يُعد نقص الكالسيوم إحدى المشكلات الشائعة جداً. وقد لا يعزى هذا النقص بالضرورة إلى عدم تناول مكمّلات الكالسيوم أو عدم الحصول عليه من الغذاء في العادة. بل قد يحدث إما لأن الجسم لا يمتصه أو أنه لا يوظّفه كما يجب. وقبل الخوض في السبب الحقيقي لا بد أولاً من التعرف إلى أعراض نقص الكالسيوم بالإضافة إلى بعض الأسباب التي تسبب نقصه كما يمكننا التعرف من خلال هذا المقال على أحد الاختبارات البسيطة للكشف عن نقص الكالسيوم.
أعراض نقص الكالسيوم
من الممكن أن تظهر أعراض نقص الكالسيوم على الشكل التالي:
- القلق والانفعالية
- الأرق والشد العضلي
- التشنجات العضلية
- ألم أسفل الظهر
- الإمساك
- ارتفاع ضغط الدم وخفقان القلب
- نزف الأنف المتكرر
- ليونة أظافر اليدين
- الإصابة المتكررة بنزلات البرد
- حروق الشمس حتى عند عدم التعرّض للشمس بكثرة والشرى
- الإصابة المتكررة بالحمى فقد يُعزى ذلك لنقص الكالسيوم، فالكالسيوم يكبح الجهاز المناعي.
- صعوبة الخلود إلى النوم.
لذا فإن الكالسيوم أحد المعادن الضرورية لصحة العضلات والعظام والأوتار والأربطة والجهاز العصبي كما أنه يعمل عمل إشارات التواصل بين الأعصاب.
ما هي العوامل التي تؤثر على امتصاص الكالسيوم؟
ثمة الكثير من الأمور التي تؤثر على امتصاص الكالسيوم:
1- فيتامين D لأن نقص فيتامين D يؤثر على امتصاص الكالسيوم كما يجب. في حين أن توفر فيتامين D بما يكفي يعزز امتصاص الكالسيوم بمقدار 20 ضعفاً وهي زيادة هائلة في امتصاص الكالسيوم. ومن الجدير بالذكر أن نقص الفيتامين D أحد أكثر الأمراض شيوعاً لدى الكثيرين.
2- يؤثر نقص المغنيسيوم على امتصاص الكالسيوم كما يجب لأن كلا المغنيسيوم والكالسيوم يعملان معاً.
3- تؤثر نسبة حمض الهيدروكلوريك في المعدة على امتصاص الكالسيوم. إذ يصبح نقص حمض الهيدروكلوريك شائعاً لدى نسبة كبيرة ممن تخطوا 40 و50 و60 من العمر. فمع التقدّم في السن يتناقص حمض الهيدروكلوريك تدريجياً في المعدة ويُعد هذا الحمض ضرورياً لامتصاص بعض المعادن وخصوصاً الكالسيوم.
4- نقص الأحماض الدهنية الأساسية كأحماض أوميغا 3 الدهنية لأن هذه الأحماض تعزز امتصاص الكالسيوم.
5- نقص الإستروجين كما الحال في فترة انقطاع الطمث عند تراجع إنتاج الإستروجين.
6- من الممكن أن تكون درجة الحموضة أحد العوامل أيضاً. فارتفاع قلوية الدم يسبب نقصاً في امتصاص الكالسيوم. علماً أن الدم يجب أن يميل إلى القلوية ولكن ارتفاع قلويته عن الحد الطبيعي يمنع من امتصاص الكالسيوم. وقد يؤدي بالتالي إلى تراكم الكالسيوم في العين كمرض الساد وعلى الأسنان كالقلح وفي الكلى كحصى الكلى وفي المفاصل كالتهاب المفاصل وعلى العظام كنتوءات العظام. لذا فإن امتصاص الكالسيوم يتطلب توفر درجة طبيعية من الحموضة.
7-التهاب الأمعاء يؤدي إلى صعوبة كبيرة في امتصاص الكالسيوم لذا فإن جميع الاضطرابات الهضمية كالقولون المتهيج أو التهاب الردب أو داء كرون قد تؤثر بشدة على امتصاص بعض المعادن وخصوصاً الكالسيوم
8- قصور الدرقية لأن امتصاص الكالسيوم يتطلب عمل الغدة الدرقية بشكل طبيعي. أما قصور الغدة الدرقية كالإصابة بهاشيموتو فقد يكون سبباً في نقص الكالسيوم وكذلك الهرمون التي تفرزه الغدة الدرقية ويُدعى الكالسيتونين فنقصه قد يؤدي لنقص الكالسيوم.
تؤثر الكثير من العوامل المختلفة على امتصاص الكالسيوم بعيداً عن النظام الغذائي. لذا فإنه من الضروري الكشف عن نقص الكالسيوم في الجسم.
كيف نكشف عن نقص الكالسيوم؟
يمكن الكشف عن نقص الكالسيوم باستخدام سوار جهاز ضغط الدم العادي ولفه حول بطة الرجل ثم النفخ فيه. ثم محاولة تدوين الرقم الظاهر.
في بداية الشعور بالتشنج وعندما يكون الرقم 200 أو أقل قد يدل ذلك على نقص الكالسيوم. كما يجب على من يعانون من مرض الأوعية الدموية المحيطة ألا يجرّبوا هذا الاختبار.
وفي حال كانت نتيجة قياس الضغط 200-220 فإن ذلك يشير إلى وجود نسبة كافية من الكالسيوم.
أما عندما تكون 220-240 فهذا يدل على وجود نسبة مثلى من الكالسيوم. ولكن يجب ألا تتجاوز النتيجة 240 وحدة قياس الضغط مليمتر زئبقي.
قد يسبب نقص الكالسيوم حدوث تشنجات عضلية في أوضاع الراحة وخصوصاً عند النوم. ويساعد هذا الاختبار على توضيح المشكلة بشكل أكثر دقة وتحديد مكمن الضعف.
في حال الكشف عن نقص الكالسيوم باستخدام هذا الجهاز فإنه يجب بدايةً أن نتأكد بأننا نعالج المشكلة المقصودة فقد تكثر العوامل المسببة. لذا وجب توضيح بعض الأمور الإضافية.
ملاحظات إضافية
أولاً: فيما يتعلق بحمض الهيدروكلوريك كيف نكشف عن نقص حمض الهيدروكلوريك؟
قد يكون عسر الهضم سبباً في منع امتصاص الكالسيوم وفي هذه الحالة، يمكن تناول بيتين هيدروكلوريد أو خل التفاح. أما فيما يتعلق بالكشف عن نقص المغنيسيوم فهو أكثر صعوبة. إذ يمكن الخضوع لفحص داخل الخلية. ولكن تُعد كمية الخضار الورقية التي يتم تناولها مؤشراً جيداً على نسبة المغنيسيوم. أما بالنسبة لمن لا يحبون تناول الخضار فيُحتمل أنهم يعانون نقصاً في المغنيسيوم وفي هذه الحالة يجب تضمين نسبة جيدة من الخضار الورقية في الوجبات. إذ يساهم المغنيسيوم في تعزيز امتصاص الكالسيوم. كما يمكن أيضاً الحصول على الكالسيوم من الخضار الورقية.
ثانياً: أما فيما يتعلق بنسبة الأحماض الدهنية الأساسية فيجب مراقبة مايلي:
1- الإكثار من تناول السمك للتأكد من الحصول على النسب الكافية.
2- الانتباه إلى حدوث الالتهابات المتكررة بالإضافة إلى التهاب المفاصل لكونها مؤشراً هاماً على نقص أحماض الأوميغا 3. لذا عند ملاحظة إشارات كهذه يجب الإكثار من السلمون أو السردين أو زيت كبد الحوت وغيرها من الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية. ويفضّل زيت كبد الحوت لأنه يحوي كلّاً من أحماض أوميغا 3 وفيتامين d وفيتامين a.
ثالثاً: وفيما يتعلق بالحفاظ على قلوية الجسم
فيمكننا التعرف على ارتفاع قلوية الجسم من خلال أحد الأعراض الشائعة لارتفاع قلوية الدم، ألا وهو الشعور برعشة في الجلد كتلك التي تكون تحت العين اليسرى. أو أي مكان آخر في الجسم ويُدعى التكزز وهو شعور بالوخز لأنه أحد العوامل المسببة. وعندها يُنصح بالمداومة على شرب خل التفاح أو بيتين هيدروكلوريد لأن ضبط درجة الحموضة عند الحد الطبيعي يساعد في حل المشكلة. كما يجب الأخذ بعين الاعتبار أن موازنة درجة الحموضة تستلزم المداومة على نظام غذائي صحي.
رابعاً: أما عن نقص الإستروجين
فقد يكون الدخول في مرحلة انقطاع الطمث هو السبب. من الممكن مشاهدة هذا الفيديو لتلافي الآثار المدمرة لانقطاع الطمث. انقر للمشاهدة
خامساً: وفيما يتعلق بنقص فيتامين D
فمن الممكن أن يكون ضعف جهاز المناعة أو الشعور بالاكتئاب أو حتى آلام أسفل الظهر، أن تكون جميعها مؤشرات على نقص فيتامين D. ولتعويض هذا النقص من الممكن المداومة على تناول الفيتامين D وبالأخص في أشهر الشتاء والتعرض لقدر كاف من الشمس.
قد تكون النصائح السابقة هامة وضرورية لتفادي النقص الحاصل داخل الجسم إلا أنه وجب الحذر والتقصي وراء الأسباب الجذرية الخاصة بكل حالة والتوصل من خلالها إلى أفضل الأساليب والطرق للعلاج.
أعراض نقص الكالسيوم لم تسمعوا بها وكيف تختبر نفسك في المنزل للتأكد من عدم انخفاض الكالسيوم