأوكسجين في الجسم وكم ستزيد طاقته والسبب يعود لزيادة مرونة الكريات الحمراء الآن أكثر وتمكُنها من المرور عبر الشعيرات الدموية لإيصال الأوكسجين للأنسجة وبالتالي تحسن الأداء بشكل عام.

قد لا تتناول السكر أبداً بعد مشاهدة هذا الفيديو!

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد